توفي المخرج والممثل التونسي الفاضل الجزيري عن 77 عاماً، وذلك بعد أيام من خضوعه لعملية جراحية في القلب، بحسب ما أعلنت وزارة الثقافة التونسية صباح اليوم الاثنين. وكان الفاضل الجزيري أحد أيقونات المشهد الثقافي التونسي بما قدّمه من أعمال مسرحية وتلفزيونية، كان آخرها مسرحية "جرانتي العزيزة"، التي عُرضت ليلة أمس الأحد في إطار الدورة 59 من مهرجان الحمامات الدولي، قبل ساعات قليلة من وفاته.

وقد ظلّ الراحل يواصل تقديم أعماله الفنية في فترة مرضه، وأكّد في أكثر من تصريح صحافي أنه سيظل يمارس عمله الذي يعتبره "الأوكسجين الذي يتنفسه"، حتى آخر رمق من حياته. وامتدت مسيرة الجزيري لأكثر من 50 عاماً، بدأت سنة 1972 بتأسيس مسرح الجنوب في قفصة، عقب إنهاء دراسته في العاصمة البريطانية لندن. وقد عُرف بأعماله المشتركة مع رفيق دربه الفني الفاضل الجعايبي، حيث يُعدّان معاً من أبرز رموز المسرح التونسي، إلى جانب أسماء بارزة، مثل توفيق الجبالي، والراحلين المنصف السويسي وعلي بن عياد.

ولم تقتصر مسيرة المخرج الراحل على المسرح، إذ كانت له بصمات سينمائية بارزة، حيث شارك ممثلًا في أفلام "عبور" للمخرج محمود بن محمود، و"سجنان" لعبد اللطيف بن عمار، و"الميسيا" للمخرج الإيطالي روبرتو روسيليني. كما أخرج واحداً من أهم الأفلام التونسية وهو "ثلاثون" سنة 2007، وقدّم عروضاً موسيقية لاقت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، من أبرزها "النوبة" سنة 1991، و"الحضرة 1" سنة 1992، و"الحضرة 2" سنة 2010، وهي عروض جمعت بين التراث الموسيقي الشعبي التونسي والتراث الصوفي.

وكان آخر أعمال الفاضل الجزيري المسرحية "جرانتي العزيزة"، وهو عرض مسرحي موسيقي أُنتج سنة 2023، واستمر تقديمه خلال صيف هذا العام في عدد من المهرجانات التونسية.