
أعلن نادي ترجي مستغانم المُنافس في الدوري الجزائري لكرة القدم، مفاجأة لجماهير الكرة المحلية، بإعلانه التعاقد رسمياً مع الحارس المخضرم، رايس مبولحي (39 عاماً)، ليضع بذلك نهاية لرحلته الطويلة في الملاعب الخارجية، ويعود إلى أجواء البطولة الوطنية، بعد تجارب متعددة في دوريات عربية وأوروبية، وعودة مبولحي إلى المنافسة المحلية تثير بطبيعتها تساؤلات حول مستقبله الدولي، خاصة في ظل الظروف التي يعيشها حراس المنتخب الجزائري حالياً.
ويُعد رايس وهاب مبولحي أحد أبرز حراس مرمى "الخُضر" خلال العقد الأخير، حيث ارتبط اسمه بمحطات تاريخية للمنتخب الجزائري، أبرزها تألقه في كأس العالم 2014 في البرازيل، والمساهمة الفعالة في التتويج بكأس أمم أفريقيا 2019 بمصر. خبرته الكبيرة ومكانته المرموقة تمنح صفقة انتقاله إلى "الحواتة" قيمة مضافة، في وقت يسعى فيه الفريق لتعزيز صفوفه بخيارات قادرة على إحداث الفارق، وضمان موسم قوي في الدوري الجزائري لكرة القدم.
رحلة رايس وهاب مبولحي الاحترافية كانت استثنائية بكل المقاييس، إذ جاب عشرة دوريات مختلفة حول العالم: الفرنسي، الاسكتلندي، اليوناني، الياباني، البلغاري، الروسي، الأميركي، التركي، السعودي، وأخيراً الجزائري. هذا المسار المليء بالتحديات والنجاحات جعله من أبرز الحراس الجزائريين في تاريخ كرة القدم، ومنح تجربته في الملاعب طابع "الرحّالة الكروي" الذي يملك قدرة على التكيّف في بيئات كروية متنوعة.
ورغم قيمته التاريخية، أشار مصدر من الجهاز الفني للمنتخب الجزائري لـ"العربي الجديد"، فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن مبولحي لا يدخل حالياً في حسابات المدرب فلاديمير بيتكوفيتش (61 عاماً)، بسبب تقدمه في السن وتراجع مستواه مقارنة بفترات تألقه السابقة. لكن الأبواب قد لا تكون مغلقة تماماً، بالنظر إلى الوضعية المعقدة التي يعيشها حراس المنتخب، مع إصابة ألكسندر أوكيدجة (36 عاماً)، التي تعرض لها في تدريبات فريقه بلغراد الصربي وأنهت موسمه قبل الأوان، وتراجع مستوى أنتوني ماندريا (28 عاماً)، الذي يلعب حالياً في الدرجة الثالثة الفرنسية، مقابل قلة الخبرة الدولية لألكسيس قندوز (29 عاماً)، المنتقل حديثاً لنادي مولودية الجزائر.
وخاض رايس وهاب مبولحي 96 مباراة دولية مع منتخب الجزائر، وكان آخر ظهور له مع "الخضر" في كأس أمم أفريقيا 2024 بساحل العاج حارساً احتياطياً خلال عهد المدرب السابق جمال بلماضي (49 عاماً). واليوم، تبدو عودته إلى المنافسة المحلية فرصة لإعادة شحن طاقته وإثبات جهوزيته، وربما إحياء آماله في الدفاع عن عرين المنتخب، في حال قرر فلاديمير بيتكوفيتش البحث عن حلول عاجلة في مركز حراسة المرمى.
