
عربي
تتواصل في المغرب الفعاليات الشعبية المؤيدة للفلسطينيين والمنددة بعدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على قطاع غزة، إذ تعيش البلاد، اليوم الجمعة، على وقع تنظيم عشرات الوقفات في مختلف أنحاء المملكة ووقفة مركزية أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط. ونظم آلاف المغاربة وقفات احتجاجية أمام المساجد في أنحاء مختلفة من المملكة عقب صلاة الجمعة، بدعوة من "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية) تحت شعار: "الفيتو الأميركي.. عنوان العلو الصهيوني".
وندّد المشاركون في الوقفات المسجدية باستخدام الولايات المتحدة حقَّ النقض "الفيتو"، في 18 سبتمبر/ أيلول الحالي، في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، رغم حصوله على تأييد باقي أعضاء المجلس. كما ندّد المحتجون بحرب الإبادة المستمرة من طرف جيش الاحتلال بحق المدنيين، وبما ترتكبه سلطات الاحتلال في الضفة من قتل واعتقالات واقتحامات متكررة للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين.
وطالب المحتجون بوقف التطبيع مع إسرائيل في ظل المجازر التي تُرتكب في قطاع غزة، مشددين على مواصلة الاحتجاج في شوارع المغرب حتى وقف العدوان نهائياً. ورفعوا خلال الوقفات أمام المساجد الأعلام الفلسطينية ولافتات تضامنية مع ضحايا العدوان الإسرائيلي، ورددوا شعارات تندد بمجازر الإبادة واستهداف المدنيين في غزة والمدن الفلسطينية الأخرى، وأخرى تطالب المجتمع الدولي بتحمّل مسؤوليته في حماية المدنيين.
وإلى جانب الوقفات التي نظمت بعد صلاة الجمعة في مدن عديدة، منها الدار البيضاء ومراكش وطنجة وتطوان ومكناس وفاس ووجدة وتازة وزايو وإنزكان وأحفير وغيرها، يُنتظر أن تُنظم وقفات مماثلة عقب صلاتي المغرب والعشاء بدعوة من الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، إضافة إلى وقفة مركزية أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط مساء اليوم، بدعوة من "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية)، تحت شعار: "من أجل غزة وكل فلسطين.. ضد حرب الإبادة الجماعية.. ضد استمرار التطبيع الرسمي.. مع أسطول الصمود لكسر الحصار".
وكشف مصدر من الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، في حديث مع "العربي الجديد"، عن تنظيم 110 تظاهرات في 58 مدينة مغربية اليوم الجمعة. فيما قال الكاتب العام للهيئة محمد الرياحي الإدريسي إن الفعاليات تأتي دعماً لصمود الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وكل فلسطين، واستنكاراً للمجازر المستمرة بحق المدنيين في القطاع، ورفضاً لما وصفه بـ"العربدة الإسرائيلية" في ظل صمت دولي وتخاذل عربي.
وأوضح الإدريسي أن فعاليات التضامن، التي رفعت شعار "الفيتو الأميركي.. عنوان العلو الصهيوني"، تؤكد أن الولايات المتحدة شريكة مباشرة في جرائم الاحتلال في غزة عبر ما تقدمه من دعم سياسي ومادي له منذ بداية معركة "طوفان الأقصى"، مجدداً تأكيد وقوف الشعب المغربي إلى جانب الفلسطينيين في محنتهم وانخراط القوى المغربية كافة في المبادرات الشعبية لدعم فلسطين وفك الحصار عن غزة.
وأشار إلى أن هذه الفعاليات هي أيضاً دعوة للأنظمة العربية لتحمل مسؤولياتها في حماية الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية، وقطع العلاقات مع "الصهاينة المجرمين قتلة الأطفال والنساء"، مؤكداً استعداد الشعب المغربي الدائم للوقوف إلى جانب أشقائهم في فلسطين حتى وقف الحرب وتمكينهم من حقوقهم المشروعة. كما أعلن الإدريسي دعم الهيئة أسطولَ الصمود العالمي الهادف إلى كسر الحصار عن غزة، مستنكراً استهداف سفنه من قبل سلطات الاحتلال، وداعياً السلطات المغربية لاتخاذ خطوات عملية لحماية المشاركين المغاربة في الأسطول.
ويأتي ذلك فيما تواصل "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" (تتكون من 15 تنظيماً سياسياً وحقوقياً ونقابياً) الحشد لتنظيم مسيرة وطنية كبرى في الرباط، يوم الأحد 5 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، تخليداً للذكرى الثانية لانطلاق معركة "طوفان الأقصى". وتتواصل منذ 18 مارس/ آذار الماضي احتجاجات المغاربة تنديداً باستئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، إذ شهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد وقفات ومسيرات غاضبة. ومنذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن مع الفلسطينيين عبر وقفات ومسيرات شبه يومية في مختلف المدن، كان عنوانها الرئيس دعم الفلسطينيين والمقاومة ورفض التطبيع.
