
عربي
أكد الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس أن مولدوفا تواجه "حملة تضليل إعلامي غير مسبوقة" تقودها روسيا مع اقتراب الانتخابات البرلمانية. ولفتت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية أنيتا هيبر إلى أنها "ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها روسيا إلى أساليب تلاعب وتضليل تقليدية، لكنها اليوم تذهب أبعد من ذلك بكثير". وأضافت أن موسكو "تتدخل بشكل كبير في العملية الانتخابية".
ونفت موسكو هذا الأمر، واتهمت السلطات المولدافية بنشر خطاب معادٍ لروسيا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان: "تخشى السلطات الانتخابات بشدة، لدرجة أنها تعيق ترشيح المتقدمين، والمشاركة في الانتخابات، ومراقبة عملية التصويت".
ومنعت بولندا ودول البلطيق السياسية المولدوفية الموالية لروسيا أيرينا فلاه من دخول أراضيها، متهمة إياها بتسهيل التدخل الروسي في الانتخابات. وتُعتبر انتخابات الأحد حاسمة لمستقبل هذه الجمهورية السوفييتية السابقة، إذ ستحسم بين تعميق علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي الذي تترشح لعضويته، وعودتها إلى روسيا.
ونالت مولدوفا استقلالها عام 1991 وتضم حوالى 2,5 مليون نسمة. وحتى الآن، تُظهر معظم استطلاعات الرأي تقدم حزب الرئيسة مايا ساندو المؤيدة للاتحاد الأوروبي والتي تتولى السلطة منذ العام 2021. ونددت ساندو بـ"تدخل غير مسبوق" للكرملين في الانتخابات، واتهمت روسيا بـ"دفع مئات الملايين من اليوروهات" لشراء أصوات واستهداف الناخبين بمعلومات مضللة.
وتقع مولدوفا بين أوكرانيا التي غزتها روسيا، ورومانيا العضو في الاتحاد الأوروبي، وهي منقسمة منذ فترة طويلة بين تعزيز علاقاتها مع بروكسل والحفاظ على روابطها مع موسكو التي تعود إلى الحقبة السوفييتية. وقدّم الاتحاد الأوروبي دعمه لقادة مولدوفا قبيل الانتخابات، وقام رؤساء ألمانيا وفرنسا وبولندا بزيارة رمزية للبلاد خلال الحملة الانتخابية.
وتحدث زعيم الحزب الحاكم المؤيد لأوروبا في مولدوفا بصراحة عن رهانات الانتخابات البرلمانية المتوترة التي ستُجرى يوم الأحد القادم، قائلا إنها إما ستؤدي إلى استمرار المسار نحو الاتحاد الأوروبي أو عودة البلاد إلى دائرة النفوذ الروسي. وصرح إيجور جروسو، رئيس حزب العمل والتضامن الحاكم، لوكالة أسوشييتد برس (أ ب) اليوم الخميس، في العاصمة كيشيناو، بأن "نتائج هذه الانتخابات ستحدد مستقبل البلاد ليس للأربعة أعوام المقبلة فحسب، بل للسنوات العديدة القادمة".
ويحظى الحزب الذي يقوده جروسو بأغلبية برلمانية قوية منذ عام 2021، لكنه يواجه خطر خسارتها في انتخابات الأحد القادم لاختيار مجلس تشريعي جديد مكون من 101 مقعد، مع غياب بدائل أخرى مؤيدة لأوروبا يمكن الاعتماد عليها في القوائم الانتخابية، مقابل عدة أحزاب صديقة لروسيا.
وقال جروسو، الذي يشغل أيضا منصب رئيس البرلمان، إن انتخابات الأحد القادم لم تعد مجرد خيار بين الشرق والغرب، بل أصبحت خيارا بين السلام والحرب. وأضاف: "السلام يعني الاتحاد الأوروبي، والحرب تعني روسيا. والأمور أصبحت واضحة جدا وبسيطة للغاية." وأضاف: "هذه انتخابات وجودية، عند مفترق طرق. ولا يوجد مسار وسط، ولا خيار وسط".
(فرانس برس، أسوشييتد برس)

أخبار ذات صلة.

عاما إبادة غزة يهزّان صورة إسرائيل في الغرب
العربي الجديد
منذ 12 دقيقة

شمال سيناء شاهدة على عامين من حرب غزة
العربي الجديد
منذ 12 دقيقة