
عربي
قالت شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية، يوم الجمعة، نقلاً عن مصدر مطلع، إن خطة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب على غزة لا تتضمن جدولاً زمنياً لانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع. وأفاد المصدر نفسه بأن خطة ترامب بشأن غزة تتكون من 21 نقطة، وتدعو إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيلي في غزة في غضون 48 ساعة من الاتفاق، مقابل انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة.
وكان ترامب قد أعرب، خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس في البيت الأبيض، عن اعتقاده بقرب التوصل إلى "اتفاق ما" بشأن غزة. وقال ترامب إنه عقد اجتماعاً جيداً للغاية مع أردوغان وقادة عرب ومسلمين بشأن غزة في وقت سابق من هذا الأسبوع في مقر الأمم المتحدة. وأكمل: "أعتقد أننا على وشك التوصل إلى اتفاق ما". وأضاف: "يجب أن اجتمع مع الجانب الإسرائيلي.. أعتقد أن بوسعنا إنجاز ذلك. آمل أن نتمكن من إنجازه. يموت كثير من الناس، لكننا نريد استعادة الرهائن".
وفي وقت لاحق، قال الرئيس الأميركي إنه أجرى "محادثات جيّدة" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن غزة، مشيراً إلى أن "التوصل إلى صفقة بشأن الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين) بات قريباً جداً".
ولفتت "سي أن أن" إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت خطة إدارة ترامب قد عُرضت على حركة حماس، لكنها أشارت إلى أن الخطة "قد تخضع إلى مراجعات وتعديلات طفيفة في الأيام القادمة". ورجحت أن يتكفل الوسيط القطري بعرضها على وفد حماس التفاوضي في الدوحة الذي تعرض لمحاولة اغتيال إسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر خلال العدوان الذي شنته إسرائيل على قطر.
وبهذا الخصوص، أوضح مصدر "سي أن أن" أن الصيغة الحالية من خطة ترامب تنصّ صراحةً على أن إسرائيل "لن تهاجم قطر مجدداً"، وعلى استحالة التهجير القسري من غزة. وأوضح المصدر نفسه أن الخطة تنص على عدم وجود أي دور مستقبلي لحماس في الحكم في غزة، مشيراً إلى أنها تدعو إلى إنشاء مستويين للحكم المؤقت: هيئة دولية شاملة، ولجنة فلسطينية.
وفيما لا تضع خطة إدارة ترامب جدولاً زمنياً لتشكيل حكومة مؤقتة لتسليم القيادة تدريجياً للسلطة الفلسطينية، ذكرت "سي أن أن" أن المقترح الأميركي يشير إلى دور الأمم المتحدة في تقديم المساعدات الإنسانية، من دون أن يتضمن أي ذكر لما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" الإسرائيلية الأميركية المثيرة للجدل. ولفت التقرير إلى أن القادة العرب "يؤيّدون" الخطة بشكل عام، مع أنهم لا يرونها مثالية. وقال المصدر إنهم يريدون توقف الحرب على غزة "في أسرع وقت ممكن".
والأربعاء، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر في البيت الأبيض، أنّ ترامب قد يعلن خلال الأيام المقبلة خطة لوقف الحرب على غزة، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يقدّم فيها ترامب خطة أميركية لإنهاء الحرب في غزة منذ توليه منصبه في يناير/ كانون الثاني الماضي. وبحسب أحد المصادر، شدّد ترامب أمام القادة العرب والمسلمين على ضرورة إنهاء الحرب "بشكل عاجل"، لافتاً إلى أن استمرارها يزيد من عزلة إسرائيل في العالم، متعهداً بمنع نتنياهو من ضم الضفة الغربية.
وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن نتنياهو على دراية عامة بالمبادئ التي تتضمنها الخطة الأميركية، موضحين أنّ وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر أجرى في الآونة الأخيرة محادثات بشأنها مع صهر ترامب جاريد كوشنر، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
"وول ستريت جورنال": خطة ترامب تطرح بلير حاكماً لغزة
من جانبها، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين عرب وأميركيين قولهم إن خطة ترامب تنص على تولي توني بلير منصب "الحاكم المؤقت" لغزة، حيث سيرأس "السلطة الانتقالية الدولية في غزة" المعروفة بمبادرة "غيتا". وأضافت مصادر الصحيفة أن الهيئة التي سيرأسها بلير تدعمها الأمم المتحدة، وستدير غزة سنوات عدة، فيما سيضم طاقمها فلسطينيين تكنوقراط، وتدعهما قوات حفظ سلام دولية بقيادة عربية، حتى تتمكن من تسليم السلطة بالكامل للفلسطينيين.
ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى أنه لم يتضح بعد طبيعة الدور الذي سيلعبه بلير وما إذا كان سيكون "حاكماً" بسلطات إدارية مباشرة، أم سيترأس هيئة إشراف ستكون بمثابة مجلس إدارة، فيما لم يرد مكتبه على طلب الصحيفة للتعليق على المعلومات التي حصلت عليها.
