مقتدى الصدر يحذر من "تصعيد سياسي" قبيل الانتخابات العراقية
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
حذر زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، مما اعتبره "تصعيداً" من قبل "عُشاق السلطة ومحبي الكراسي" يسبق الانتخابات البرلمانية المقررة إجراؤها في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مؤكداً استعداد التيار لمواجهة ذلك، في أحدث موقف من الصدر تجاه ملف الانتخابات الذي قرر مقاطعتها ومنع قواعده الشعبية من المشاركة فيها. وذكر الصدر في بيان اليوم أن "الانتخابات المقبلة هي الأولى من دون التيار الشيعي، (التيار الصدري) وهذا ما أدى إلى تزايد المخاوف عند المشتركين.. وتزايدت معها تكهناتهم للسيناريوهات المحتملة"، منتقداً حديث أطراف لم يسمها عن نوايا تياره منع الناخبين من الوصول إلى صناديق الاقتراع بالقوة، وتعكير أجواء الانتخابات عبر تنظيم أنصاره احتجاجات ومظاهرات. وأضاف الصدر أن "الأمر لو كان معكوساً لفعلوها، بل لأتوا بما هو أسوأ، بل إن بعضهم يتمنى ألا تكون هناك انتخابات في موعدها المحدد، لأنه غير متيقن من نتائجها، فقد لا تكون لصالحه... وكأن وجوده أهم من العملية الديمقراطية إن وجدت"، معرباً عن استغرابه من أن سهامهم ما زالت توجّه نحوهم "رغم اعتزال العملية الديمقراطية فضلاً عن انتخابات مهلهلة لا تسمن ولا تغني من جوع". وأكمل: "فليتوقع الجميع وخلال ما تبقى من أيام لموعد الانتخابات، تصعيداً من عشّاق السلطة ومحبي الكراسي ومن يسيل لعابهم للأموال والمناصب... فإن أردتم التصعيد، فأنتم تعلمون أننا لها ولن تخيفنا تهديداتكم ولن تضرنا سهامكم"، داعياً إلى الاهتمام بدل "كل هذه الترهات" بالتحديات "التي تحيط بالعراق وشعبه من الداخل والخارج". وأشار في هذا الصدد إلى أن "السلاح منفلت في عراقنا والاختراق مستمر وقواتنا الأمنية لا رعاية لها ولا سيما الحشد الشعبي الذي تنازل الساسة عن سنّ قانونه سابقاً بعد أن صدّعوا رؤوسنا بقدسيته". وتطرق كذلك إلى "ملفات الجفاف والتلوث والكهرباء وسوء التعليم وتردي الاقتصاد وحماية الحدود والملفات الصحية والمستشفيات التي تعاني الويلات والملفات الأمنية التي ليس لها من راع، فسلاح بعض العشائر من ناحية وسلاح المليشيات من جهة ومقرات المليشيات التي صارت في كل زقاق بلا نفع، غير وجود أسلحة قد تنفجر وما من متضرر إلا الدم العراقي". وختم الصدر بيانه مخاطباً منافسيه بـ"أيها الرهط، إن كنتم تدّعون أن قوتكم قوة للعراق وشعبه، فالعراق وشعبه في خطر إذ البطالة مستشرية والأفكار المنحرفة والمتشددة متفشية والأمراض منتشرة والفقر والفساد الأخلاقي يتزايد... فالخطر خطر ديني وعقائدي وليس خطراً وطنياً فقط". وسبق البيان تحركات لفصيل "سرايا السلام" (تتبع التيار الصدري) منتصف ليلة الأمس وحتى فجر اليوم، في بغداد، حيث انتشرت سيارات مصفحة ومدرعة وعناصر مسلحة من الفصيل في بعض مناطق جانب الرصافة من العاصمة، وصولاً إلى بوابة المنطقة الخضراء من جانب وزارة التخطيط. وبحسب مصادر من التيار الصدري، فإن "الصدر منزعج من الحملة الإعلامية التي تشنها الفضائيات ووسائل الإعلام التابعة لفصائل مسلحة وأحزاب ضمن تحالف الإطار التنسيقي (الحاكم في البلاد)". وأضافت المصادر ذاتها، أن "الأسابيع المقبلة قد تشهد حالة إرباك أمني بسبب التصعيد الذي تشنه الأحزاب ضد مقاطعي الانتخابات وهم أتباع الصدر"، مشيرة إلى أن "الأمن الانتخابي قد يُهدد من التيار الصدري، لا سيما أن هناك تحضيرات تجري للاحتجاج ضد الانتخابات بوصفها عملية غير شفافة وخاضعة للإرادات الحزبية والمال السياسي والاتفاقات بين الكيانات الحاكمة". كما يأتي بيان الصدر بعد ساعات من جدل واسع شهده العراق بعد كشف الإعلامي العراقي، علي فاضل، عن وجود مخطط لاستهداف الصدر بطائرة مسيرة في النجف متهماً القيادي في حزب الدعوة ياسر صخيل وهو وصهر رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، بالوقوف وراء المخطط. وأصدر صخيل، بياناً عقب ذلك، حذر فيه من "جهات داخلية وأخرى خارجية مشبوهة، تحاول خلق الفتنة بينهم وبين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر". من جهته، قال المحلل السياسي المقرب من التيار الصدري، مناف الموسوي، إن "الصدر لا يريد الاشتباك مع أي طرف سياسي، ولم يعلن عن نيته في إسقاط النظام أو تحدي أي طرف سياسي فاعل، بل إنه اختيار العزلة السياسية والامتناع عن المشاركة في الانتخابات عبر خيار المقاطعة"، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن "التصعيد الكبير الذي تشنه الأحزاب ضد الصدر وتياره... هي افتراءات وليست صحيحة، وأن كل ما في الأمر، أن الصدر لا يريد الاشتراك في عملية سياسية يسيطر عليها الفساد". والأسبوع الماضي، اعتبر صالح محمد العراقي، الذي يتولى نشر مواقف الصدر وآرائه السياسية، أن بديل مقاطعة الانتخابات هو "الإصلاح الشامل" و"تغيير الوجوه، لإنقاذ العراق". وهاجم العراقي، الأحد الماضي، كلاً من رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وزعيم مليشيا "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، قائلاً: "كيف نعطي أصواتنا لمن تقول تسريباته إنه يريد قتلنا والهجوم علينا في النجف الأشرف؟ أو نعطيه لمن ’فصّخ مصفى بيجي’"، في إشارة إلى نهب مصفاة بيجي النفطية من مسلحي المليشيا. وكان الصدر قد انسحب في 15 يونيو/حزيران 2022، من العملية السياسية في البلاد، مؤكداً عدم المشاركة في أي انتخابات مقبلة حتى لا يشترك مع الساسة "الفاسدين". وعقب ذلك، تمكن تحالف الإطار التنسيقي، من تشكيل حكومة محمد شياع السوداني، بالاتفاق مع الأحزاب الكردية والسُّنية.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية