
عربي
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الجمعة، إن المحادثات بشأن غزة مع الأطراف المعنية في الشرق الأوسط كانت مثمرة وملهمة. وأضاف ترامب أن إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على علم بالمحادثات، قائلا إن المحادثات ستستمر طالما كان ذلك ضروريا من أجل التوصل إلى اتفاق. يأتي ذلك بعد أن عقد الرئيس الأميركي، الثلاثاء الفائت، اجتماعا مع قادة دول عربية وإسلامية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث عرض أمامهم مقترحاً للسلام ومستقبل الحكم في غزة بعد الحرب.
وكتب ترامب على موقع تروث سوشيال للتواصل الاجتماعي "تستمر المفاوضات المكثفة منذ أربعة أيام، وستستمر طالما كان ذلك ضروريا من أجل التوصل إلى اتفاق ناجح. جميع دول المنطقة مشاركة". وأضاف: "حماس على دراية كبيرة بهذه المناقشات، وتم إبلاغ إسرائيل على جميع المستويات".
وفي وقت سابق الجمعة، قال ترامب إنه بات قريباً من التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب على غزة وإعادة المحتجزين لدى حركة حماس. وأدلى ترامب بهذه التصريحات للصحافيين قبل مغادرته البيت الأبيض متوجهاً إلى نيويورك لحضور بطولة كأس رايدر للغولف.
وكانت قناة "كان" العبرية الرسمية، قد قالت الجمعة إن مقربين من ترامب أبلغوا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن واشنطن تريد التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب على غزة المستمرة منذ عامين. ونقلت القناة التابعة لهيئة البث العبرية عن مصادر مطلعة قولها إن "مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر التقيا نتنياهو في نيويورك الخميس، وأكدوا له أن الوقت حان لإنهاء الحرب" على غزة.
وأوضحت أن اللقاء جاء لبحث تعديلات طلبتها إسرائيل على الخطة الأميركية لوقف الحرب، تمهيداً لعقد لقاء بين نتنياهو وترامب، الاثنين المقبل، بعد التوصل إلى تفاهمات بشأنها. ووفق القناة، فإن نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر عبرا أمام الوفد الأميركي عن رفضهما عدداً من بنود الخطة، فيما شدد مقربون من رئيس الوزراء على أن "أي اتفاق يجب أن يتضمن القضاء الكامل على حركة حماس".
وكانت شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية، قد كشفت أمس الجمعة، نقلاً عن مصدر مطلع، إن خطة إدارة ترامب لوقف الحرب على غزة لا تتضمن جدولاً زمنياً لانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع. وأفاد المصدر نفسه بأن خطة ترامب بشأن غزة تتكون من 21 نقطة، وتدعو إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيلي في غزة في غضون 48 ساعة من الاتفاق، مقابل انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة.
ولفتت "سي أن أن" إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت خطة إدارة ترامب قد عُرضت على حركة حماس، لكنها أشارت إلى أن الخطة "قد تخضع إلى مراجعات وتعديلات طفيفة في الأيام القادمة". ورجحت أن يتكفل الوسيط القطري بعرضها على وفد حماس التفاوضي في الدوحة الذي تعرض لمحاولة اغتيال إسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر خلال العدوان الذي شنته إسرائيل على قطر.
وبهذا الخصوص، أوضح مصدر "سي أن أن" أن الصيغة الحالية من خطة ترامب تنصّ صراحةً على أن إسرائيل "لن تهاجم قطر مجدداً"، وعلى استحالة التهجير القسري من غزة. وأوضح المصدر نفسه أن الخطة تنص على عدم وجود أي دور مستقبلي لحماس في الحكم في غزة، مشيراً إلى أنها تدعو إلى إنشاء مستويين للحكم المؤقت: هيئة دولية شاملة، ولجنة فلسطينية.
وفيما لا تضع خطة إدارة ترامب جدولاً زمنياً لتشكيل حكومة مؤقتة لتسليم القيادة تدريجياً للسلطة الفلسطينية، ذكرت "سي أن أن" أن المقترح الأميركي يشير إلى دور الأمم المتحدة في تقديم المساعدات الإنسانية، من دون أن يتضمن أي ذكر لما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" الإسرائيلية الأميركية المثيرة للجدل. ولفت التقرير إلى أن القادة العرب "يؤيّدون" الخطة بشكل عام، مع أنهم لا يرونها مثالية. وقال المصدر إنهم يريدون توقف الحرب على غزة "في أسرع وقت ممكن".
(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)
