
عربي
طالبت هيئات حقوقية في المغرب السلطات بتدخّل عاجل لإنقاذ مواطنين مغاربة عالقين في قطاع غزة الذي يتعرّض إلى حرب إسرائيلية بلا هوادة، إذ إنّهم يواجهون "خطر القتل والإبادة والتشريد والتجويع والتعطيش، بالإضافة إلى الأمراض والموت".
ووجه الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، الذي يضمّ 20 جمعية وهيئة حقوقية، رسالة مفتوحة إلى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج ناصر بوريطة، طالبه فيها بتدخّل عاجل لإنقاذ المواطنين المغاربة العالقين في قطاع غزة. وتأتي الرسالة بعد إطلاق مغاربة عالقين في القطاع المحاصر مناشدة إلى الملك محمد السادس، من أجل التدخّل لإجلائهم، "ولا سيّما من خلال آلية التنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر" من خلال معبر كرم أبو سالم، "بعد التنسيق مع سلطات الاحتلال".
وقد أتت مطالبة الائتلاف الحقوقي بالتدخّل العاجل لإنقاذ العالقين في قطاع غزة بعد تسلّمه رسالة مستعجلة من رابطة مغاربة غزة، تفيد بوجود عدد من المواطنين المغاربة، خصوصاً النساء والأطفال وكبار السنّ، عالقين في القطاع وسط ظروف لا إنسانية على الصعيدَين الصحي والاجتماعي، ويواجهون مختلف المخاطر في كلّ لحظة. وشدّد الائتلاف على وجوب أنّ "ينهض المغرب بمسؤولياته في حماية مواطناته ومواطنيه من الأخطار التي تتهدّدهم، والإسراع في تقديم الإعانة والإغاثة إليهم من دون تأخير"، داعياً وزارة الخارجية إلى "التدخّل السريع لإجلاء جميع المغاربة الراغبين في العودة إلى بلادهم، إنقاذاً لحياتهم، وتخفيفاً من معاناتهم، بعد ما قاسوه على امتداد سنتَين من القتل والتدمير وفقدان الأهل".
ونبّهت الرسالة إلى أنّ المغاربة العالقين يعيشون وسط أوضاع مأساوية، في ظلّ حرب الإبادة الجماعية التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها ضدّ سكان قطاع غزة، مشيرةً إلى دمار واسع للبنية التحتية، وتشريد جماعي، وحرمان من المياه الصالحة للشرب والمواد الغذائية الأساسية، بالإضافة إلى تفشّي الأمراض وغياب الأدوية والرعاية الصحية، وكلّ ذلك يعرّض حياتهم لخطر داهم.
وذكر الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان أنّ عمليات إجلاء الأجانب من قطاع غزة تجري حالياً عبر معبر كرم أبو سالم، بتنسيق ما بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر وسفارات بلدانهم، مشيراً إلى أنّ المغاربة العالقين يناشدون سلطات بلادهم "إدراج أسمائهم من ضمن قوائم الإجلاء ونقلهم عبر عمّان ومنها إلى أرض الوطن، أسوة بما تقوم به باقي الدول لحماية رعاياها".
في سياق متصل، يقول رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان (من مكوّنات الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان) عادل تشيكيطو لـ"العربي الجديد" إنّ رسالة الائتلاف إلى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج هي "صرخة للتدخّل العاجل والفوري لإنقاذ المواطنين المغاربة العالقين في قطاع غزة، الذين يعيشون أوضاعاً إنسانية كارثية نتيجة استمرار العدوان والحصار المفروض على القطاع".
يضيف تشيكيطو أنّ "صمت الحكومة المغربية إزاء مأساة هؤلاء المواطنين يُفاقم معاناتهم ويعرّض حياتهم للخطر، وهي الآن ملزمة بالتحرّك السريع والفاعل عبر القنوات الدبلوماسية والإنسانية لتأمين عودتهم إلى أرض الوطن وضمان سلامتهم، خصوصاً أنّ حماية المواطنين المغاربة أينما وُجدوا تعتبر مسؤولية دستورية وقانونية للدولة المغربية، ولا تحتمل أيّ تأجيل أو مماطلة، خصوصاً أمام خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة". ويشدّد على أنّ "الحكومة المغربية، وتحديداً وزارة الخارجية فيها، مدعوّة إلى إقرار خطة طارئة تشمل التنسيق مع الدول الشقيقة والمنظمات الدولية ذات الصلة لإخراج المغاربة من قطاع غزة في أقرب الآجال".
