
سبتمبر نت/ حوار – منصور الغدرة
كلما حل عيد ثورة ٢٦سبتمبر، يتبادر إلى الأذهان سؤال عريض، عن أبطال صنعوا هذا اليوم المجيد، من أبناء محافظة مأرب، التي شاءت الأقدار أن تستأنف«26سبتمبر» الصحيفة اصدارها من المحافظة التي كان جنوبها، هو جنب الثورة والجمهورية وسندها المتين، وذخيرتها التي أطاحت بكهنوت الامامة-المنطقة الممتدة جغرافيتها من مكان ضريح “دينمو الثورة” علي عبد المغني جنوبا حتى “دكة عدن في المعلا” التي كانت أول من ارسلت إلى ثوار سبتمبر في صنعاء فور سماعها إعلان الثورة وقيام الجمهورية بكتائب المقاتلين العمال للدفاع عنها كانوا من مختلف المحافظات اليمنية، غالبيتهم من تعز وإب والبيضاء وحريب مأرب.
شكلت الرقعة الجغرافية-المشار إليها- مخزن لبارود الثورة ومؤنتها، بل لقد كانت هي البندق الحامي للثورة والجمهورية وتثبيت دعائم نظامها الوليد، وهي الرصاصة التي قضت على كهنة الامامة؛ العدو اللدود للثورة والجمهورية والحرية.. أين أولئك الأبطال الذين كان لهم كلمة الفصل في مقارعة طغاة العصر وكهنة التاريخ- أين أبناء القردعي ورفاق العواضي والشنواح وعبود مهدي، وشعفان، مؤسس اول مدرسة للمظلات.؟!
هل رحلوا ورحلت معهم شجاعتهم وبأسهم الذي لا يقهر، واين ذهبت الكتائب التي دفع بها جنب مأرب، إلى خطوط معركة الجمهورية والدفاع عنها.. قوافل من المقاتلين تسابقت نحو الشهادة، وهم يرددون «جمهورية ومن قرح يقرح»، أشهر ما قيل من قصائد وزوامل في الايام الاولى للثورة اليمنية والتي ما يزال صدى كلماتها تردد وتغنى وتذكي الحماس إلى اليوم، بل يذكر أن صاحبها لم يقل قصيد غيرها-حد معاصريه- وهو الثائر السبتمبري ابن حريب ،عبدالله خميس عامر عطية. بينما رفيقه في النضال وابن منطقته علي مهدي الشنواح، يصدح عبر اثير إذاعة صنعاء(الجمهورية أو الموت)- أين أولئك الابطال الذين لبوا داعي الثورة، ولم يعد أحد منهم الى مخدعه- مربضه-إلا وقد سقطت إمامة فارس وكهنة الديلم.
ما أحوجنا إلى مثل هؤلاء الشجعان في معركة اليوم التي يخوضها شعبنا ضد فلول تلك الإمامة التي تحاول العودة به إلى القرون السحيقة- ما احوج اليمن واليمنيين إلى مثل تلك المواقف واولئك الصناديد واصحاب المبادئ والارادة الصلبة والعزائم الفولاذية التي لا تقهر ولا تنكسر.؟!.
عشرات الندوات نظمت، خلال الثلاثة العقود الاخيرة، في العاصمة صنعاء، كما أجريت مئات الحوارات الصحافية والتلفزيونية مع شخصيات شاركت في الثورة اليمنية- للأسف- غاب عنها ثوار مأرب باستثناء، اللواء صالح الشقيري، الذي كان- تقريبا – مشاركا في معظمها، وكان لي شرف محاورته أثناء مشاركته في إحدى الندوات التي اعتادت دائرة التوجيه المعنوي وصحيفة«26سبتمبر»، على إقامتها سنويا؛ في محاولة منهما ادراك ما تبقى من مناضلين للإدلاء بشهاداتهم ومذكراتهم، في اعادة كتابة التاريخ النضالي ومن باب انصاف لبعض رموز الحركة الوطنية الذين هضموا.
في حضرة٢٦سبتمبر
في حضرة اعياد الثورة اليمنية-العيد63لثورة 26سبتمبر1962 والعيد ال62لثورة 14أكتوبر1963، يحضر معها ابن مراد وثائر حريب، ناجي علي شارد«أبو عية»، الذي تحدى زملاءه في الصف الجمهوري حينما رأى ان الجمهورية في خطر، فرفض تسليم القصر أو الجمهورية- كما يقول – لقادة حركة 5نوفمبر1967،الانقلاب الابيض- على أول رئيس للجمهورية، المشير عبدالله السلال، الذي كان-حينها- قائدا للحرس الخاص للسلال؛ أو أول قائد لقوات الحرس الجمهوري- إن جاز لنا التسمية بذلك..
احتفاء بالمناسبة التقت«26سبتمبر» الصحيفة التي تشرفت باسم ثورتها، هذا البطل المقدام، وطرحت عليه محاور الاسئلة ليكون كعادة المقابلات الصحفية- سؤال وجواب – تتعلق بثورة ٢٦سبتمبر والجمهورية؛ والمعركة الجارية اليوم ضد سبلة الامامة بنسختها الحوثية وأسباب عودتها، بعد ستة عقود من دفنها في محاولة انتزاع منه اجابة محددة، وهل معركة اليوم ضد مليشيا إيران هي امتداد لمعرك ستينيات القرن الماضي، معتقدا أنني سأواجه صعوبة في انتزاع اجابات لما يطرح المتابع، لكنني تفاجأت بضيفنا يجيب بما في النفس فور طرح السؤال، فيأتي الرد منه على سبيل المثال: «الحوثيون ليسوا يمنيين وإنما هم فرس، وفارس ممثلة بإيران تدعمهم وتحاربنا كيمنيين وعرب».!.
