
عربي
تستعد إسرائيل للاستيلاء على أسطول الصمود العالمي الذي أبحر أخيراً من سواحل اليونان بمرافقة سفن حربية أوروبية، ويضم نحو خمسين سفينة وقارب على متنها مئات الناشطين من مختلف أنحاء العالم، وأطناناً من المساعدات المخطط إيصالها للمجوعين في قطاع غزة والمحاصرين منذ نحو عقدين، والذين تفاقمت ظروفهم الكارثية إثر سنتين من الإبادة الإسرائيلية المتواصلة.
وفي الصدد، ذكرت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (كان 11)، اليوم الاثنين، أن وحدة "شييطت 13"، التي تضم الأسطول الحربي الثالث عشر لسلاح بحرية الاحتلال ومقاتلي الكوماندوز البحري، خاضت تدريبات للاستيلاء على الأسطول في عرض البحر والسيطرة على سفنه، المتوقع وصولها في غضون أربعة أيام، أي خلال ما يُدعى "يوم الكبور" (الغفران) الذي يُعد أحد أكثر الأيام قُدسيةً وفق الشريعة اليهودية؛ حيث يُخصص للصلاة والصيام والتكفير عن الخطايا، وسط تعطيل كامل لمختلف الأنشطة الإنسانية كالعمل وتناول الطعام والشراب، وإشعال النار، وقيادة المركبات.
وحتّى اللحظة، يُعد أسطول الصمود الأكبر على الإطلاق بين الأساطيل البحرية التي حاولت أكثر من مرّة كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة من خلال الوصول إلى شواطئ الأخيرة؛ وزعمت "كان 11" أن إسرائيل توجّهت في الأسبوع الأخير إلى منظمي الأسطول وطالبتهم بإيصال مساعداتهم عبر ميناء "أشكيلون" (عسقلان) أو قبرص، أو حتّى من خلال دولة الفاتيكان، غير أن المنظمين رفضوا ذلك معتبرين توّجه إسرائيل استفزازاً مُنظّم.
ويعد الاستيلاء على السفن والسيطرة عليها هذه المرّة عملية معقدّة بالنسبة لإسرائيل لأسباب عديدة، أوّلها أنه لم يسبق أن واجهت بحرية الاحتلال أسطولاً بهذا الحجم، وثانيها أنه يُرافق بحماية سفن حربية من اليونان وإيطاليا، فضلاً عن مسيّرات تركية. وأتي ما تقدم، بعدما توّعد مسؤلٌ أمني إسرائيلي قبل نحو أسبوع بعدم السماح للناشطين بكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، منوّهاً في مقابلة مع "كان 11" إلى أن مقاتلي "الشييطت 13"، وسلاح البحرية في الجيش الإسرائيلي يستعدان للسيطرة على الأسطول قبيل اقترابه من غزة.
وقبل يوم واحد من التهديد الذي أطلقه المسؤول الإسرائيلي، أبلغ الناشطين على متن الأسطول بأن مسيّرات مجهولة يُرجح أنها إسرائيلية ألقت على سفن الأسطول قنابل صوتية بهدف ترهيب الناشطين وإخافتهم، قبل السيطرة على شبكة الاتصال الخاصة بالسفن وبث أغانٍ لفرقة "آبا" السويدية من خلالها.
إلى ذلك، انطلق أسطول الصمود من برشلونه، وعلى متنه مئات الناشطين العالميين، بينهم فنانون ودبلوماسيون أجانب وعرب، وشخصيات شهيرة على مستوى عالمي مثل ناشطة المناخ السويدية غريتا تونبرغ، التي شاركت أيضاً بسفينتي "مادلين" و"حنظلة" اللتان سيطر عليها مقاتلو الكوماندوز البحري الإسرائيلي، واقتادوا الناشطين على متنهما إلى مراكز الاعتقال قبل الإفراج عنهم في وقتٍ لاحق.

أخبار ذات صلة.

خراب غير مسبوق لاقتصاد الضفة الغربية
العربي الجديد
منذ 14 دقيقة

الغلاء يقلص مساحات سكن التونسيين
العربي الجديد
منذ 15 دقيقة