تتواصل لليوم الثالث في رحاب المتحف الوطني بمدينة تعز، فعاليات "متحف الذاكرة"، في حدث ثقافي وتوثيقي بارز يهدف إلى حفظ الذاكرة الجمعية لأبناء المحافظة، وتوثيق معاناتهم وصمودهم في وجه الحرب والحصار الحوثي المستمر منذ سنوات.

المعرض الذي أقيم بدعم من منظمة سام للحقوق والحريات، ورابطة أمهات المختطفين، ومعهد دي تي، يأتي ضمن مشروع شامل يركز على إبراز حجم المأساة الإنسانية التي تكبدها سكان تعز، وتقديم رسالة للعالم عن صمود هذه المدينة الأسطورية وضرورة حماية الذاكرة الوطنية من النسيان.

ويضم المتحف أكثر من 250 لوحة فنية أبدعها فنانون تشكيليون وطلاب مدارس بالتعاون مع جمعية الفنون التشكيلية، إضافة إلى 165 صورة فوتوغرافية وثقت لحظات الحصار الحوثي بعدسات مصورين وإعلاميين، إلى جانب 20 مجسما فنياً يحاكي مشاهد من الواقع.

 كما شهدت الفعاليات عروضا لأفلام وثائقية وفقرات فنية مؤثرة للفنان شهاب سعيد جسدت مأساة الحرب وروح الصمود.

وأشاد وكيل محافظة تعز، محمد عبد العزيز الصنوي بهذه المبادرة الثقافية النوعية، معتبرا إياها خطوة جوهرية لإبراز حجم المعاناة الإنسانية التي تكبدها سكان المحافظة جراء القصف والحصار الذي طال الأحياء السكنية والمعالم التاريخية والمؤسسات الحيوية.

وأكد أن المتحف يمثل شاهداً حياً على مرحلة استثنائية من تاريخ تعز، ويسهم في تعزيز الوعي بضرورة حماية الذاكرة الوطنية.

بدوره أشاد وكيل أول محافظة تعز الدكتور عبد القوي المخلافي بالدور الكبير لمتحف الذاكرة في توثيق جرائم الحصار، مؤكدا أن المتحف يجسد صمود أبناء المحافظة وتضحياتهم في مواجهة المشروع الحوثي الإمامي، ويمثل مبادرة إنسانية ووطنية نوعية لحفظ ما تعرضت له الأحياء السكنية والمعالم التاريخية والبنى التحتية من انتهاكات جسيمة.

وأشار المخلافي إلى أهمية افتتاح المتحف بالتزامن مع الذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر الخالدة، باعتبارها محطة فارقة تؤكد ارتباط ذاكرة تعز النضالية بتاريخ اليمن الجمهوري ورفضه لمشاريع الاستبداد والكهنوت.

وتخلل برنامج "أسبوع ذاكرة الحصار" جلسة استماع نظمها مكتب شؤون الحصار، بعنوان "فصول الحصار.. قصص التحدي من وسط المأساة"، جرى خلالها توثيق شهادات حية لضحايا جرائم وانتهاكات مليشيات الحوثي بحق المدنيين في تعز.