الحياة نضال
إذ طرحت عليه سؤال للتعريف بنفسه من هو اللواء السبتمبري (أبوعية)كما هو معروف؟!.؛ فعرف بنفسه على هذا النحو: اللواء الركن ناجي علي شارد (ابوعية)،هو احد ضباط ثورة ٢٦سبتمبر١٩٦٢، كانت بداية التحاقي بالقوات المسلحة في عام 1958،عندما طلب الطاغية أحمد حميد الدين من والدي وعمي إرسال اثنين من اسرتنا ليتم عسكرتهما في جيشه، وبالفعل طلعنا انا وابن عمي “عبدالله أبوعية” وانضمينا إلى معسكر الملكية، وكان عمري-حينها- ١٧سنة، وبعدها سافرنا للدراسة في الكلية الحربية بجمهورية مصر، ومعي ابن عمي، وضمن دفعتنا الله يرحمه-اللواء صالح الأشول، وتخرجنا من الكلية بمصر عام 1961،وعدنا إلى صنعاء معسكر «باروت خانة» في مطار الامام- ميدان السبعين حاليا- وكنا نحن الدفعة الثانية التي تتخرج من مصر، حيث كانت قد سبقتنا دفعة أخرى تضم عبداللطيف ضيف الله وآخرين.
وتابع حديثه، بالقول: بعد عودتنا بدأنا في الاعداد للثورة- لكن بساطة الرجل من فحوى كلامه ومفردات لغته، حيث قالها صراحة: بدأنا نتآمر للقيام بالثورة على الامام، ونجتمع سرا في منزل القاضي عبدالسلام صبرة، وهو من اشرف وأنزه قادة الثورة، وابنه عبدالله معنا من ضباط الثورة.
وينتقل أبو عية إلى الحديث عن المناصب التي تقلدها عقب قيام الثورة، والاحداث التي واجهت الجمهورية،، الخ. ويقول تبوأت العديد من المناصب في العهد الجمهوري، منها قائد اول كتيبة مظلات في الثورة عام ١٩٦٣، ثم قائد الحرس الجمهوري وقائد الحرس الخاص للمشير علي السلال حتى حدث الانقلاب على المشير السلال في ٥نوفمبر ١٩٦٧،ثم توليت قائد لواء الوحدة بعد احداث اغسطس1968، بعدها اتهمني حسين المسوري بأني اخطط للانقلاب، فأدى ذلك إلى ملاسنة ومشادة معه، وعلى إثرها عدت الى بيتنا في حريب، فنزلت الى تعز وعملت مديرا لمكتب محافظ تعز المناضل الشهيد الشيخ احمد عبدربه العواضي، ثم استدعوني “الخبرة” من صنعاء اطلع لأنهم رشحوني للدراسة في الاكاديمية العسكرية في الاتحاد السوفيتي.
إبعاد أم نفي
قاطعته-آه آه هذا يعني انهم كانوا مهتمين بك وبتأهيلك- رد بضحكة الثائر التسعيني، الذي قال «إنه أعيد إلى الخدمة العسكرية في عام2016 بعدما كان قد قوعد منها، ولن يتراجع في اعادة الكرة وملاحقة فلول امامة اليوم كما لاحقها بالأمس في جبال صعدة وحجة ونجران»؛ طبعا وهو يردد” وخرج البدر ببرقاعه” ،فقال:لا لا.. كان إبعاد لأني شخص غير مرغوب فيه، وهي الطريقة المحببة-حينها-إن لم تكن التصفية الجسدية غير مقدور عليها مع شخص مثل أبو عية- يتم إفراغ الساحة منهم بالترغيب.
– قاطعته: يعني دراستك في الاتحاد السوفيتي لم تكن لمجرد الدراسة والتأهيل العسكري، وإنما كانت نفي الى خارج اليمن ولكن بطريقة مهذبة على غرار إبعاد (النفي) الصريح والنفي المغلف بالتعيينات في السفارات والملحقيات والبعثات الدبلوماسية لكثير من زملائك الذين ابعدوا بالتعيين سفراء وملحقين عسكريين مثل عبدالله الضبي وصالح علي الاشول، وغيرهما، بعد خلاف في ادارة معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية..
قال” أيوه كإبعاد زملائي مما تبقوا من اعضاء تنظيم الضباط الاحرار الذين فجروا ثورة ٢٦سبتمبر، وكان عددنا«85ضابطا» فقط، فجرنا الثورة ودافعنا عنها ورسخنا دعائم الجمهورية وسلمناها سليمة معافى، ليتم بعد ذلك العبث بها من قبل فلول الامامة الذين جلبتها ما تسمى بالمصالحة الوطنية في عام 1970م، لتعمل بسرية في نخر جسد الجمهورية من الداخل حتى ظهرت للعلن بنسختها الحوثية التي يعاني منها شعبنا اليمني اليوم أيما معاناة.
