مزاعم إسرائيلية بإعداد الحوثيين لـ"طوفان أقصى" جديد
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
يزعم تقرير إسرائيلي أنّ جماعة الحوثيين في اليمن أحرزوا تقدماَ كبيراً في الإنتاج المحلي لصواريخ ومسيّرات متقدّمة، وتصنيعها وتخزينها تحت الأرض، طارحاً سيناريو يبدو وهمياً أكثر منه واقعياً، بشأن خطط يعدّها الحوثيون لعملية "طوفان أقصى" جديدة لكن بنسخة يمنية، من خلال الأراضي الأردنية أو السورية. ويبدو أنّ التقرير، الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الجمعة، يمهد لعدوان أوسع على اليمن ويقدّم مبررات لذلك، كما يدعم رغبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير أمنه يسرائيل كاتس في توسيع العدوان على اليمن، وربما على إيران لاحقاً ومناطق أخرى. تقدّم كبير بقدرات الحوثيين ويزعم التقرير أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية رصدت تقدّماً كبيراً بقدرات الحوثيين في الإنتاج المحلي للطائرات المسيّرة والصواريخ المتقدّمة بعيدة المدى، استناداً إلى المعرفة الإيرانية وبمساعدة مهندسين محليين، وكذلك في استحداث بنية تحتية تحت الأرض لتصنيعها وتخزينها. ويقول التقرير كذلك إنّ الاستخبارات الإسرائيلية ترصد عملية تجنيد وتدريب مليشيات حوثية لتنفيذ عملية "طوفان أقصى" جديدة، على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بأعداد تصل إلى آلاف أو عشرات الآلاف من المسلّحين، من خلال دورات في اليمن، لكن التقديرات تشير إلى أنه إذا نُفذت الخطة، فستكون من الأردن أو سورية مع محاولات لطمس الآثار. وبعد نحو 24 ساعة على سقوط مسيّرة يمنية فوق فندق في إيلات شنّ سلاح الجو الاسرائيلي، أمس الخميس، غارات على عدة مواقع في صنعاء بزعم أن فيها أهدافاً تابعة لجماعة الحوثيين. وكان هذا أكبر عدوان على اليمن حتى اليوم، بحسب المصادر الإسرائيلية، مع أكثر من 65 قنبلة أُلقيت على سبعة مواقع مختلفة. ورغم الهجمات الإسرائيلية المتتالية على اليمن، يقول التقرير إنّ تحقيق الهدف منها لا يزال بعيداً، فكلما كثّف سلاح الجو الغارات على موانئ الحوثيين وأحبط شحنات الأسلحة من إيران، تزداد قوة النموذج الإيراني القائم على الإنتاج الذاتي والمحصّن، خصوصاً في ما يتعلّق بالصواريخ الثقيلة والدقيقة والمسيّرات المتفجّرة التي تطير على ارتفاع منخفض ويصعب اكتشافها. والنموذج الإيراني، بحسب ما يدعيه التقرير، يقوم على تصنيع من يسميهم "وكلاء إيران في أنحاء الشرق الأوسط" أسلحتهم محلياً بدل الاعتماد على الإمدادات الخارجية، مشيراً إلى مصانع الصواريخ التي حاولت إيران أن تبنيها لحزب الله اللبناني في منطقة مصياف السورية، والتي دمّرتها إسرائيل في عملية خاصة نفذتها وحدة شلداغ قبل نحو عام، مضيفاً أن النموذج في اليمن مشابه من خلال استخدام الجبال والصحاري لنحت الصخور أو حفر الأرض لإقامة خطوط إنتاج للأسلحة. وتقول مصادر في جيش الاحتلال إنّ إسرائيل وحدها حالياً تخوض الحرب ضد الحوثيين، بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الجماعة في بداية العام، ما قاد إلى توقف القتال من التحالف الغربي ضدّهم. ومع ذلك تذكر المصادر أنّ "وزارة الخزانة الأميركية وقّعت هذا الشهر على عقوبات ضد 31 جهة مرتبطة بتحويلات مالية للحوثيين، وإلى جانب