
عربي
الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، والعزلة السياسية والدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية التي تعيشها إسرائيل هذه الأيام بسبب حربها على غزة، وكذا حظر بيع الأسلحة الذي فرضته بلجيكا وإسبانيا وهولندا وألمانيا وسلوفينيا والعديد من البلدان، دفع بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى التفكير في التصويت على تعليق عضوية إسرائيل وحرمان منتخباتها وأنديتها من المشاركة في المباريات الدولية التي ينظمها "يويفا"، مثل ما فعل مع روسيا عقب غزوها لأوكرانيا، وسط تخوف كبير في الأوساط الإسرائيلية وضغوطٍ أميركية مرتقبة لمنع أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي من اتخاذ القرار، في انتظار ما تقرره الفيفا، وبعدها اتحاديات دولية أخرى تزيد من عزلة إسرائيل في كل المجالات.
قرار المجلس التنفيذي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا مرتقب الأسبوع المقبل، قبيل أيام من استئناف منتخب إسرائيل مبارياته في التصفيات المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، ما يجعله نافذاً مباشرة بعد صدوره، ويقصي المنتخب الإسرائيلي من السباق، ويقصي الأندية الإسرائيلية من مسابقتي الدوري الأوروبي ودوري المؤتمرات، على غرار ما حدث للمنتخب الروسي والأندية وكل الرياضيين الروس بعد غزو أوكرانيا سنة 2023، والذي لقي إجماعاً دولياً، وتم تنفيذه بسرعة ومن دون تردد، عكس ما يحدث اليوم مع إسرائيل رغم إجماع كل الهيئات والمنظمات الدولية على أن ما تفعله في حربها على الفلسطينيين هي جرائم حرب وإبادة جماعية مكتملة الأركان.
وأشارت التقارير الصحافية الأوروبية إلى أن التصويت على القرار سيحظى بموافقة الأغلبية الساحقة داخل اللجنة التنفيذية للاتحاد، حيث يرتقب أن يصوت 17 عضواً من أصل 20 لقرار الاستبعاد، مقابل ثلاثة اتحادات تتحفظ على الإجراء لأسباب سياسية ودبلوماسية نابعة من مواقف حكوماتها التي تدعم إسرائيل، أو تلك التي تخضع للضغوط الإسرائيلية والأميركية التي لم تهدأ سعياً نحو إلغاء القرار أو على الأقل تأجيله، بحجة أن الظروف السياسية تختلف عن حالة روسيا التي كانت في نظرهم الطرف البادئ بالعدوان، في حين أن إسرائيل ردت -بحسبهم- على هجوم حركة حماس في السابع أكتوبر 2023، لكن تصاعد احتجاجات الجماهير داخل الملاعب الأوروبية قد يحسم القرار.
ويؤيد أغلب أعضاء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم القرار انطلاقاً من التحقيق الأممي الذي خلص إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، والدعوات إلى تعليق مشاركة إسرائيل جاءت ضمن توصيات اللجنة الاستشارية التابعة للأمم المتحدة، وجمعيات حقوق الإنسان، ومنظمات المجتمع الدولي، استناداً إلى مبدأ ضرورة تعليق عضوية الدول المتورطة في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ما يشكل ضربة قوية لإسرائيل على الصعيدين الرياضي والسياسي، ورسالة واضحة من المجتمع الدولي بضرورة إيقاف الحرب، في انتظار معرفة موقف مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي سيجتمع في زيورخ الأسبوع المقبل، ويجد نفسه في موقف محرج بسبب العلاقات الوطيدة بين إنفانتينو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تعززت أكثر قبيل احتضان أميركا لمونديال 2026.
وينذر الموقف الأوروبي المؤيد، والأميركي المعارض، لقرار تعليق عضوية إسرائيل، بأزمة رياضية بأبعاد سياسية في أروقة "فيفا" و"يويفا"، خاصة مع تقاطعها بمواقف مجلس الأمن في هيئة الأمم المتحدة، التي اصطدمت بحق الفيتو الأميركي الذي تحدى الإرادة الدولية ومنع إدانة إسرائيل ووقف العدوان على غزة، ما يقودنا إلى إعادة طرح السؤال: هل تظل إسرائيل خطاً أحمرَ بفعل الحماية الأميركية، أم تتحول إلى خط أخضر مفتوح لعقوبات دولية تبدأ بالرياضة وتمتد إلى دوائر أوسع تؤدي إلى وقف الحرب، في ظل تصاعد موجة الغضب الشعبي والرسمي في أوروبا بالخصوص؟ ازدواجية المعايير ليست جديدة على عالم ظالم لا يعترف سوى بالقوي، لكن الثبات على المواقف رغم ضغوط القوي يبقى وارداً، على الأقل في مجال الرياضة، إذا أراد أصحابها تقديم القيم والمبادئ والمثل العليا على المصالح.

أخبار ذات صلة.

تفاؤل باتفاق قريب حول غزة
الشرق الأوسط
منذ 9 دقائق

«نوبل الفيزياء» لاكتشافات في ميكانيكا الكم
الشرق الأوسط
منذ 19 دقيقة

اتفاق على وقف فوري للنار بين دمشق و«قسد»
الشرق الأوسط
منذ 24 دقيقة

«الحرس الثوري» يتأهب صاروخياً للتهديدات
الشرق الأوسط
منذ 28 دقيقة