
عربي
رغم التعافي الأمني والاقتصادي الذي تشهده مختلف المدن العراقية تتواصل عمليات الهجرة السرية التي يسلكها كثير من الشبان لمحاولة الوصول إلى دول أوروبية، عبر مسارات لا تخلو من خطر. وفي أحدث ملفات الهجرة السرية أعلنت وزارة الخارجية العراقية أنها علِمت بدخول 60 مواطناً أراضي ليبيا سرياً، وتعمل حالياً لتسلمهم من سلطات هذا البلد.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن القائم بالأعمال في سفارة العراق بطرابلس، أحمد الصحاف، قوله إنّه "جرى تقصي مصير 60 مهاجراً عراقياً دخلوا ليبيا بطريقة غير شرعيّة قبل نحو شهر، وقد عثرت السفارة العراقية عليهم في منطقة غرب العاصمة طرابلس، ويجري العمل لإعادتهم إلى العراق طوعاً".
وأوضح أن "السفارة تنسّق مع السلطات الليبية لضمان سلامة المهاجرين، وتأمين عودتهم الطوعية"، مشيراً إلى أنهم واجهوا مخاطر كبيرة، في حين لم يكن وصول السفارة إليهم سهلاً في مناطق مختلفة من ليبيا، ومن بينهم قاصرون، ما وضعها أمام متغيّرات جديدة بالغة الحساسية".
وسبق أن ضبطت السلطات الليبية شباناً عراقيين أو أسراً كاملة دخلت البلاد براً عبر دول مجاورة سرياً، وبتسهيل من شبكات تهريب نقلتهم بحراً عبر مراكب غير مرخصة إلى أوروبا. وتعتبر مصر الدولة الرئيسة التي ينتقل منها العراقيون الذين يرغبون في الهجرة إلى أوروبا عبر ليبيا من خلال عبر شبكات تهريب متخصّصة تعمل في البلدين. وفي عامي 2023 و2024 أطلقت السلطات الليبية سراح عشرات العراقيين المعتقلين لديها الذين ضبطوا خلال محاولتهم الهجرة عبر البحر إلى أوروبا، أو الذين دخلوا البلاد بصورة غير رسميّة عبر الحدود مع مصر تحديداً.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية العراقية طلب عدم كشف اسمه لـ"العربي الجديد": "معظم العراقيين الذين ضُبطوا في ليبيا هم من مدن ومحافظات إقليم كردستان العراق. وبعدما شدّدت تركيا الإجراءات الخاصة بالسفر والتنقل باتت دول مثل ليبيا وتونس وحتّى لبنان مكاناً جديداً للهجرة السرية"، وأضاف: "ليس العامل الاقتصادي دائماً الدافع لهؤلاء بالهجرة. ومن بين الذين ضُبطوا حالياً في ليبيا موظفون يتقاضون رواتب من دوائر حكومية، لكن الإيحاء لهم، خاصة الشبان، بأن حياة جديدة وأفضل تنتظرهم، وأنهم سيحصلون على الجنسية الأوروبية، هو الدافع الأول".
وقال عضو التيار المدني العراقي، علي نعمة، لـ"العربي الجديد": "لا يمكن ربط الهجرة السرية بأسباب أمنية أو اقتصادية، إذ تدفع أسباب اجتماعية وحتّى سياسية الشبان إلى البحث عن أماكن يشعرون فيها براحة بعيداً عن أوطانهم"، وأضاف: "فقدان الأمل بوجود استقرار دائم في العراق في ظل الأزمات والمشاكل في المنطقة، إلى جانب الحلم بحياة جديدة، تجعل شباناً كثيرين يخاطرون بركوب البحر والتوجه نحو مصير مجهول"، ووصف إقدام آباء على نقل زوجاتهم وأبنائهم والمخاطرة بهم في ظل ظروف سيئة بأنه رعونة وعدم مسؤولية منهم تستدعي عقاب القضاء بعد العودة إلى العراق".