وأضاف: سافرت إلى الاتحاد السوفيتي- سابقا- للدراسة في الاكاديمية العسكرية في فترة حكم القاضي عبدالرحمن الارياني، وبعد ست سنوات دراسة -أي في عام 1980، عدت وتم تعيني قائدا للواء الدفاع الجوي وظليت في هذا المنصب حتى عام 1999، ليتم احالتنا-جميع ضباط الثورة اليمنية إلى التقاعد، لكنني عدت إلى الخدمة في عام 2016، عندما احتاجت لنا الثورة لنجدد معها العهد والولاء، في القاعدة الادارية بمأرب.. بهكذا السردية عرف اللواء ناجي أبو عية بنفسه كما اشار إلى بعض عناوينها، دون تفاصيلها، لذلك لا بد من العودة الى تلك التفاصيل.
نتآمر للقيام بالثورة
وفي تفاصيل قيام ثورة 26سبتمبر 1962، ليلة الخميس، قال: تآمرنا وسوينا الثورة وكان عددنا 85ضابطا، وكنا نجلس «نجتمع» سرا في بيت عبدالسلام صبرة، وانعم به ثائر حر، ولده عبدالله ضابط معنا.
ولمن كانت قيادة الضباط في تلك الاجتماعات، وإن كانوا ينسقون مع السلال؟!، قالها بعاميته: “عاده ماشي سلال، كان يقودنا مدير الكلية الحربية عبدالله جزيلان، وعبداللطيف ضيف الله”- وهذا يشير إلى أن تلك الاجتماعات كانت خلال الستة الاشهر الاولى من تأسيس تنظيم الضباط الاحرار، الذي تولى فيها عبداللطيف ضيف الله قيادة تنظيم الضباط، وهو ما أكده القاضي عبدالسلام صبرة، في حوار صحفي كنت اجريته معه ونشرته في صحيفة«26سبتمبر»، قبل أكثر من 22سنة”قيادة التنظيم عقب تأسيسه كانت للنقيب عبداللطيف ضيف الله، وانتقلت بعد ستة اشهر إلى الملازم علي عبدالمغني، وأن اجتماعات كانت فقط تتم لقيادات التنظيم، ولم يكشفوه لضباط الرتب الكبيرة- كالسلال والجائفي- إلا قبل أسبوعين من تفجير الثورة، خشية رفض الاخيرين الاقدام على الثورة لمواقعهم الحساسة، خاصة وأنهما مترددان خشية انتكاستها كما حدث لهم في حركة 1948، والتي أدى فشلها إلى ان زج الطاغية احمد بهما وبكل القيادات العسكرية والمدنية المشاركة في الانقلاب في السجون”.
ذاكرة الثورة.!
– وماذا تحتفظ ذاكرة اللواء ناجي أبوعية من الساعات الاخيرة للإمامة، والاولى لثورة ٢٦سبتمبر ؟، فيقول” كنا متفقين ان نعمل حمود الجائفي قائدا للثورة، لكن حمود الجائفي سأل الرسول الذي هب اليه: أين البدر، فقالوا له:هرب، ولا امسى إلا في الحديدة.
واستدرك قائلا: كانت قيادة التنظيم قد كلفت حسين السكري في نهار تلك الليلة بقتل البدر، و”شل” أخذ شميزر-بندق ما هو بندقه، وعندما وجهها نحو البدر لكي يقتله وماقرح.. ما فيها رصاص ذخيرة، فقام قاسم طميم بإطلاق عليه رصاصة اصابته في فكه، دخلت من احد جنب فكه وخرجت من الجنب الآخر لفكه.
ويتحدث اللواء ناجي أبوعية،بقوله:بعدها راحوا الضباط للسلال، وقال انا لها، وجابوه فجر يوم الثورة إلى القيادة، وعندما وصل يتمم على الضباط وجد علي ولده معنا، فقال:يوه سويتونا انا وولدي لأجل ما عاد يبقي مننا احد.. خافوا الله اتقوا الله، وادى لنا اوامر إلى قصر السلاح بفتح مخازن السلاح واخراج السلاح للثوار.
وأضاف: طلعنا مجموعة قصر السلاح بقيادة الملازم محمد القادري، وانا وصالح الشقيري وعبود مهدي وصالح الرحبي، طلعنا ومعنا اوامر السلال بفتح مخازن السلاح اشتبكنا مع مدرعة من حراسة قصر السلاح، والملازم صالح الرحبي تمكن من قتل قائد تلك المدرعة، وبعدها سيطرنا على قصر السلاح، وفتحنا مخازن السلاح وعبينا المدرعات بالذخائر وانزلناها الى مقر القيادة في العرض وتم توزيعها على افراد خلايا الثورة التي كانت منتشرة في المقرات الحكومية والقصور الامامية بعد السيطرة عليها، وكانت الذخيرة التي معها قد نفدت.
