العميد صالح البروشي: معركتنا ضد الحوثي امتداد لثورة 26 سبتمبر ولن نسمح بعودة الإمامة
حزبي
منذ أسبوعين
مشاركة

الرشـــــــاد بـــــــــــــــرس ــــ خـــــــــــــــــاص
في حوار خاص مع “الرشاد برس”، يكشف قائد الشرطة العسكرية بمحافظة الجوف ملامح المعركة ضد ميليشيا الحوثي، ويؤكد استعداد القوات لأي قرار وطني لاستعادة كامل التراب اليمني.

س: في البداية نرحب بك في موقع الرشاد برس، سيادة العميد، ونود أن تحدثنا عن قوات الشرطة العسكرية في محافظة الجوف: كيف نشأت، وما أبرز محطاتها النضالية ودورها في المعركة ضد ميليشيا الحوثي الإرهابية؟
ج : قوات الشرطة العسكرية في الجوف امتداد للمؤسسة العسكرية الوطنية والجيش الوطني، تأسست لحماية مؤسسات الدولة وفرض الانضباط العسكري وتأمين خطوط الإمداد والانتشار الميداني. منذ انطلاق المعركة ضد مليشيات الحوثي، اضطلعت هذه القوات بمهام مركبة: ضبط الانضباط في الجبهات والوحدات العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية السادسة، تأمين خطوط وقوافل الإمدادات، وحماية مقرات القيادة. وقد شاركت بفعالية في معارك استعادة مناطق واسعة من محافظة الجوف، وأثبتت حضورها في أصعب المراحل، لتكون صمام أمان للجبهة الشمالية والشرقية.
الانتشار والمهام
س: ما أهمية تواجد قوات الشرطة العسكرية في جبهات الشريط الحدودي من الناحية العسكرية والأمنية والاستراتيجية لاسيما بعد سقوط مركز المحافظة بيد مليشيات الحوثي؟
ج: وجود الشرطة العسكرية يحقق هدفين متلازمين:
عسكريًا: تأمين الانضباط وتنظيم تحركات الوحدات القتالية، ومنع أي اختراقات أو تجاوزات تؤثر في سير العمليات هذا من جهة
ومن جهة أخرى أمنيًا واستراتيجيًا: حماية الطرق الحيوية، تأمين خطوط الدعم والإسناد، وإحكام السيطرة على النقاط الحساسة التي تمثل شريانًا لوجستيًا بين الجبهات. هذا الانتشار يحول دون تسلل العدو أو استغلال الثغرات.
الأهمية الاستراتيجية للجوف
س: تُعد محافظة الجوف والشريط الحدودي مع المملكة العربية السعودية من أهم المناطق في المعركة ضد مليشيات الحوثي؛ كيف تقيّم الأهمية الاستراتيجية لهذه المحافظة؟
ج: الجوف تشكل بوابة رئيسية تربط اليمن بالسعودية، وتتحكم بممرات صحراوية تؤدي إلى صنعاء وصعدة ومأرب. السيطرة عليها تمنح أي طرف عمقًا جغرافيًا وموقعًا متقدّمًا لإدارة العمليات. كما أن مواردها الطبيعية ومساحتها الواسعة تجعلها نقطة ارتكاز لأي خطة عسكرية كبرى.
س: برأيك سيادة العميد، لماذا تتأخر عملية استعادة الجوف رغم أنها الأقرب إلى محافظات صنعاء وعمران وصعدة، وما المطلوب لتسريع استعادتها؟
ج: أسباب التأخير متعددة: الطبيعة الجغرافية الصعبة، اتساع رقعة المواجهات، تداخل الأبعاد السياسية الإقليمية، وتكتيكات العدو المعتمدة على زراعة الألغام والتحصينات. التسريع يتطلب توحيد القرار العسكري، تعزيز الإمدادات، وتنسيق أكبر بين مختلف الألوية مع غطاء جوي فعال.
أبعاد المعركة
س: ما أهمية الجبهات المتاخمة للجوف ومأرب بالنسبة لميليشيا الحوثي الإرهابية؟
ج: هذه الجبهات تمثل للحوثيين خط إمداد مباشر نحو صنعاء وصعدة، وفقدانها يعني انكشاف عمقهم الاستراتيجي. لذلك يركزون على إبقائها مناطق اشتباك دائم، بالإضافة إلى ما تمثله من عوامل اقتصادية وغيرها.
س: من واقع خبرتك، هل هناك نية حقيقية لدى مختلف الأطراف للحسم وإنهاء المشروع الإمامي الكهنوتي؟
ج: النية موجودة لدى القوات المسلحة والقيادة الشرعية، لكن التحدي في تداخل المصالح الإقليمية والدولية، و الحسم يتطلب قرارًا وطنيًا موحدًا وإرادة سياسية صلبة.
