
عربي
قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توماس برّاك إن سورية وإسرائيل تقتربان من إبرام اتفاق "خفض التصعيد" الذي ستوقف بموجبه تل أبيب هجماتها بينما توافق دمشق على عدم تحريك أي آليات أو معدات ثقيلة قرب الحدود الإسرائيلية. وفي حديثه للصحافيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس الثلاثاء، قال برّاك إن الاتفاق سيكون الخطوة الأولى نحو الاتفاق الأمني الذي يتفاوض البلدان عليه.
وتجري سورية وإسرائيل محادثات للتوصل إلى اتفاق تأمل دمشق أن يضمن وقف ضربات إسرائيل الجوية وانسحاب قواتها التي توغلت في الجنوب السوري. وقال برّاك إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سعى للتوصل إلى اتفاق بين الجانبين سيعلن عنه خلال الأسبوع الحالي، لكن لم يُحرز تقدم كاف حتى الآن، كما أن عطلة السنة العبرية الجديدة هذا الأسبوع أبطأت العملية. وأضاف "أعتقد أن الجميع يتعاملون مع الأمر بحسن نية".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن انهيار اتفاق "فضّ الاشتباك" الموقع مع سورية عام 1974 بعد أيام قليلة من سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأصدر أوامر لجيشه بالاستيلاء على المنطقة العازلة (مساحتها 235 كيلومترا مربعا) التي تنتشر فيها قوات "أندوف" التابعة للأمم المتحدة. وسارع الجيش الإسرائيلي إلى احتلال أعلى قمة في جبل الشيخ والتي كانت تحت سيطرة القوات السورية نظرا للأهمية العسكرية والاستراتيجية التي تحظى بها في سياق الصراع القائم بين سورية وإسرائيل منذ عام 1948.
وقال الرئيس السوري أحمد الشرع، الأسبوع الماضي، إن إسرائيل شنت منذ سقوط نظام الأسد أكثر من ألف غارة على سورية ونفذت أكثر من 400 توغل بري. وفي حديثه عن إسرائيل خلال جلسة حوارية في معهد الشرق الأوسط في نيويورك، فجر اليوم الأربعاء، قال الشرع إنّ "القوة فقط لن تأتي لإسرائيل بالسلام"، وأكد أنّ "نجاح أي اتفاق مع إسرائيل يمهد لاتفاقات أخرى تساعد على تعميم السلام في المنطقة"، كما شدّد على أنّ "أي حديث عن تقسيم سورية يؤذي سورية أولاً ودول الجوار، لا سيما تركيا والعراق"، مذكّراً بأنّ "على إسرائيل أن تعود إلى ما قبل الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، ونحن قلنا لن نكون مصدر خطر لأحد".
(رويترز، العربي الجديد)