وعن المجموعة المكلفة بالسيطرة على قصر البشائر والقضاء على محمد البدر، قال: مجموعة الدبابة(مارد الثورة) يستقلها كل من الملازم الشراعي والملازم المحبشي ومعهما سائق الدبابة(الضابط المساجدي) من بني مطر ،وبعدما قصفت الدبابة دار البشائر الذي كان يقيم فيه محمد البدر توجهت المجموعة إلى اقتحام القصر، لكن حراس القصر اطلقوا عليهم القذائف عند بوابة القصر، واصابة احدى القذائف سائق الدبابة مما ادى الى استشهاده، بعدها صب أحد حراسة البدر واسمه، قاسم طميم، من احدى شرفات القصر البترول على الدبابة واحرقها بما في داخلها، وادى ذلك الى استشهاد الشراعي والمحبشي والسائق المساجدي.
توضيح ليس إلا!
ويبدو أن ما ذكره اللواء ناجي علي شارد آنفا، يتعلق فقط بالوقائع والاحداث التي شهدها آخر نهار للإمامة – يوم الاربعاء ٢٥سبتمبر- ونهار اول يوم لثورة ٢٦سبتمبر؛ وأنه يقصد بالضباط الذين ارسلتهم قيادة الضباط -عبدالله جزيلان واحمد الرحومي -اللذان لحقا بالجائفي على متن درجة نارية الى الحديدة بعدما غادر صنعاء التي كان يتواجد فيها للمشاركة في جنازة الطاغية احمد ومبايعة نجله محمد البدر اماما جديدا لليمن، وكانت قيادة الضباط قد ارسلت في نهار يوم الاربعاء ٢٥سبتمبر، تطلبه الحضور الى عندها في العرضي-الكلية الحربية؛ مقر قيادة الثورة لاحقا- ووعدهم بالحضور لكنه لم يحضر وغادر عائدا الى مقر عمله مديرا لميناء الحديدة.
ووفقا لما قاله القاضي عبدالسلام صبرة، ونجله عبدالله عضو التنظيم وكثير من اعضاء التنظيم في مذكراتهم وشهاداتهم: أن أثناء استشارة قيادة الضباط القاضي صبرة الذي يعتبرونه ثقة في المشورة، وحلقة الاتصال مع السلال وبقية الثوار في اوساط المدنيين وزعماء القبائل- اشار لهم بأن يختاروا قائدا للثورة من الضباط ذوي الرتب العسكرية الكبيرة- ومن المعروف عنهم قربهم من الثورة، ويميلون اليها وتواقون إلى إزاحة كابوس الامامة-ويفضل ان يكونوا ممن شاركوا في ثورة الدستوريين، لعدة اعتبارات لمعرفة عشائر القبائل المحيطة بصنعاء بهم، لكي يستجيبون لهم سريعا ويلتفون حول الثورة وينضمون إليها وإلى معركة الدفاع عنها؛ وطرح اسماء حمود الجائفي وعبدالله السلال.
انقلب السحر على الساحر
وفور تسرب معلومات من قصر الطاغية أحمد عن تدهور حالته الصحية، واحتمال وفاته، بدأت قيادة الضباط بالتواصل مع عبدالله السلال عبر القاضي عبدالسلام صبرة، ومع حمود الجائفي عبر المقدم عبدالله جزيلان، بحيث يكون احدهما قائدا للثورة، لكن الجائفي اعتذر خشية الانتكاسة التي حدثت في48م، لكن الضباط لم يفقدوا الامل، وبإمكان قيادة التنظيم اقناعه والعدول عن قرار اعتذاره، إذا ما التقيته، وفي نفس الوقت ابلغت القاضي عبدالسلام صبرة بالتفاوض مع السلال، الذي رد على صبرة غير مستعد لقيادة الثورة لكنه هو معهم، وسيكون السند لهم ومعهم حال لحظة الثورة، وبعد تكرار العرض من الضباط وصبرة على السلال، طلب منهم كشف بأسماء الضباط الذين سيقومون بالثورة، لكي يعرف قائد لمن هؤلاء الثوار، إلا ان الضباط رفضوا الافصاح عن اسمائهم؛ وكان هذا اختبار من السلال للضباط ليتأكد عن مدى إدراك هؤلاء الضباط الشباب عن أهمية العمل المقدمون عليه وسريته، ليقول لصبرة قل لهم: انني معهم وسأكون عندهم حال ساعة الثورة، وهو ما تم بالفعل عند اطلاق شرارة الثورة، ابلغ صبرة السلال: الآن ما عاد معك إلا أن تأتي إلى مركز القيادة على وجه السرعة لقيادة الثورة، وارسل لإحضاره عربة عسكرية بقيادة الملازم عبدالله عبدالسلام صبرة- بحسب رواية القاضي عبدالسلام صبرة وعدد من اعضاء تنظيم الضباط.
لكن في جانب العقيد حمود الجائفي، كانت قيادة تنظيم الضباط قد انتهزت فرصة تواجده في قصر الوصول بصنعاء، فأرسلت له بالحضور إلى العرضي-الكلية الحربية-مقر قيادة الثورة لاحقا، وحاول ان يحصل من الرسول على امر سبب طلبه، فاكتفى الضباط بالقول له “لأمر طارئ”، لكن الجائفي كان يعرف السبب بأنها الثورة، فضلا إلى أنه خرج للتو من اجتماع لمجلس الوزراء عقد برئاسة البدر، وتكلم البدر في الاجتماع، وقال: هناك 16ضباطا يتآمرون للانقلاب، وكل واحد من الوزراء يبدي رأيه في كيفية التعامل معهم، فمنهم من قال يا مولانا اتغدى بهم قبل ما يتعشوا بك، ومنهم من طرح لا تهتم لأمرهم.. الخ”.
