8 أشهر من العدوان على طولكرم ومخيميها.. عدوان يقابله صمود
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
لم يتوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيماتها شمال الضفة الغربية المحتلة، منذ بداية العام الجاري قبل نحو 8 أشهر، حيث اجتاح جيش الاحتلال مخيم طولكرم، وهجر سكانه، وبعد أسبوعين بالضبط، بدأ عملية مماثلة في مخيم نور شمس المجاور شرق المدينة. وخلال العدوان، نقل الاحتلال أساليب الإبادة في غزة إلى مخيمات شمال الضفة، من خلال تهجير سكانها بشكل شبه كامل؛ والهدم الممنهج، لأحياء سكنية، وتغيير الواقع الجغرافي، عبر شق شوارع جديدة على أنقاض المنازل، وسط حركة نزوح كبيرة شملت 25 ألفاً إلى 30 ألف فلسطيني، معظمهم من اللاجئين من سكان المخيمين. ورغم إفراغ مخيمي طولكرم ونور شمس وبعض الأحياء المحيطة، لم يتوقف عدوان الاحتلال ولا عملياته العسكرية. وقال الناشط المجتمعي حسين الشيخ علي لـ"العربي الجديد"، "إن عمليات الترحيل لم تتوقف، فقبل أسبوع فقط، أجبر جيش الاحتلال من تبقى من سكان حي المطار على الرحيل، وهو من المناطق المحدودة التي لم تهجر بالكامل، ومنعهم من العودة بشكل نهائي، وذلك بعد نحو 3 أسابيع من إجبار سكان حوش أبو صفية على ترك منازلهم". وأكد الشيخ علي أن الممارسات اليومية العدوانية لجيش الاحتلال لا تزال متواصلة، إذ شدد إجراءاته أخيرًا، وبشكل خاص، بعد إعلانه إصابة جنديين بتفجير مركبة عسكرية غرب طولكرم قبل أسبوعين، حيث أعاد تجريف ما حول مخيم طولكرم، وهدم البيوت البلاستيكية، ووضع سواتر ترابية جديدة، بالتزامن مع تكثيف الوجود العسكري في المخيم، وإطلاق النار على أي شخص يتحرك باتجاه المنطقة. وفي مخيم نور شمس الذي اجتاحه الاحتلال في 9 فبراير/شباط من العام الجاري، استكمالاً لاجتياح طولكرم، يبدو المشهد مشابهاً، إذ لا يزال جيش الاحتلال موجوداً في المخيم ويمنع السكان من الدخول إليه، وفق رئيس اللجنة الشعبية لمخيم نور شمس نهاد الشاويش. ويواصل جيش الاحتلال بحسب الشاويش، اقتحام المنازل الفارغة وإعادة تفتيشها، فضلاً عن إطلاق النار بشكل عشوائي تجاه المنازل، رغم أنها فارغة، مضيفاً أن ذلك يهدف فقط إلى مزيد من التخريب. وتراوح التقديرات للنازحين من مخيمي نور شمس وطولكرم وما حولهما من أحياء من مدينة طولكرم، بين 25 ألفاً إلى 30 ألفاً، بينهم 20 ألفاً من مخيم طولكرم، و10 آلاف من نور شمس، بينما لا يزال فقط قرابة 2300 من سكان الأخير في أماكن سكنهم في منطقة المحجر المقابلة للمخيم، كونها تقع خارج حدود المخيم وليست داخله. ويعاني النازحون أوضاعاً صعبة، في ظل صعوبة إيجاد شقق للإيجار بأسعار مناسبة للوضع الاقتصادي السيئ حيث فقد المعظم أعمالهم. وقال الشيخ علي: "إن النازحين لا يزالون منذ ثمانية أشهر في دائرة البحث عن المسكن والبيوت للإيجار". وينتشر النازحون في أحياء مدينة طولكرم وضواحيها، والقرى والبلدات التابعة لمحافظة طولكرم. ولا تقتصر المعاناة فقط على السكن، بل على تأمين الاحتياجات. وأضاف الشيخ علي أن "تكية" تتبع لجمعية خيرية يتطوع فيها، تواصل تقديم وجبات الطعام منذ ثمانية أشهر للنازحين في المناطق الشرقية من طولكرم، وكانت تقدم ألف وجبة يومياً على مدار الأسبوع، لكن شح الإمكانات والموارد أدى إلى تقليص العمل إلى ثلاثة أيام أسبوعياً. وتوقف التدريس