
عربي
يحرّك جيل زد 212 الشارع المغربي، وعلى اللافتات التي يرفعها المحتجون العديد من المطالب التي تدور حول توفير العدالة الاجتماعية والصحة والتعليم ومحاربة الفساد، وصولاً إلى النقطة التي تحولت إلى هاجس، أي البطالة المرتفعة، خاصة بين الفئات الشابة.
وتعرف مدن مغربية، منذ مساء السبت، احتجاجات نتج عنها توقيف نشطاء. ويعتبر جيل Z الذي يضم الشباب الذين ولدوا بين 1996 وأوائل عام 2010 صلب التحركات. وبدأ تنظيم الاحتجاجات من خلال مجموعة GenZ212 عبر منصة Discord. وتشير بيانات الإحصاء العام للسكان والسكن، الذي أُجري في العام الماضي، إلى أن عدد الشباب البالغ من العمر بين 15 و29 عاماً يصل إلى 8.2 ملايين نسمة، من بين عدد سكان يقدر بحوالي 36.8 مليون نسمة. فما هي نسبة البطالة التي تحرّك هؤلاء وتدفعهم إلى الشارع؟
بطالة الجيل زد بين 2024 و2025
يشير آخر بيانات المندوبية السامية للتخطيط عن وضعية سوق الشغل في المغرب في الفصل الثاني من 2025 إلى أن عدد العاطلين عن العمل الإجمالي وصل إلى مليون و595 ألف شخص، بمعدّل بطالة 12.8%.
ويرتفع معدل البطالة بين الشباب (ما بين 15 و24 سنة) إلى 35,8%، وبين أعمار 25 و34 سنة إلى 21.9%. ويصل المعدّل بين حاملي الشهادات إلى 19%، وبين الحاصلين على شهادات التأهيل المهني 20,8%، وبين الحاصلين على شهادات الثانوي التأهيلي 25,1%. كذلك، تُفيد البيانات ذاتها بأن معدل البطالة بين النساء 19.9%، فيما سجل معدل الشغل على المستوى الوطني 37.9%، مرتفعاً إلى 43.5% بالوسط القروي، ومنخفضاً إلى 35.1% بالوسط الحضري.
أما في عام 2024، فقد وصل معدل البطالة إلى 13.3 في المائة، وقفز بين المتراوحة أعمارهم بين 15 و24 عاماً إلى 36.7 في المائة، وحاملي الشهادات إلى 19.6 في المائة. وتُفيد تفاصيل بيانات المندوبية للتخطيط حول الشغل والبطالة بأن معدل البطالة بين المتراوحة أعمارهم بين 15 و24 عاماً في المدن قفز إلى 48.4 في المائة و21.4 في المائة في الأرياف. وهو معدل يصل على التوالي في المدن والأرياف بين البالغين 25 و34 عاماً إلى 26.2 في المائة و9.1 في المائة على التوالي.
ويضطلع القطاع غير الرسمي الذي يساهم بحوالي 10.9 في المائة من الإنتاج الوطني، باستثناء الفلاحة والإدارة العمومية، بحسب بيانات التقرير، بدور مهم في توفير فرص العمل، إذ يمثل 33.1 في المائة من إجمالي فرص العمل غير الزراعية في 2023. ولم يتمكن المغرب في الأعوام الأخيرة من بلوغ معدل نمو اقتصادي قوي يوفر فرص عمل تستوعب جزءاً كبيراً من الشباب المقبل على سوق الشغل، إذ لم يتجاوز في المتوسط 3 في المائة، في الوقت الذي أوصى فيه النموذج التنموي بنقله إلى 6 في المائة.
وكان تقرير صادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي قد نبّه إلى أن 4.3 ملايين مغربي لا يمارسون عملاً ولا يتابعون تكويناً مهنياً ولا يدرسون، من بينهم 1.5 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً. وتوقعت 80 في المائة من الأسر، بحسب المندوبية السامية للتخطيط، ارتفاع معدل البطالة هذا العام، نظراً للصعوبات المرتبطة بالحصول على وظيفة.