إلا أن رد الجائفي، للضابطين اللذين جاءوه يبلغونه وهو في دار الوصول في صنعاء: سلموا عليهم وقول لهم سآتي في المساء-عند الساعة الخامسة، ولن اعود الى الحديدة إلا وقد التقيت بهم- وفق صبرة. وجاءت الساعة الخامسة ولم يأت الجائفي وابلغت قيادة التنظيم بأنه غادر صنعاء عائدا الى مكان عمله في الحديدة -مديرا للميناء- ولحق به الضابطان عبدالله جزيلان واحمد الرحومي على متن دراجة نارية وحدث هذا في مساء يوم الاربعاء25سبتمبر، لكنهما عادا نهار الخميس- يوم الثورة- بغير الجائفي، والمشير السلال يقود الثورة في مركز القيادة!.
اما بالنسبة لقيادة تنظيم الضباط، عندما علمت أن البدر تحدث في الاجتماع عن امرهم، فهذا حفزهم للثورة أكثر وسرعة التحرك نحو تفجيرها قبل أن يداهمهم البدر، وينصب لهم المشانق. وفي نفس الوقت أيقن الجميع أنهم قتلى في الحالتين سواء كان ذلك بثورة او بدونها، وليكن بسبب ثورة افضل لهم من ان يقتلوا بلا سبب.. ولهذا قدم الضباط ساعة الصفر الثورة؛ فتم استدعاء جميع الضباط للحضور لاجتماع طارئ في الكلية، بعدما تم رسم مسار التحرك في الثورة، وتشكيل المجموعات وتسمية قيادات كل مجموعة، وعند الساعة الثامنة مساء الاربعاء، قرأ صالح الأشول على الضباط اسماء اعضاء المجموعات وقياداتها ومهام كل مجموعة.
وسيطر الضباط على معسكر وسلاح فوج البدر المتواجد في المبنى المجاور للكلية، بسهولة بعدما خدعهم مستغلين الخلاف بين البدر وعمه الحسن حول أحقية كل منهما بالإمامة، وأوهم الضباط عساكر الفوج بأن هناك تحركات لأنصار الحسن للقيام بانقلاب على البدر، وان توجيهات صدرت لهم بالاستعداد واليقظة.
– وفي مقارنته بين معارك تثبيت الجمهورية ومعارك اليوم ضد فلول الامامة، لمن تميل الكفة المقارنة؟
اقسم اللواء الركن ابوعية، بالله انهم كانوا يقاتلون ولا معهم شيء في جيوبهم او سرقوا شيء من احتياجات ولوازم المعركة، وقال: والله اننا كنا نقاتل ولا معنا شيء، ورغم أن أكياس وشوالات الفرانصة الفضة امامنا وكنت اقدر أن أخذ في اليوم الواحد 20ألف فرانصة ولا احد يستطيع منعي من ذلك، عدا ضمائرنا ومبادئنا، ولا احد منا يأخذ منها قرش واحد ولا قنطارا واحدا.. صرفنا على معارك الدفاع عن ثورة ٢٦سبتمبر وايضا ثورة ١٤أكتوبر، بالإضافة الى التبرعات والدعم الشعبي من المغتربين والمواطنين والتجار.. الخ.
أول دفع المتطوعين
واضاف” اول ما وصلنا من مقاتلين متطوعين في الدفاع عن ثورة ٢٦سبتمبر كانوا عمال دكة عدن، والذين توافدوا علينا في صنعاء من اليوم التالي للثورة، وكانوا من مختلف المحافظات؛ ثم اتوا القادمين من تعز، وفي ثالث ايام الثورة جاءنا ابناء ريمة بقيادة علي صالح الحوري، ومعه ٦٠٠فرد ٣٠٠منهم ضموهم الى الحرس الوطني،و٣٠٠ضمهم الى لواء النصر، وعين هو قايد كتيبة في لواء النصر”.
وما الوصف المثالي لدى المناضل السبتمبري ناجي ابوعية، لثورة ٢٦سبتمبر ١٩٦٢، فيقول هكذا :ثورة 26سبتمبر اخرجت الشعب اليمني من الظلمات إلى النور.. كان في حكم الطغاة الائمة لا توجد لا مدارس ولا مستشفيات ولا طرق ولا مواصلات.. وجاءت الثورة وأوجدت المدارس والجامعات والطرقات والمواصلات والمستشفيات إلخ؛ والثورة عملت المستحيل.
قليلون.. لكننا كثيرون
واذا ما قارنا ما كان الوضع ايام الدفاع عن الثورة الجمهورية في تلك الايام وما يجري اليوم ضد فلول تلك الامامة، قال” لكنا ضعنا في الايام الاولى للثورة.. صحيح نحن كنا ثوار قليلين لكننا كنا مخلصين وصادقين مع الثورة، وكل واحد منا كان قد وهب نفسه فداء للثورة ولخلاص الشعب من كابوس الامامة، لأننا كلنا مؤمنين ان نجاح الثورة نجاة لنا أولا وللشعب اليمني ثانيا، وفشلها ستقطم رؤوسنا قبل الجميع، وموت بطيء للشعب اليمني.