في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في المخيمين، بعد رفض الاحتلال إعادة فتحها. ولذا ينتشر الطلبة في المدارس في مناطق نزوحهم في البلدات والقرى، لكن الموجودين في المدينة، يضطرون إلى الدراسة في فترات مسائية في مدارس حكومية. وفي مقابل هذا المشهد ورغم "إعدام" جيش الاحتلال للمخيمين، لم تتوقف أعمال المقاومة، إذ أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بيان صحافي أمس الجمعة، أن كتيبة طولكرم فجرت عبوة ناسفة بجرافة عسكرية إسرائيلية في مخيم نور شمس، مشيرة إلى تحقيق إصابات مؤكدة. بينما كانت كل من سرايا القدس وكتائب القسام أعلنتا عملية مشتركة في 11 من الشهر الجاري، بتفجير عبوة ناسفة في مركبة عسكرية عند حاجز عسكري غرب مدينة طولكرم، وفرضت قوات الاحتلال طوقاً وحصاراً على المدينة إثر ذلك لعدة أيام، ونفذت حملات اعتقال جماعية طاولت أكثر من ألف مواطن تم الإفراج عن غالبيتهم لاحقاً، ونفذت مداهمات للمنازل ونكّلت بحق سكانها. بدورها، قالت اللجنة الإعلامية في طولكرم في بيان لها، اليوم السبت، "إن قوات الاحتلال تواصل عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ244 على التوالي، ولليوم الـ231 على مخيم نور شمس وسط اقتحامات واعتقالات ومداهمات يقابلها تصاعد وتيرة المقاومة". وأشار البيان إلى أن محافظة طولكرم شهدت خلال الأيام الماضية سلسلة من الاقتحامات والاعتقالات التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، تركزت في عدد من بلدات المحافظة وقراها، وسط انتشار واسع لقوات المشاة والجرافات العسكرية من نوع D9 التي انطلقت من معبر نتسنعوز باتجاه المخيم وحي البلاونة. وبحسب البيان، "اقتحمت قوات الاحتلال بلدة شوفة جنوب مدينة طولكرم، إلى جانب اقتحام بلدة عنبتا شرق المدينة، حيث تمت مداهمة بناية سكنية واعتقال الشاب أحمد براء عدس أثناء وجوده في مكان عمله. كما طاولت الاقتحامات قرية قفين شمال طولكرم، وتخللها احتجاز أحد الشبان، واندلعت مواجهات، فيما ألقى شبان الحجارة تجاه مركبات المستوطنين قرب مستوطنتي (أفني حيفتس) و(عيناف) شرق طولكرم". وأشار البيان إلى امتداد الاعتداءات لتشمل حملة اعتقالات واسعة خلال الأيام الماضية، حيث اعتقلت قوات الاحتلال خمسة شبان في بلدة قفين الاثنين الماضي، إضافة إلى اعتقال الأسير المحرر ثائر الأشقر من بلدة صيدا شمال طولكرم، واعتقالات أخرى في بلدتي علار وصيدا الأحد الماضي، إضافة إلى تفتيش منزل والد الشهيد أبو شجاع، أحد قادة سرايا القدس، في مدينة طولكرم، واستجواب والدته. وبحسب إحصاءات اللجنة، أدى التصعيد المتواصل إلى تهجير قسري لأكثر من 5 آلاف عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير أكثر من 600 منزل تدميراً كلياً، و2573 منزلاً تضررت جزئياً، في ظل استمرار إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر وتحويلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة. فيما أسفر العدوان حتى الآن عن استشهاد 14 مواطناً، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت في الشهر الثامن من الحمل، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير واسع طاول البنية التحتية، والمنازل، والمحلات التجارية، والمركبات.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية