
عربي
تستعد وزارة العدل الأميركية لتقديم لائحة اتهام ضد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" الأسبق جيمس كومي بتهمة الإدلاء بشهادة زور أمام الكونغرس حول دوره في التحقيق في محاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية 2016، وذلك بحسب ما نشرته شبكة "إم إس إن بي سي" وصحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست. ويستهدف التحقيق التركيز على شهادة كومي أمام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ في 30 سبتمبر/ أيلول 2020، والذي ناقش تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي حول تعاون محتمل، لم يثبت لاحقاً، بين روسيا وحملة دونالد ترامب الرئاسية لعام 2016.
وبموجب قانون التقادم، فإن الموعد النهائي لتقديم لائحة الاتهام ضد كومي، هو يوم الثلاثاء المقبل، مع نهاية الشهر الحالي والذي يتزامن مع مرور خمس سنوات من تاريخ إدلائه بشهادته. ويتم التحقيق في القضية في فيرجينيا رغم أن الشهادة كانت في مبنى الكونغرس بالعاصمة واشنطن، لأن كومي أدلى بشهادته آنذاك عن بعد من منزله في منطقة ماكلين بولاية فيرجينيا.
والأسبوع الماضي، أجبر ترامب المدعي العام في المنطقة الشرقية بولاية فيرجينيا إيريك سيبرت على الاستقالة بعد رفضه مقاضاة كومي، وذلك بحسب ما كشفته "واشنطن بوست". وعيّن ترامب موظفة في منصب مساعد في البيت الأبيض تدعى ليندسي هاليغان مدعية عامة مؤقتة في مكتب فيرجينيا رغم عدم تمتعها بأي خبرة في الادعاء العام، كما طالب وزيرة العدل الأميركية (المدعي العام للولايات المتحدة) بام بوندي بالسعي لتوجيه اتهامات جنائية إلى كومي وآخرين. وعقب تعيين هاليغان وأدائها اليمين الدستورية، الاثنين الماضي، أعاد المدعون العامّون فتح القضية ضد كومي.
وكتب ترامب صراحة على منصة التواصل الاجتماعي تروث سوشال، في عطلة نهاية الأسبوع، يحث وزيرة العدل على توجيه اتهامات جنائية إلى كومي، والمدعية العامة لنيويورك ليتيسيا جيمس (ديمقراطية)، والسيناتور آدم شيف (ديمقراطي). وقال: "لا يمكننا المماطلة أكثر من هذا، فهذا يضر بسمعتنا. لقد عزلوني مرتين ووجهوا إليّ اتهامات خمس مرات بلا سبب. يجب تحقيق العدالة".
وكشفت تقارير أنّ المدعي العام في المنطقة الشرقية بولاية فيرجينيا إيريك سيبرت، الذي أُجبر على الاستقالة، انتهى إلى أن الأدلة غير كافية لتوجيه الاتهام إلى جيمس كومي على أنه أدلى بتصريحات كاذبة. وقالت "نيويورك تايمز"، إنّ مدعين عامين أبلغوا مسؤولين معينين من قبل ترامب بعدم كفاية الأدلة. وقاد كومي التحقيقات في قضية احتمالية التعاون بين حملة ترامب وروسيا، والتي رفضها ترامب وأكد أنها "مؤامرة" ضد فوزه بالانتخابات، ووصفها بأنها "مطاردة الساحرات".
من جانبه، قال المدعي العام الأميركي للمنطقة الغربية لولاية فيرجينيا الأسبق، طبقاً لما نقلته عنه صحيفة نيويورك تايمز: "شهادة الزور جريمة يصعب إثباتها. يجب على الوزارة إثبات الكذب في إفادة ما وإثبات أن المدعى عليه كان يعلم بكذبها وقت إدلائه بشهادته، ونظراً إلى صعوبة الإثبات، فإنه نادراً ما يتم اللجوء إليه".