ويشير إلى أنهم كانوا لا يأمنون على الثورة وعلى انفسهم من طوق صنعاء.. كانوا في النهار مجمهرين معنا وفي الليل ملكيين يقاتلوننا مع الملكيين.. ويؤكد ان اسباب غياب ذاك الالتفاف الشعبي والاخلاص في معركة اليوم يعود إلى التحزب والحزبية.
وقال” في تلك الايام ما كنا نعرف عن الحزبية شيء، والدعم الشعبي والمقاومة الشعبية التحقت تقاتل الى جانبنا في القوات المسلحة هكذا بدون مقابل وبلا مصلحة ومصلحتهم الوحيدة القضاء على حكم الامامة، ونجاح الثورة وتثبيت الجمهورية.
وأما اسباب عودة الامام من جديد، فقد قال” اصلا هم فارسيون ما هم يمنيون، هم وايران التي حاربتنا سبع سنوات مع الملكيين.. والحمد لله انتصرنا، والان رجعت ايران درستهم وعلمتهم المذهب الشيعي، وصعدة ملائمة لهم.
ولم ينس اللواء ناجي ابوعية، من التذكير ان ما يسمى بالمصالحة التي تمت في عام 1970،مع الملكيين كان لها دور رئيسي في عودة امامة اليوم بنسختها الحوثية، وقال” طبعا كان للمصالحة الوطنية التي عملت في عام١٩٧٠مع الملكيين واعادتهم الى المشاركة في الحكم ومن خلال تواجدهم في مؤسسات الجمهورية ظلوا يعملون لهذا اليوم.. لكنهم كانوا يعملون لمشروعهم بسرية ودون ان يشعروا الاخرين بذلك”.
ويعيد مسؤولية ذلك إلى اتفاقية جدة التي فرضت المصالحة، واعادت الامامة، وقال” اتفاقية جدة هي التي لعبت علينا واعادت الاماميين الى حكم الجمهورية”.
“الحوثيون يروحوا لهم”
ورأيه في حال إذا ما لو طرحت مصالحة جديدة مع مخلفات الامامة ممثلة بمليشيا الحوثي إن كان سيقبل اليمنيون بذلك أم لا؟.
كانت اجابته، أكثر صراحة ووضوحا، وهو ما يجب العمل بما يراه، قائلا: اذا كان هناك مصالحة، فما على الحوثيين إلا أن يرحلوا لهم من بلادنا، حتى وان فرضت هذه المصالحة كما فرضت علينا المصالحة السابقة، ما على القوات المسلحة ان تشوف شغلها وتتخلص من هذه الآفة والنبتة الشيطانية. واضاف” لأن البلد ما عادها قابلة بهم ولا الشعب قابل بهم، لا اليمنيين الموجودين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم ولا الذين في المناطق المحررة.
ويرفض اللواء الركن ناجي علي شارد، أن تكون الجمهورية قد فشلت، قائلا: الجمهورية لم تفشل، فالجمهورية اوجدت الوحدة، والجمهورية اوجدت المدارس واوجدت الجامعات واوجدت المستشفيات واوجدت الطرقات واوجدت المواصلات، واوجدت الوظائف، حتى الفقراء يستلمون مرتبات-شبكة الضمان الاجتماعي.
ووصف ابوعية ما كان عليه واقع اليمن في عهد الامامة، بقوله: كان واقعا سيئا جدا، وما كان موجودا في اليمن لله وللامام؛ ويكفي من محاسن الجمهورية اننا “سكهنا حباب الركب”.
واضاف الشعب اليمني-للأسف- جاهل من اوله الى اخره، حتى البرفسورات وحملة الشهادات الاكاديمية الذين يدرسون في الجامعات اذا مسكوا الحكم يتحولون إلى سرق يدورون وش ينهبون، ولا يبحثون عن مصلحة البلاد.. وكل مشاكلنا سببها هو الجهل حتى المتعلم في بلادنا جاهل وطنية وجاهل مبادئ وضمير.
والى ماذا يعود جهل المجتمع اليمني وشريحة الشباب على وجه الخصوص، بأهداف الثورة واهمية الجمهورية، وغيابهما عن الوعي الجمعي، ومنهاج التعليم، قال يعود ذلك غياب: الوعي الوطني الذي لم تقم المؤسسات التعليمية بدورها التنويري وتوعية المجتمع وخاصة الاجيال بأهمية الثورة، بالإضافة الى تغيب اهمية الثورة والجمهورية عن منهاج التعليم والمدارس، كل هذا استغلته فلول الامامة التي عادت الى المشاركة في الحكم وتولت جانب من التعليم والتوثيق للثورة وكتابة تاريخ الثورة، وهي تكن للثورة والجمهورية الحقد والكراهية.. واليوم تنفث سموم حقدها ضد الشعب اليمني، وافقرت معظم الشعب اليمني، الذين صاروا ينقادون وراءها كالبهائم.
الامامة.. آفات ثلاث
الامامة هي الآفات الثلاث: الجهل، الفقر، والمرض، ونحن اليوم فيها.
