
كشف طاقم سفينة "الشروا" التي ضبطتها المقاومة الوطنية مؤخرًا، والتي تحمل 750 طنًا من الأسلحة الاستراتيجية، عن معلومات خطيرة تكشف آليات الدعم الإيراني لمليشيا الحوثي في اليمن، ودور الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في إدارة شبكة التهريب العابرة للحدود.
العناصر السبعة المسؤولون عن خلية التهريب، قدموا اعترافات موثقة، بثها إعلام المقاومة الوطنية مساء اليوم السبت، أوضحوا خلالها تفاصيل نقل الأسلحة والمواد الكيميائية الحساسة، وأسماء قيادات الحوثيين المشرفة، إضافة إلى طرق تجنيد بحارة يمنيين وصوماليين وهنديين للعمل ضمن الخلايا.
وذكر عناصر الخلية أن العمليات تشمل تهريب أسلحة كيمائية وحربية إلى اليمن عبر ثلاثة مسارات بحرية وبرية وجوية، إضافة إلى استغلال رحلات جوية وعبر قوارب، فضلًا عن وجود معسكرات تدريب في إيران تديرها مليشيا الحوثي تحت إشراف إيراني مباشر.
- هيكل الخلية ومسارات التهريب:
تضم الخلية سبعة عناصر شاركوا في تهريب شحنات أسلحة ومواد كيميائية من ميناء بندر عباس الإيراني إلى ميناء الصليف اليمني، الواقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي، إضافة إلى عمليات تهريب من ساحل الصومال وميناء جيبوتي.
اعترف الأربعة الأساسيون بأنهم دخلوا إيران عبر خلايا متعددة وشاركوا في نقل أسلحة عبر بحر عمان والبحر الأحمر، مستخدمين تقنيات متقدمة في التمويه والتنقل، مع تعاون مباشر مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.
وكشف إعلام المقاومة الوطنية عن رحلات جوية استُغلت من صنعاء إلى الأردن ثم لبنان وسوريا وطهران، لتسهيل انتقال خلايا التهريب، مع طرق بحرية بديلة عبر سلطنة عمان لضمان وصول الأسلحة إلى اليمن رغم المحاولات الدولية لقطع خطوط الإمداد.
وأشارت الاعترافات إلى وجود معسكر رئيسي في طهران يديره مسؤول حوثي بالتنسيق مع الحرس الثوري، حيث يخضع المهربون لتدريبات وإجراءات تنظيمية قبل نقلهم إلى معسكرات مصغرة في بندر عباس أو مباشرة عبر البحر.
- الأسلحة والمواد الكيميائية المهربة:
أكد عناصر الخلية، في اعترافاتهم، استخدام حاويات تبريد خاصة محكومة بدرجة حرارة معينة، معدة من خبراء إيرانيين، لتهريب مواد كيماوية حساسة تدخل في صناعة الصواريخ والمتفجرات، مثل الهيدرازين والنيتروجين السائل.
الشحنات تضمنت معدات وأجهزة مموهة كمولدات كهربائية ومضخات هواء، ولكن فتحها كشف عن أسلحة متطورة مثل صواريخ مفككة وطائرات مسيرة ومنظومات دفاع جوي ورادارات، تكذب ادعاءات الحوثي بالتصنيع الحربي المحلي.
وأشار عناصر الخلية إلى عدم تعرضهم لأي اعتراض من الدوريات البحرية الدولية أثناء عبور مضيق باب المندب، مؤكدين أنهم يستخدمون المسار الغربي قرب السواحل الإريترية لتفادي الدوريات الأمنية، الأمر الذي يكشف عن وجود ثغرات كبيرة في الرقابة الدولية.
- تورط قيادات الحوثي واستغلال الصيادين:
كشفت الاعترافات عن تورط شبكة قيادات عليا في مليشيا الحوثي الإرهابية في دعم عمليات التهريب، وتوسع نشاطها الإجرامي بما يعزز قبضتها على المناطق التي تسيطر عليها.
وأورد المضبوطون أسماء قيادات حوثية بارزة تدير شبكة التهريب في الحديدة، منها حسين حامد حمزة محسن العطاس، ومحمد درهم قاسم المؤيد ("إبراهيم المؤيد")، ويحيى محمد حسن قاسم العراقي ("يحيى جنية").
يتولى العطاس مسؤوليات مركزية في تنسيق عمليات التهريب، بدعم من معاونيه إياد محمد عمر مقبول عطيني، ووائل محمد سعيد عبدالودود، وعمر أحمد عمر حاج مساعدين في التنظيم والتنفيذ.
وبحسب شهادات الخلية؛ فإن هذه القيادات الحوثية تشرف على عمليات التخطيط، والتمويل، وتحركات الشحنات، مما يثبت أن التهريب جزء من استراتيجية حوثية منظمة لا تتوقف عند المستويات الميدانية فحسب.
هذا وتحدث العناصر عن استغلال مليشيا الحوثي حاجتهم المادية لتجنيدهم في التهريب، مضيفين أن ادعاءات التصنيع الحربي الحوثي كاذبة، وأن جميع الشحنات التي نقلوها كانت مستوردة من إيران أو عبر طرق التهريب الأخرى.
وأوضحوا أنهم مروا بظروف تجنيد قاسية في الحديدة وإيران، مؤكدين استغلال مليشيا الحوثي لجهلهم وحاجتهم الاقتصادية في العمل على مهام تهريب خطيرة تعرضهم للاستهداف.