
عربي
شهدت الأسواق العالمية تقلبات حادة هذا الأسبوع، مدفوعة ببيانات اقتصادية أميركية قوية أثرت مباشرةً على توقعات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. ففي حين حافظ الدولار على مكاسبه القوية مدعوماً بارتفاع الناتج المحلي وتراجع إعانات البطالة، تراجع الذهب مع انحسار آمال خفض أسعار الفائدة، بينما قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ يونيو نتيجة التوترات الجيوسياسية في روسيا وأوكرانيا.
الدولار يحافظ على مكاسبه الحادة
حافظ الدولار على مكاسبه الحادة، اليوم الجمعة، بعد أن قلصت بيانات أميركية جاءت أفضل من التقديرات من التوقعات بشأن قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بمزيد من التيسير النقدي هذا العام. وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات الرئيسية، بنسبة 0.6% في الجلسة السابقة، بعد أن تجاوزت بيانات النمو الاقتصادي الأميركي وعدد طلبات إعانة البطالة التوقعات.
وجرى تداول الين عند أدنى مستوى له في ثمانية أسابيع، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مجموعة جديدة من الرسوم الجمركية، ويتحول التركيز حالياً إلى بيانات إنفاق المستهلكين الأميركيين، المقرّر صدورها اليوم الجمعة، للحصول على مؤشرات حول مدى حاجة الاقتصاد إلى تحفيز إضافي من البنك المركزي.
واستقر مؤشر الدولار عند 98.473، بالقرب من أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع، ويتجه نحو تسجيل ارتفاع أسبوعي بنسبة 0.8%، كما استقرت العملة الأميركية عند 149.81 يناً، بعد أن كانت على وشك اختراق مستوى 150 للمرة الأولى منذ الأول من أغسطس/آب. واستقر اليورو عند 1.1665 دولار، بعد تراجعه بنسبة 0.6% يوم أمس الخميس.
وتتوقع الأسواق الآن بنسبة 87.7% أن يُخفض المركزي الأميركي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر/تشرين الأول، وأعلنت وزارة التجارة الأميركية أن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بنسبة معدلة إلى 3.8% خلال الفترة من إبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران. ووفقاً لاستطلاع أجرته رويترز، من المتوقع أن يُظهر مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، ارتفاعاً بنسبة 0.3% في أغسطس/آب على أساس شهري، و2.7% على أساس سنوي.
هبوط الذهب بعد صدور بيانات اقتصادية أميركية قوية
تراجع الذهب اليوم الجمعة، بعدما رفعت بيانات اقتصادية أميركية أقوى من المتوقع الدولار، وألقت بظلالها على توقعات خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة. ويترقب المتعاملون بيانات التضخم الأميركية المقرر صدورها في وقت لاحق من اليوم لاستنباط المزيد من المؤشرات.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% إلى 3741.71 دولاراً للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00:33 بتوقيت غرينتش. ورغم التراجع، صعد الذهب بنسبة 1.7% منذ بداية الأسبوع حتى الآن، كما استقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/كانون الأول دون تغيير عند 3772.20 دولاراً. ويحوم مؤشر الدولار بالقرب من أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع، ما يجعل السبائك المُسعّرة بالدولار أعلى تكلفة للمشترين من الخارج.
كما انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي، بينما نما الاقتصاد الأميركي بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الثاني، مدفوعاً بإنفاق استهلاكي قوي واستثمارات في الأعمال.
ومن المتوقع أن يُظهر مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، الذي يُعد مقياس التضخم المفضل لدى البنك المركزي الأميركي، ارتفاعاً بنسبة 0.3% شهرياً و2.7% سنوياً في أغسطس/آب، وفقاً لاستطلاع أجرته رويترز. وتُعد أسعار الفائدة المنخفضة بيئة داعمة لارتفاع أسعار الذهب، الذي سجل مستوى قياسياً مرتفعاً عند 3790.82 دولاراً يوم الثلاثاء. وفي ما يخص المعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.7% إلى 44.92 دولاراً للأوقية، ارتفع البلاتين بنسبة 0.6% إلى 1538.15 دولاراً، وزاد البلاديوم بنسبة 0.5% إلى 1255.72 دولاراً. وتتجه المعادن الثلاثة إلى تسجيل مكاسب أسبوعية.
النفط عند أعلى معدل منذ يونيو
ارتفعت أسعار النفط، اليوم الجمعة، وتتجه لتحقيق أكبر مكاسب أسبوعية منذ أوائل يونيو/حزيران، مدفوعة بالهجمات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة في روسيا، ما دفع موسكو إلى تقييد صادرات الوقود والاقتراب من خفض إنتاج الخام. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 15 سنتاً أو بنسبة 0.2% إلى 69.57 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 01:00 بتوقيت غرينتش، كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 23 سنتاً أو 0.4% إلى 65.21 دولاراً للبرميل. وسجل الخامان القياسيان ارتفاعاً بأكثر من 4% هذا الأسبوع، في أكبر زيادة منذ الأسبوع المنتهي في 13 يونيو/حزيران.
وقال توني سيكامور، المحلل لدى "آي.جي"، إنّ "المكاسب جاءت مدعومة بالضربات الأوكرانية المستمرة ضد البنية التحتية النفطية الروسية، وتحذير حلف شمال الأطلسي لروسيا بأنه مستعد للرد على الانتهاكات المستقبلية لمجاله الجوي، إلى جانب تحرك روسيا لوقف صادرات الوقود الرئيسية". وأعلن نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، أمس الخميس، أن بلاده ستفرض حظراً جزئياً على صادرات الديزل حتى نهاية العام، وستمدد الحظر الحالي على صادرات البنزين. وقد أدى انخفاض القدرة على تكرير النفط إلى اقتراب موسكو من خفض إنتاج الخام، في وقت تواجه فيه مناطق روسية عدّة نقصاً في بعض أنواع الوقود.
ووصل الخامان لأعلى مستوياتهما منذ الأول من أغسطس/آب هذا الأسبوع، بدعم من انخفاض مفاجئ في مخزونات الخام الأميركية الأسبوعية، بالإضافة إلى هجمات أوكرانيا على البنية التحتية للطاقة الروسية، وقد تراجعت بعض المكاسب بعد أن ذكر مكتب التحليلات الاقتصادية التابع لوزارة التجارة الأميركية، في أحدث تقديراته أمس الخميس، أن الناتج المحلي الإجمالي زاد بنسبة معدلة إلى 3.8% في الربع الثاني على أساس سنوي.
وقد تؤدي البيانات الاقتصادية الأقوى من المتوقع إلى جعل مجلس الاحتياطي الفيدرالي أكثر حذراً بشأن خفض أسعار الفائدة. وكان البنك المركزي الأميركي قد خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي، في أول خفض منذ ديسمبر/كانون الأول، وألمح إلى إمكانية إجراء المزيد من التخفيضات في المستقبل، كما أدى إعلان حكومة إقليم كردستان العراق، أمس الخميس، عن استئناف صادرات النفط خلال 48 ساعة، إلى ممارسة مزيد من الضغط على الأسعار.
(رويترز، العربي الجديد)
