
عربي
تفاوتت ردّات الفعل الإسرائيلية بين مؤيد ومعارض للخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة المحاصر، لكن معظم التعليقات والمواقف مالت إلى أنها خطة ممتازة لإسرائيل، بل إنها "من الأحلام". ويؤيد الخطة معظم أعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، وشرائح أخرى داخل الحكومة، وفق تقديرات إسرائيلية، فيما حذّر آخرون، من أمثال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش منها، زاعماً أنها "ستنتهي بالدموع".
وكتب سموتريتش على منصة إكس، اليوم الثلاثاء، معارضاً الخطة "الاحتفالات منذ أمس غير منطقية. إنها مأساة قيادة تهرب من الحقيقة"، واعتبر أنّ الموافقة على الخطة تمثل "تفويتاً تاريخياً لأكثر فرصة مشروعة في العالم للتحرّر من قيود اتفاقيات أوسلو، وفشلاً سياسياً مدوياً، وتغاضياً عن الواقع، وتجاهلاً لكل دروس السابع من أكتوبر"، متوقعاً أنّ "هذا سينتهي بالبكاء". ومن جهة أخرى، قال وزير المالية الإسرائيلي إنّه سيجري مشاورات حول الموضوع وبعدها سيتخذ قراره.
وبدا سموتريتش، وكأنه يعبّر عن أمله في أن ترفض حركة حماس الخطة، قائلاً: "هل لا يزال هناك احتمال أن يخرج الحلو من المرّ؟ أن ينقذنا رفض العدو مرة أخرى من أنفسنا كما حدث كثيراً في الماضي، وأن يجبرنا الواقع على العودة إلى طريق البطولة والانتصار وتحمّل المسؤولية عن مصيرنا وأمننا، وهذه المرة بدعم دولي أوسع؟".
وتساءل سموتريتش: "هل في ظلّ الواقع الذي نشأ نتيجة الضغط الدولي، والحملة المدمّرة لأهالي المختطفين، وعدم رغبة رئيس الحكومة نتنياهو منذ البداية في احتلال غزة وتبنّي خطة ترامب الأصلية، والتباطؤ العسكري، والفشل في دفع قادة الجيش إلى الاتجاه الذي نريده، والائتلاف الحكومي المتعثّر، والإرهاق الطبيعي بعد سنتين من الحرب، هل في ظلّ كلّ ذلك لا يوجد خيار آخر وهذا هو الحد الأقصى الممكن تحقيقه حالياً؟ هذه أسئلة جيّدة. سنتشاور، ونُقيّم، ونتخذ القرار. لكن الاحتفالات منذ أمس ببساطة غير منطقية".
إلى ذلك، ذكر موقع واينت العبري، أن الجناح المتشدّد داخل الحكومة، الذي يقوده سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، عقد ليل الاثنين- الثلاثاء، مشاورات مكثّفة لدراسة خطة ترامب وصياغة موقف علني منها. وكان من المقرّر إجراء مكالمة بين نتنياهو وسموتريتش، الذي يُعتقد أنه طالب بتوضيحات، كما أجرى بن غفير اجتماعات حول الموضوع، ومن المرجح أن يتخذ خطوة طالما لم يوضح نتنياهو مسألة الدولة الفلسطينية.
من جانبه، قال وزير التعليم الإسرائيلي زئيف إلكين، في حديث لإذاعة "كان ريشيت بيت" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء: "عند النظر إلى ما نُشر، من الواضح أن الاتفاق جيّد لإسرائيل، لكنّني لا أعلم إنْ كانت حماس ستقبله. هي تحت ضغط كبير، وإذا قالت نعم، فسيجري تحقيق الأهداف". ومع ذلك، أبدى إلكين تحفظاً حذراً: "هناك بنود لا أحبها كثيراً، مثل الإشارة نظرياً إلى أفق للسلطة الفلسطينية. لكنّني لا أعتقد أنهم سيغيرون طريقهم، لذا يمكن اعتبار هذا البند مجرد كلام شكلي"، وأشار إلى أن أغلبية في المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) ستصادق على الخطة.
من جانبه، كتب رئيس حزب "الديمقراطيون" يائير غولان، في حسابه على منصة إكس: "أمس قال نتنياهو نعم لاتفاق يُظهر حقيقة واحدة: لا بديل عن تسوية إقليمية ودولية تتضمن حل الدولتين، وتعزيز السلطة الفلسطينية بدلاً من حماس. لو كان رئيس وزراء ديمقراطي قد وقّع على نفس الاتفاق، لكان نتنياهو قفز فوق كل منصة واتهمه بأنه يساري خائن".
واعتبر رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، أنّ خطة ترامب، تشكّل "أساساً صحيحاً لصفقة وإنهاء الحرب" في غزة، وكتب اليوم "أبرز ما في خطة النقاط العشرين هو أنها كانت مطروحة فعلياً على الطاولة منذ عام ونصف عام. كان بالإمكان إنقاذ حياة مختطفين، وحياة جنود، وآلاف المصابين، وتفادي الانهيار السياسي على الساحة الدولية".
