
عربي
أجرى وزير الصناعة والاقتصاد السوري نضال الشعار مباحثات مع القائم بأعمال السفارة اليابانية في سورية تسوجي أكيهيرو حول تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين. وبينت وزارة الصناعة والاقتصاد السورية، الاثنين، أن اللقاء بين الطرفين تناول مجالات التعاون الممكنة بين سورية واليابان في قطاعات الصناعة والاستثمار والتبادل التجاري، الأمر الذي يسهم في دفع العلاقات الثنائية نحو مزيد من التطور، بما يحقق المصلحة المشتركة بين الشعبين السوري والياباني.
كما أكد الجانبان حرصهما على استمرار التنسيق وتبادل الخبرات، إلى جانب فتح آفاق جديدة للتعاون بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية. وأقرت اليابان في نهاية أغسطس/آب الماضي دعما لسورية بقيمة 5.5 ملايين دولار لتمويل مشروع يهدف إلى تحسين ظروف المعيشة في سورية، وقالت وزارة الخارجية اليابانية إن اليابان وقعت مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) في 12 أغسطس، "تستهدف مدينتي حلب وحمص، وهما من أكثر المناطق تضررا في البلاد، وتهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية الأساسية في الأحياء العشوائية والمستوطنات غير النظامية".
وكانت العلاقات اليابانية السورية قبل عام 2011 تقتصر على التداولات التجارية، بحسب الباحث الاقتصادي خالد تركاوي لـ"العربي الجديد" الذي أشار إلى أنها علاقات تجارية ضعيفة قبل ذلك العام، إضافة إلى الاستفادة من بعض الخبرات اليابانية في قضايا الخدمات والبرمجيات وما إلى ذلك، وبعض المكنات التي كانت تأتي من اليابان.
ولفت إلى أن المعدات والأجهزة اليابانية كانت تصل إلى سورية بكميات قليلة، إضافة إلى التبرعات، وكانت هناك تبرعات يابانية لا بأس بها للبلديات وتتركز بشكل رئيسي في قطاعي الكهرباء والنظافة، إضافة إلى قطاع الصحة. وقال تركاوي: "بعد 2011 عندما انقطعت العلاقات اليابانية مع سورية، ابتعد اليابانيون عن المشهد إلى حد كبير، حتى في قطاع المساعدات"، وأضاف: "لو افترضنا أن هذه العلاقات ستعود إلى مستويات ما قبل عام 2011، أعتقد أن الحكومة السورية والوزارات المعنية لديها رغبة في الاستفادة من الخبرات والمعونات اليابانية، إضافة إلى النصائح".
ولدى اليابان مستويات متطورة من التكنولوجيا، كما أوضح تركاوي، بالإضافة إلى مستويات الخدمات العالية، وهذا يمكن أن يمنح سورية خبرات ضمن برامج تعاون، بالإضافة إلى إمكانية المنح الدراسية للطلاب السوريين. وأضاف تركاوي: "كنت ممن درسوا اللغة اليابانية فترة قصيرة قبل 2011، وكان من المفترض أن أحضر للدكتوراه هناك، المقصد من الأمر أن هناك طلابا كانوا يذهبون إلى اليابان إضافة إلى رياضيين، وهذا ما أعتقد أن العلاقات ستقتصر عليه إلى جانب التبادلات التجارية".
في المقابل، أجرى الوزير الشعار اجتماعا مع وفد من الأمم المتحدة لتعزيز التنمية الاقتصادية في سورية، التقى خلاله كبيرة موظفي تنسيق الشؤون الإنمائية بمكتب المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سورية كازومي كاواموتو. وبحث الطرفان، وفق ما أعلنت الوزارة، "مجالات التعاون المشترك وسبل دعم الجهود الرامية إلى تعزيز مسارات التنمية الاقتصادية، إضافة إلى مناقشة البرامج والمشاريع التي تسهم في تحسين واقع القطاعات الإنتاجية والخدمية وتلبية احتياجات المجتمع المحلي". وأكد الطرفان حرصهما على استمرار التنسيق والعمل المشترك بما يحقق أهداف التنمية المستدامة ويدعم مسيرة التعافي الاقتصادي في سورية.