س: ما أبرز التحديات والمعوقات التي تواجه الشرطة العسكرية وقوات الجيش الوطني في هذه المعركة؟
ج: أبرزها: نقص الإمكانيات، الألغام المزروعة بكثافة، إضافة إلى محاولات الحوثي استغلال عامل الجهل، بالإضافة وهو الأهم غياب قرار الحسم والجميع متأهب عند اتخاذه.
الأوضاع الراهنة
س: كيف تقرأون تأثير الأحداث الأخيرة في صنعاء واستغلال مليشيات الحوثي للقضية الفلسطينية، وكذلك الضربات الإسرائيلية لعدد من قياداتهم، على موازين المعركة لصالح الجيش الوطني؟
ج: الحوثيون يسعون لكسب تعاطف شعبي عبر استثمار القضية الفلسطينية، لكن الضربات النوعية التي افقدتهم قيادات ميدانية واحدثت ارتباكًا داخليًا، يمنح الجيش الوطني فرصة للتقدم إذا استثمر الظرف.. ويجب علينا الفصل بين معركتنا ضد مليشيات الحوثي الذي انقلبت على السلطة وأدخلت اليمن في حروب، وبين مناصرتنا للقضية الفلسطينية ودعمها بالطرق والوسائل المتاحة، مع مراعاة الحفاظ على السيادة اليمنية، وما تقوم به مليشيات الحوثي هو شرعنة لقوات الاحتلال الإسرائيلي لضرب المناطق الحيوية والحساسة التي تنعكس سلباً على الشعب اليمني، وكل ما قامت به مليشيات الحوثي هو لتدمير اليمن، وكل صواريخ الحوثي لم تتضرر منه إسرائيل وانما شرعنت لهم قصف اليمن و اليمنيين.
الروح القتالية والمعنويات
س: كيف تصف حياة ونضال أبطال الجيش الوطني ورجال الشرطة العسكرية في خطوط التماس؟
ج: هي حياة فداء حقيقي، يجمعون بين الانضباط العسكري والصبر الشعبي، يواجهون قسوة الصحراء وبرودة الجبال، ومع ذلك يواصلون الدفاع بثبات وإيمان..حتى يتحقق النصر.
س: ماذا عن معنويات المقاتلين في أطراف الجوف وبقية الجبهات؟
ج: المعنويات عالية، يستمدون قوتهم من إيمانهم بعدالة قضيتهم ومن دعم أبناء الشعب لهم.
س: هل قوات الشرطة العسكرية في الجوف على أتم الجاهزية لخيار الحسم في حال فشلت مسارات السلام؟
ج: نعم، فالقوات تواصل التدريب والاستعداد، ولديها خطط ميدانية محكمة.
ثورة 26 سبتمبر ومعانيها
س: ما الذي تمثله ثورة 26 سبتمبر للجيش الوطني؟
ج: ثورة 26 سبتمبر تمثل جذور الهوية الوطنية وولادة الدولة الجمهورية الحديثة، وهي مصدر الإلهام للشعب اليمني في مواجهة المشروع السلالي الإرهابي.
س: هل ترون أن المعركة ضد ميليشيا الحوثي امتداد لثورة 26 سبتمبر؟
ج: بالتأكيد، مليشيات الحوثي تسعى لإحياء نظام الإمامة الذي أسقطته ثورة السادس والعشرين من سبتمبر..
س: ما دلالة إيقاد شعلة 26 سبتمبر في الجبهات؟
ج: هي رسالة تحدٍّ وإصرار على استمرار الجمهورية، وإحياء للذاكرة الوطنية في أصعب الظروف، ولا عودة للحكم الإمامي الرجعي.
س: كيف تقرأون دور القوات المسلحة اليوم مقارنة بدورها في 1962؟
ج: اليوم هي الحصن الأخير للجمهورية، ونحن جميعاً مطالبين بالتماسك واليقظة تمامًا كما كانت يوم الانطلاقة.
الثورتان سبتمبر وأكتوبر
س: لماذا جعل الثوار الحرية والتحرر من الاستبداد الهدف الأول؟
ج: لأن الإمامة مثّلت قيدًا على الشعب، فكان التحرر شرطًا لبناء دولة المواطنة.
س: ما واجب القوات المسلحة تجاه استهداف الحوثي لأهداف سبتمبر؟
ج: حماية المكتسبات، ترسيخ الوعي الجمهوري، وإفشال أي مشروع صفوي سلالي.
رسائل ختامية
س: ما رسالتكم لأبناء الشعب اليمني؟
ج: الالتفاف حول الشرعية، دعم الجيش الوطني، وعدم الانخداع بالدعايات.
س: كلمة أخيرة لقيادة الدولة والمرابطين؟
ج: نؤكد ولاءنا للقيادة السياسية، ونحيي صمود المقاتلين، ونعاهد الشعب على المضي حتى استعادة كل شبر من الوطن.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية