
عربي
تعيش غزة يوماً جديداً من التصعيد الدموي مع استمرار الغارات العنيفة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع، في وقت تتواصل فيه سياسة التجويع الممنهج وحرمان السكان من أبسط مقومات الحياة. وتحوّلت الأحياء السكنية في مدينة غزة ومخيماتها إلى ساحات دمار واسع نتيجة القصف الكثيف ونسف المنازل على رؤوس ساكنيها، وسط ظروف إنسانية خانقة تفرضها عمليات النزوح الجماعي نحو مراكز إيواء مدمّرة أو خيام لا تقي برداً ولا حرّاً. وتؤكد منظمات حقوقية أن هذه الممارسات تأتي ضمن إطار حرب إبادة متواصلة منذ ما يقارب العامين، راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وفي موازاة القصف الجوي والبحري، يواصل جيش الاحتلال توغله البري داخل مدينة غزة، حيث تدور اشتباكات عنيفة في أحياء مكتظة بالسكان، ما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية. وبحسب إفادات حقوقية، نفّذ الاحتلال مجازر بحق عائلات فلسطينية رفضت التعاون معه أو الخضوع لمحاولاته تشكيل مليشيات محلية لصالحه، كان آخرها استهداف عائلة بكر في مخيم الشاطئ غرب المدينة، ما أدى إلى استشهاد تسعة من أفرادها بينهم نساء وأطفال. كما وثقت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" مجزرتين جديدتين في حي الدرج بمدينة غزة ومخيم النصيرات وسط القطاع، راح ضحيتهما نحو مائة شهيد منذ صباح السبت.
وفي ظل هذا المشهد القاتم، يتضاعف مأساة النازحين الذين يواجهون تحديات مركبة تطاول كل تفاصيل حياتهم اليومية، من التكدس وانعدام الخصوصية في مراكز إيواء غير صالحة للسكن، إلى غياب الماء والكهرباء والدواء. وتزداد معاناتهم مع استمرار سياسة الحصار التي تمنع إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ، ما يجعلهم عرضة للجوع والأوبئة والانهيار النفسي والجسدي. وبينما يتحدث الاحتلال عن خطط سياسية وعسكرية مشروطة لإنهاء الحرب، يواصل المدنيون في غزة دفع الثمن الأكبر، عالقين بين الغارات والتجويع والدمار المستمر.
في الأثناء، يسود الترقب بشأن موقف إسرائيل وحركة حماس، من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء حرب غزة. وقال مسؤول من "حماس" طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة رويترز، أمس السبت إنّ الحركة لم تُعرض عليها أي خطة. في حين لم تُصدر إسرائيل أي رد علني على تصريحات الرئيس الأميركي. غير أنّ وسائل إعلام عبرية، أفادت، السبت، بأنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرغب قبل لقائه ترامب في "تعديل أجزاء من بنود خطة واشنطن لوقف الحرب".
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمّهم، قولهم إنّه "من المرجح أن تنفذ تل أبيب خطة الرئيس ترامب المكونة من 21 بنداً، بما في ذلك صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس". وذكرت المصادر أنّ "معظم بنود الخطة الأميركية مقبولة، بل تعتبر مناسبة لإسرائيل، إلا أن هناك أجزاء يرغب نتنياهو في تصحيحها قبل لقائه ترامب"، على حدّ قولهم، دون تفصيل بالخصوص.
ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو الرئيس الأميركي، الاثنين المقبل، في واشنطن بعد مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك. والثلاثاء، طرح ترامب خطة من 21 بنداً لإنهاء الحرب على غزة، خلال لقاء مع قادة دول عربية وإسلامية باجتماعات الجمعية العامة. وفي السياق ذاته، ذكرت القناة "12" أن مقربين من نتنياهو تحدثوا عن "تغيّر في لهجة ترامب تجاه الحرب في غزة"، مشيرين إلى أنه سيطلب من نتنياهو "جدولاً زمنياً واضحاً لإنهاء الحرب".
"العربي الجديد" يتابع تطورات الحرب على غزة أولاً بأول..

أخبار ذات صلة.

ستارمر المأزوم يبحث عن خلاصه في الهند
العين الإخبارية
منذ 11 دقيقة

عاما إبادة غزة يهزّان صورة إسرائيل في الغرب
العربي الجديد
منذ 43 دقيقة

شمال سيناء شاهدة على عامين من حرب غزة
العربي الجديد
منذ 43 دقيقة