
سبتمبر نت:
لم تكن مليشيا الحوثي الإرهابية لتبلغ هذا القدر من التسلّح والتصعيد لولا شبكات التهريب المعقّدة التي ترعاها إيران وتديرها بتخطيط دقيق وعبر مسارات متشابكة تمرّ عبر ثلاث قارات، لتزويد المليشيا الحوثية الارهابية بترسانة متطورة من الأسلحة، تشمل صواريخ، طائرات مسيّرة، ومواد كيميائية تُستخدم في صناعة المتفجرات.
الاعترافات الأخيرة لطاقم سفينة “الشروا”، التي تم ضبطها من قِبل قوات خفر السواحل وبحرية المقاومة الوطنية، كشفت معلومات خطيرة ومثيرة حول تلك الشبكات، وأماطت اللثام عن طرق التهريب، وأسماء القيادات الحوثية المتورطة، وطبيعة الدعم الإيراني المباشر.
حيث أظهرت اعترافات طاقم سفينة “الشروا” تفاصيل خطيرة تتعلق بعمليات تهريب السلاح الإيراني إلى مليشيا الحوثي الإرهابية، وذلك عبر شبكة تدار بدقة من قِبل الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع حزب الله.
وأظهرت التحقيقات مع طاقم السفينة التي كانت تحمل قرابة 750 طناً من الأسلحة الاستراتيجية، من بينها منظومات دفاع جوي، صواريخ بحرية، طائرات مسيّرة، ورادارات حديثة، في طريقها من إيران إلى مليشيا الحوثي عن أدوار رئيسة للحرس الثوري وحزب الله في تأمين طرق التهريب واختراق أراض دول عربية وآسيوية وأفريقية لتأمين عبور الشحنات.
وأفادت العناصر المضبوطة بمعلومات غير مسبوقة حول معسكرات للحوثيين داخل إيران، يديرها ضباط إيرانيون، وعلى رأسهم المدعو محمد جعفر الطالبي، المكلّف بالتنسيق المباشر مع المليشيا.
كما تضمنت الاعترافات تفاصيل دقيقة حول نوعية الأسلحة المهربة، بما في ذلك مواد كيميائية تستخدم في تصنيع الصواريخ والمتفجرات.
وأضح المهربون أن هناك ثلاثة مسارات يتم خلالها تهريب الأسلحة، المسار الأول يتم مباشرة من ميناء بندر عباس إلى ميناء الصليف، والمسار الثاني عبر نقل الشحنات إلى السواحل الصومالية بواسطة الحرس الثوري، والثالث عبر غطاء تجاري من جيبوتي، حيث تتولى عناصر محلية نقلها إلى الحديدة.
وأكد أربعة من المهربين، وهم: عامر مساوى، علي أحمد قصير، عيسى قصير، وعبدالله عفيفي، أنهم دخلوا إيران ضمن خلايا تهريب متعددة، وقاموا بنقل شحنات من ميناء بندر عباس إلى الحديدة، بعضها احتوى على مواد كيميائية خطرة.
فيما اعترف الثلاثة الآخرون، محمد عبده طلحي، محمد سليمان مزجاجي، وأشرف زين عبدالله، بالمشاركة في تهريب شحنات أخرى عبر جيبوتي.
وأشارت الاعترافات إلى استغلال رحلات مطار صنعاء إلى الأردن لنقل أفراد الخلايا إلى لبنان، حيث يتولى حزب الله استقبالهم وتسهيل انتقالهم إلى سوريا ثم إلى طهران، إضافة إلى استخدام طريق آخر عبر سلطنة عمان.
كما أوضح المتهمون أن بعض الشحنات تم تهريبها في حاويات تبريد خاصة تُضبط حرارتها بدقة عالية للحفاظ على المواد الكيميائية.
وأكدوا أنهم كانوا يعبرون مضيق باب المندب ليلاً من جهة الغرب، قرب السواحل الإريترية، لتفادي المراقبة والدوريات البحرية.
وفي سياق الاعترافات، تم الكشف عن أسماء عدد من القيادات الحوثية المسؤولة عن عمليات التهريب داخل الحديدة، من أبرزهم: حسين حامد، حمزة محسن العطاس، محمد درهم قاسم المؤيد (المعروف بـ”إبراهيم المؤيد”)، يحيى محمد حسن قاسم العراقي (الملقب بـ”يحيى جنية”)، فيصل أحمد غالب الحمزي، بالإضافة إلى إياد محمد عمر مقبول عطيني، ووائل محمد سعيد عبدالودود، وعمر أحمد عمر حاج، الذين يعملون كمساعدين للعطاس.
وتأتي هذه الاعترافات عقب إعلان قوات خفر السواحل والمقاومة الوطنية، منتصف يوليو الماضي، عن ضبط شحنة ضخمة تزن 750 طناً من الأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة كانت في طريقها إلى الحوثيين، في واحدة من أكبر عمليات الضبط التي تؤكد استمرار إيران في تهريب الاسلحة لمليشيا الحوثي الارهابية.
ظهرت المقالة اعترافات تكشف مسارات تهريب الأسلحة الإيرانية لمليشيا الحوثي الإرهابية أولاً على سبتمبر نت.