
عربي
ألقت السلطات الأمنية في العراق والأردن القبض على عدد من تجار المخدرات المحليين والدوليين، وأسفرت العمليات المنفصلة في كلا البلدين عن ضبط 35 تاجراً ومروجاً للمخدرات، و50 كيلوغراماً من المواد المخدرة في العراق، و189 كف حشيش ونصف كيلوغرام من الكوكايين وكمّية من الحبوب المخدّرة في الأردن.
وذكر بيان للداخلية العراقية أنه "في إنجاز أمني وقضائي نوعي، تمكن قسم التحقيقات الخاصة في المديرية العامة لشؤون المخدرات خلال الـ 72 ساعة الماضية، من ضبط 50 كيلوغرامًا من مختلف المواد المخدرة، وإلقاء القبض على 21 تاجرًا دوليًا ومحليًا ضمن سلسلة عمليات نوعية دقيقة جرت بإشراف قضائي مباشر".
وأضاف البيان أن "هذه الضربات جاءت استناداً إلى القرارات الصادرة عن قاضي التحقيق المختص بالنظر في قضايا شؤون المخدرات الخاصة في محكمة التحقيق المركزية، وهذه المحكمة التي أثبتت أنها درع القضاء الحصينة وسيف العدالة القاطع الذي لا يرحم من تسول له نفسه المساس بأمن العراق واستقرار مجتمعه، حيث أصدرت قرارات رادعة أربكت شبكات المخدرات وفككت أغلبها وقطعت الطريق أمام كل من يحاول العبث بأمن المجتمع". وتابع البيان أن "العملية أكدت أن التنسيق العالي بين القضاء وقوى الأمن الداخلي جعل من العراق ساحة مستحيلة على تجار السموم، وأن الأحكام القضائية الصارمة ستظل كابوسًا يلاحق كل من يجرؤ على الاتجار بالمخدرات، وهي رسالة ردع قاسية لكل من يفكر في الانخراط في تجارة المخدرات: العدالة ستصل إليكم، والخسائر ستكون فادحة وحازمة لا تقبل التأويل لا ملاذ لتجار المخدرات".
من جهته، قال الخبير في الشؤون الأمنية العميد المتقاعد عدنان الكناني، لـ"العربي الجديد"، إن "تزايد عمليات القبض على تجار المخدرات المحليين والدوليين في العراق خلال الآونة الأخيرة، وضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة، يعكس تصاعد الجهود الأمنية والاستخبارية لملاحقة هذه الشبكات التي باتت تشكل تهديدا مباشرا للأمن المجتمعي". وأوضح أن "النجاحات المتحققة جاءت نتيجة تكثيف العمل الميداني، وتوسيع دائرة التعاون بين الأجهزة الأمنية والجهات القضائية، إضافة إلى تفعيل آليات التنسيق مع الإنتربول وأجهزة مكافحة المخدرات في دول الجوار، وهو ما ساعد في تعقب شبكات التهريب الدولية التي تحاول جعل العراق معبرا أو سوقا لهذه السموم".
وأضاف أن "هذه الإنجازات تمثل خطوة مهمة في تجفيف منابع المخدرات، لكنها في الوقت ذاته تتطلب استمرارية في المتابعة والتشديد على ضبط الحدود، مع ضرورة تكثيف البرامج التوعوية والمجتمعية لحماية فئة الشباب من خطر الإدمان". وختم الخبير في الشؤون الأمنية قوله إن "مكافحة المخدرات ليست مسؤولية الأجهزة الأمنية فقط، بل هي معركة وطنية تشترك فيها العائلة والمدرسة والمؤسسات الإعلامية والدينية، من أجل بناء مجتمع آمن ومحصن من هذه الآفة الخطيرة".
ونفذت السلطات العراقية خلال الأشهر الأخيرة، حملات ضخمة لملاحقة شبكات تهريب المخدرات وترويجها داخل المدن والمحافظات العراقية المختلفة، وأعلنت أخيرا عن ضبط أكثر من طنين من المخدرات في الربع الأول من عام 2025، والقبض على 3 آلاف وستة متورطين في المتاجرة بها. وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إن الحرب على المخدرات "لا تقل أهمية عن الحرب على الإرهاب".
وتُعَدّ المخدّرات من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع العراقي، ولا سيّما أنّ تجارتها قد اتّسعت في الفترة الأخيرة بشكل خطر، وقد تحوّل العراق إلى ممرّ لتلك المواد من إيران في اتّجاه عدد من الدول العربية.
تفكيك خلية مرتبطة بعصابات دولية في الأردن
وفي الأردن، أعلنت مديرية الأردن العام الأردنية، اليوم الاثنين، عن تفكيك خلية من 14 شخصا مرتبطة بعصابات دولية لتهريب المخدرات، وضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة وقالت المديرية في بيان اليوم، إنّ العاملين في إدارة مكافحة المخدّرات عملوا على مدار أسابيع على متابعة التحقيق وجمع المعلومات عن خلية جرمية مرتبطة بعصابات إقليمية لتهريب المخدرات وقيامهم بتخزين كمّيات كبيرة من المواد المخدرة في محافظة مأدبا وسط البلاد من أجل بيعها وترويجها.
وأوضحت المديرية، أنّه بعد جمع البيانات والمعلومات كافة وحصر الأشخاص المشتبه بهم ومواقع تخزين المواد المخدّرة جرى دهمهم وإلقاء القبض على أفراد الخلية وعددهم 14 شخصًا، فيما جرى في التوقيت ذاته دهم مكان تخزين المخدرات وتفتيشه وضبط 160 كف حشيش ونصف كيلوغرام من الكوكايين وكمّية من الحبوب المخدّرة، مضيفة أن فريقا خاصا من الإدارة تمكّن من دهم وإلقاء القبض على أحد أخطر تجّار المخدرات في محافظة البلقاء وسط البلاد والذي يُعدّ المسؤول عن تزويد مروّجي المحافظة بالمواد المخدّرة، وأُلقي القبض عليه بعد مقاومته للقوة وضُبط بحوزته 29 كف حشيش وأربعة أسلحة نارية.
وكان مدير إدارة مكافحة المخدرات في الأردن، العميد حسان القضاة، قد كشف في تصريحات سابقة عن تفكيك شبكات تهريب دولية، واعتقال عدد من المهرّبين المنتمين لعصابات دولية، إضافة إلى توقيف عدد كبير من التجار والمروجين خلال عام 2024. وذكر القضاة أن الإدارة تعاملت مع 25,260 قضية تورّط فيها نحو 38,782 شخصاً، شملت قضايا تعاطي وترويج واتجار بالمواد المخدرة. كما ضبط 27.5 مليون قرص كبتاغون، و3 آلاف كيلوغرام من الحشيش، و262 كيلوغراماً من الماريجوانا، و62 كيلوغراماً من الكريستال، و33 كيلوغراماً من الحشيش الصناعي، و11 كيلوغراماً من بودرة الجوكر، و13.5 كيلوغراماً من الهيروين، و2.9 كيلوغرام من الكوكايين.