وللأسف في الوقت الحالي ما في قيادة تقود البلاد وتخرجه الى بر الامان مما نحن فيه، كل القيادة الموجدة مع الاسف متمصلحة وتبحث عن مصالحها الشخصية ولا تهتم بالبلاد والشعب..
كنت احد اركان حكم السلال.. أين كان موقفك من الانقلاب على السلال، فقال: السلال كان وطني لاخلاف حوله، والله انهم باعوا منزله لتسديد ديونه، وهو رئيس الجمهورية..
وقفت الى جانب الجمهورية، ورفضت تسليم الجمهورية «القصر الجمهوري”، كانوا يريدون يسوها جمهورية اسلامية، ورفضت-في اشارة الى ما جاءت به اتفاقية جدة التي وقعت بين عبد الناصر والملك فيصل عام1965،والقاضية بانسحاب القوات المصرية من اليمن وتوقيف الدعم السعودي للملكين وترك لليمنيين تحديد نظام الحكم الذي يناسبهم، وكان حينئذ يطرح نظام الحكم إم ان يكون نظام الحكم في اليمن بدون جمهورية( ملكي دستوري) بدون أو (جمهوري اسلامي)، على غرار ما جاء فيما بعد تسع سنوات لشكل الحكم في إيران وتحوله من نظام ملكي إلى نظام جمهوري(جمهورية ايران الاسلامية) وهي غير اسلامية، إلا من الاسم.
رفضت التسليم..!
وقال اللواء ناجي ابو عية: جاءني الى القصر الشيخ عبدالله والشيخ العواضي، وعدد من المشايخ ورفضت السماح لهما بالاقتراب من القصر، ووجهت بندقي تجاههم وهددتهم اي احد يقترب منكم سوف أطير رأسه، وبالفعل توقفوا.
وبعدها جاءني صالح بن ناجي الرويشان-الله يرحمه- قال يا وليدي انا سألت عليك ما وجدت ما معك هنا- في الجمهورية- ما معك الا ولد عمك، هل انت وهو بتمسكوا الحكم انتما الاثنان لوحدكما، وانت يا وليدي عادك شاب 26سنة تقريبا، قلت له: لا والله، لكن بنسوي قدر استطاعتنا بأن تبقى الجمهورية ولا يمكن أن يعودوا يحكمونا السادة ولا الامراء، ولا حكم ملكي او إمامي او حكومة اسلامية بالشعار ويصادروا جمهوريتنا ويسلخ هويتنا وعروبتنا.. سنعمل ما يتوجب علينا والباقي على الله..
-وسألته: هل كنت ضد النظام ام ضد هوية نظام الحكم المطروح؟!
انا كنت ضد الانقلاب وضد هوية النظام الذي سيأتي..
-.. وكيف انتهى الأمر؟!
بعدها قررت اروح اصفيهم واقتلهم جميعا في المجلس الجمهوري، قال صالح الرويشان: لا ياولدي ما في داعي للقتل ولا في داعي للمشاكل.. صحيح انت بتصفيهم لكن لن تسلم، وانتهي الامر بالاتفاق على أن يبقى النظام جمهوري وان يقع يشكلوا مجلس جمهوري يرأسه القاضي الارياني، وسلمت القصر- الحكم للإرياني وروحت لي.
مطلوب عودتي إلى صنعاء
– فين رحت لك؟!.
بيتنا في حريب.. وعندما جاء حصار السبعين يوما على صنعاء، كتب لي الشهيد عبد الرقيب عبدالوهاب، رسالة صنعاء بتسقط يا فندم ناجي عليك العودة فورا، وعندما وصلت عند عبد الرقيب، قال شوف هذا جبل براش وجبل نقم في رأسك- إذا سقطا سقطت صنعاء وقضي على الجمهورية، وظليت في هذه المواقع إلى حين تحقق النصر ودحر القوات الامامية وفك الحصار عن صنعاء، وسلمت المواقع للعقيد صالح الشقيري قائد لواء النصر-حينها، وعدت إلى حريب مرة أخرى.
– أين أنت من احداث اغسطس ١٩٦٨، وما الذي جرى فيها؟
احداث اغسطس وقعت وأنا ما عادنا قائد، بدأت حزبية بين حزب البعث وبين حركة القوميين العرب( الحزب القومي)، وانتهت بحرب طائفية.
عبد الرقيب ليس حزبيا
كان القائد عبد الرقيب عبدالوهاب، ليس حزبيا ولا ينتمي الى الحزبية بالمرة، وانما رجل وطني بحق وشاب مستقيم متدين، والمصحف ما يفارق جيبه، يخاف الله ويتقي الله. القضية وما فيها ان احداث اغسطس كانت طائفية بامتياز( زيدية شافعية)- بدأ على اساس أنه حزبي وتحول الى طائفي، واتهم عبد الرقيب بالحزبية والشيوعية وهو شاب وطني قاتل الاماميين ورفض عودتهم حكاما لليمن، لكنه قبل بعودتهم مواطنين لا حكام، ورفع شعار(الجمهورية او الموت)، وهذا اثار غضب الاماميين في تأجيج الخلاف داخل الصف الجمهوري لإزاحة الفريق الرافض لعودة الامامة، وبالفعل تصفية معظم القادة اصحاب عبد الرقيب من الحياة ومن السلك العسكري تباعا، بمن فيهم الشيخ احمد عبدربه العواضي الذي كان الى جانب عبد الرقيب.