هجماتنا... يمكن أن يؤدي ذلك إلى اتجاه إيجابي". تكثيف الاستخبارات وبدأت شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي "أمان"، وفق تقرير الصحيفة، بجني أولى النجاحات من هيئتين جديدتين تم إنشاؤهما بأمر من رئيس الشعبة، اللواء شلومي بيندر. ويتعلق الأمر بـ"قدرات وموارد استخبارية مهمة كانت تُستخدم حتى الآن لجمع معلومات استخبارية عن جبهات مركزية مثل إيران ولبنان، بهدف تحديد مراكز الثقل لدى العدو وتحويلها إلى أهداف". ويعمل عشرات الباحثين في الشعبة على تحديد تلك المراكز لدى الحوثيين. وتوصي شعبة الاستخبارات بأنه حتى في حال وقف إطلاق النار من الحوثيين، إذا ما توقّف العدوان الاسرائيلي على غزة، يجب عدم وقف استهداف نظام الحوثي، بزعم أنه "النظام الوحيد في العالم الذي نقش حرفياً على رايته شعار تدمير إسرائيل". ويقول الجيش الإسرائيلي: "لا نريد أن نصل إلى وضع يمتلك فيه الحوثيون يوماً ما آلاف الصواريخ الدقيقة تهديداً وجودياً لإسرائيل، وكما بادرنا إلى تنفيذ عملية الأسد الصاعد (العدوان على إيران) بعد تقديرات بأن الإيرانيين سيصلون إلى تسعة آلاف صاروخ بحلول عام 2027، يتم الاستعداد كذلك لإزالة هذا التهديد (الحوثي) المتزايد أو على الأقل ضربه استباقياً". "سنة تاريخية لأمن إسرائيل" قد تكون هناك علاقة وثيقة بين المخططات الإسرائيلية بشأن اليمن، وتصريحات نتنياهو في لقاء مع أعضاء منتدى هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال، عشية رأس السنة العبرية، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، حين قال: "نحن في خضم صراع ننتصر فيه على أعدائنا. علينا أن ندمّر المحور الإيراني، وهذا في مقدورنا. هذا هو التحدّي الذي ينتظرنا في السنة المقبلة، والتي قد تكون سنة تاريخية لأمن إسرائيل". ويرى المحلل العسكري في صحيفة هآرتس العبرية، عاموس هارئيل، أنه في ظل العزلة والملاحقة، يُشعل نتنياهو عمداً جبهات أخرى، على الأقل على المستوى الخطابي، ولا يمكن قراءة هذه التصريحات بمعزل عن التحذير الذي أطلقه في بداية الأسبوع رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينت. فقد دعا بينت موظفي القطاع العام إلى التحلّي بالمسؤولية، ولمّح لاشتباهه في أن نتنياهو قد يخلق ذريعة أمنية وهمية لتأجيل الانتخابات المقررة في أكتوبر/تشرين الأول 2026. ويضيف هارئيل: "ليس واضحاً تماماً ما الذي يقصده نتنياهو بتدمير المحور (الإيراني)، بعد الضربات القاسية التي وجهتها إسرائيل لحزب الله وكذلك إلى إيران بمساعدة أميركية، خلال السنة العبرية المنصرمة. لكن من الواضح أن الحفاظ على التوتر في عدة جبهات يتيح له، من وجهة نظره، تأجيل مواجهة الانتقادات حول أدائه قبل مجزرة 7 أكتوبر، وطريقة إدارته للحرب في غزة منذ ذلك الحين". ولفت إلى أن "إصرار الحوثيين في اليمن على مواصلة إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة نحو إسرائيل، طالما استمرت الحرب في غزة، يضع نتنياهو في موقف محرج. إسرائيل لا تملك ردّاً حاسماً على الهجمات من اليمن، وتردّ بالمزيج المعتاد من القصف الثقيل والتصريحات المتعجرفة. ويبدو أن هذه الردود لا تترك أثراً كبيراً على القيادة الحوثية، المعتادة على الصراعات الطويلة".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية