
عربي
تساءلت وسائل إعلام صينية، اليوم الخميس، عما إذا كان هجوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على روسيا في الأمم المتحدة قد أعطى الصين سبباً للتفاؤل، ولفتت إلى أنه في حين تعرضت موسكو للهجوم بسبب الحرب على أوكرانيا، كان خطاب الرئيس الأميركي أكثر ليونة تجاه بكين.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست: "في خطابه المليء بالتهديدات ضد روسيا والقليل عن الصين، ربما أعطى خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء بكين بعض الأسباب للتفاؤل". وأضافت الصحيفة أن هجمات ترامب على روسيا بسبب الحرب على أوكرانيا أشارت إلى إحباطه، وكشفت عن شقوق في العلاقات بين واشنطن وموسكو، وهي العلاقة التي ظهر في وقت سابق أنها عميقة، وكانت الصين تراقب ذلك بحذر، في حين أن خطاب ترامب الناعم نسبياً تجاه الصين أبرز أيضاً ضبط النفس لديه، وهو ما اعتبرت الصحيفة الصينية أنه قد يكون علامة على أن واشنطن تتراجع عن موقف المواجهة تجاه بكين.
يشار إلى أنه في خطابه الذي استمر ساعة، ذكر ترامب الصين عدة مرات، بما في ذلك ضمن تعرضه لقضايا المناخ وأوكرانيا، وقال: "الصين والهند هما الممولان الرئيسيان للحرب الدائرة بمواصلتهما شراء النفط الروسي". ومنذ عودته إلى البيت الأبيض خصص ترامب قدراً كبيراً من اهتمامه لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك التحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل مباشر وعقد قمة معه في ألاسكا الشهر الماضي.
وشهدت العلاقات الثنائية بين الصين والولايات المتحدة زخماً كبيراً خلال الأيام الماضية، مع قيام وزيري الدفاع في كلا البلدين، بيت هيغسيث ودونغ جون، بعقد محادثات متتالية في وقت سابق من الشهر الجاري. كما التقى وفد من المشرعين الأميركيين، الاثنين الماضي، مع وزير الدفاع الصيني دونغ جون في بكين، خلال زيارة نادرة لأعضاء من الكونغرس بهدف تعزيز التواصل. وفي ضوء ذلك، تزايدت التوقعات بشأن اجتماع محتمل بين الرئيس شي جين بينغ ونظيره الأميركي ترامب.
كما ساهم إعلان ترامب، يوم الجمعة الماضي، عن التوصل خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الصيني شي إلى اتفاق يسمح لمجموعة من المستثمرين بالسيطرة على عمليات تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة، في تعزيز التفاؤل بتحسن العلاقات بين العملاقيين الاقتصاديين.
وتصاعدت التوترات بين بكين وواشنطن منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض. وبذريعة مكافحة العجز التجاري بدأ الرئيس الأميركي حملة اقتصادية على دول صديقة ومعادية، خصوصاً الصين التي فرض عليها رسوماً جمركية باهظة. وبالإضافة إلى التجارة تشكل قضية تايوان، التي ترزح تحت ضغوط عسكرية واقتصادية من بكين إحدى نقاط التوتر الرئيسية بين البلدين.