-.. وأما حديثه عن منع مليشيا الحوثي المواطنين من الاحتفال بيوم ثورة ٢٦ سبتمبر، فيقول: شي انت مجنون تريد من فلول الامام ان تسمح لك الاحتفال بها، و ٢٦سبتمبر عدو للامامة، ألم تراهم ينعقون صباح مساء منذ1200سنة أنهم يثأرون من اليمنيين لدم الحسين الذي قتل قبل 1400سنة، فكيف تريدهم ينسون يوم٢٦سبتمبر وهو ما له إلا 62سنة..
توحيد الصف
– ومعركة اليوم، وما يتوجب علينا كيمنيين-حكام ومحكومين، يقول يتوجب على اليمنيين التكاتف وتوحيد صفهم، وان يحققوا حلم الشعب اليمني بالحفاظ على الثورة والجمهورية لأنه ما احد راضي من اليمنيين بهذا الحوثي الارهابي السلالي، الذي يهتك اعراض اليمنيين ويهين كرامة القبائل واعراضهم.
المناضلون لم ينصفوا
– وأما ما كتب عن ثورة ٢٦سبتمبر ومناضليها؟!
المناضلون لم ينصفوا، وما معهم أي شيء، والله سيارتي “يا وليدي”احترقت في القاعدة الادارية بصاروخ حوثي واستشهد كل افرادي الذين كانوا معي كلهم وعددهم 22فردا.. وهذا امامك زميلنا المناضل احمد قرحش، هاهو نازح في الفندق ورغم انه كان في فترة سابقة محافظا لمأرب، لكنه بلا بيت وبلا سيارة.
– وإذا ما سبق وان دعي للمشاركة في اية فعالية توثق للثورة..؟
نعم دعيت عدة مرات ،لكني رفضت المشارك، لأنني شفت ناس من زملائنا ما كانوا من الثوار، وهربوا اثناء معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية، وفك الحصار على صنعاء، للأسف وجدتهم يشاركون ويدعون ببطولات وهم هربوا عندما كانت العاصمة صنعاء والجمهورية على وشك السقوط على يد الملكيين الاماميين. بينما المناضلون لم ينصفوا، زملاؤنا كلهم قد ماتوا وما عاد باقي منهم إلا أنا واحمد قرحش.
وتغيب اهداف الثورة اليمنية عن منهاج التعليم والجامعات، بسبب ان الثوار والجمهوريين لم يتولوا أي شيء بعد المصالحة، جاؤوا الاماميين وتولوا-للاسف- ادارة الجمهورية، وعملوا لصالح مشروعهم السلالي الايراني، وهذه هي النتائج كما تراها اليوم امامك.
” الحوثية” تروح لها
-.. وسألته: اذا ما طرحت المصالح من جديد مع امامة اليوم؟
مليشيا الحوثي يجب ان تروح من اليمن، ما عاد لها مكان في اليمن، حتى وان فرضت مصالحة كما فرضت علينا من الخارج 1970، على الجيش ان يستيقظ لألاعيبها، ويقوم بالواجب تجاهها ويعمل على اقتلاعها بأي طريقة، لأن الشعب اليمني لا يحتاج مصالحة جديدة مع هذه المليشيا، ولم يعد بمقدوره الاستمرار في تسامحه مع هؤلاء الكهنة..
رسائلي للنخب والشعب
– المعاصرون لثورة 26سبتمبر يذكرون عن التفاف شعبي كبير حول هذه الثورة.. لماذا لم نراه اليوم..؟
في تلك الايام كان اليمنيون قد خلعوا الخوف من الامامة، بل ان ظلم وتسلط الامامة والجهل والفقر والمرض الذي اصاب الشعب، دفع باليمنيين الى خلع الخوف ولبس رداء الثورة على حكم الامامة، وقال” لا يمكن لأي حوار وطني ينهي مشاكل اليمن ان ينجح مهما كان إلا بقيادات مخلصة ورجال صادقين ومخلصين للوطن والشعب. اما هؤلاء الذين تعاقبوا على ادارة مؤسسات الجمهورية- للاسف- شغلوا بمصالحهم الخاصة وتركوا فلول الامامة تعبث في منهاج التعليم ومراكز الدراسات والجامعات كما يحلو لها..
وفي رسالته التي وجهها لعامة اليمنيين، فقال: رسالتي لعامة الشعب اليمني والنخب السياسية خاصة في مكونات الشرعية، عليهم ان يقدموا مصلحة الوطن، وأن يتركوا المماحكات الحزبية، والعودة إلى الجمهورية لأنها المخرج الوحيد لليمن.. ورسالتي للشعب اليمني بوجوب التكاتف فيما بينهم وتوحيد صفوفهم في مواجهة الامامة الايرانية الجديدة القديمة، وحماية جمهوريتهم ووحدتهم، والحفاظ على مكاسب الثورة والجمهورية، وإلا فإن الامامة لن ترحم احدا منهم، فعصابة الامامة ممثلة بمليشيا الحوثي أسوأ في ارهابها وجرائمها، لأنها تستحضر عقيدتها وخرافاته من الموروث اليهودي الفارسي المجوسي.