
شهدت مباراة المنتخب الجزائري ونظيره الجنوب أفريقي، ضمن الجولة الثانية من منافسات كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين "الشان"، جدلاً تحكيمياً واسعاً، بعد لقطات أثارت الكثير من التساؤلات، على غرار هدف التعادل لمنتخب جنوب أفريقيا، إضافة إلى عدم احتساب ركلتي جزاء لـ "الخُضر" في الدقائق الأخيرة من المباراة، لتنتهي المواجهة بنتيجة التعادل، وأدلى الحكم المونديالي السابق جمال الشريف برأيه حول تلك الأحداث.
وقال خبير التحكيم لـ"العربي الجديد" إنه في الدقيقة الخامسة والأربعين، أي مع نهاية الشوط الأول، تمكن منتخب جنوب أفريقيا من إحراز هدف التعادل عبر اللاعب تابيسو كوتوميلا (32 عاماً)، وذلك إثر كرة مرفوعة من زميله منزي ماسوكو (32 عاماً) الذي لعب كرة طويلة خلف مدافعي المنتخب الجزائري. وأوضح الشريف أن مهاجم جنوب أفريقيا كان في وضعية سليمة لا تُعتبر تسللاً بوجود زميله في موقف صحيح، إذ استلم الكرة خلف المدافعين، وكان آخر مدافعي المنتخب الجزائري، وهو الظهير الأيمن رضا حلايمية (28 عاماً)، أقرب إلى خط المرمى لحظة لعب الكرة، مؤكداً أن الحالة لا تتضمن تسللاً.
وعن اللقطة الثانية المثيرة للجدل، قال الحكم الدولي السابق جمال الشريف إن المهاجم البديل لحلو أخريب (20 عاماً) استحوذ على الكرة وتقدم بها قليلاً، وعند اقتراب مدافع منتخب جنوب أفريقيا باتجاهه، قام أخريب بلمس الكرة بقدمه اليمنى محاولاً التقدم لمتابعتها. وأشار إلى أن مدافع جنوب أفريقيا رفع يده ملامساً ذراع المهاجم الجزائري، لكن من دون أن يقوم بأي دفع أو تدخل يؤثر على حركة اللاعب أو قدرته على اللحاق بالكرة. وأضاف أن المهاجم الجزائري عندما شعر بعدم قدرته على السيطرة على الكرة أو تبرير موقفه في اللعب، سقط متأخراً قرب خط مرمى الفريق المنافس داخل منطقة الجزاء. وأكد الحكم الدولي السابق أنه لا وجود لمخالفة في هذه الحالة، وأن قرار الحكم كان صحيحاً، نظراً لأن تدخل المدافع كان طبيعياً، ولم يتضمن مخالفة تستوجب العقوبة.
وأضاف الحكم المونديالي السابق جمال الشريف، بخصوص عدم احتساب ركلة جزاء أخرى لصالح مهاجم منتخب الجزائر للمحليين مهدي مرغم، إن عبد الرحمن مزيان مرر كرة بينية من خارج منطقة الجزاء باتجاه زميله مهدي مرغم الذي سيطر على الكرة، وحاول مراوغة مدافع منتخب جنوب أفريقيا. وأوضح أن المدافع مدّ قدمه اليسرى باتجاه الكرة، بحيث أصبحت قدمه خلفها من دون أن يلمسها، وفي تلك اللحظة، تمكن المهاجم الجزائري من تحويل الكرة بباطن قدمه اليمنى إلى الأمام متجاوزاً القدم الممدودة. وبعد ذلك، تحركت قدم المدافع بشكل طبيعي للأمام لتلامس قدم اللاعب الجزائري، قبل أن يقوم المدافع بسحب قدمه للخلف في محاولة لتفادي العرقلة.
وختم الشريف بالقول إن قرار الحكم كان سليماً باستمرار اللعب، إذ لا وجود لمخالفة، وهو ما أكده بعد مراجعة تقنية الفيديو، إذ تبين أن سقوط مرغم كان متأخراً ومبالغاً فيه بهدف محاولة الحصول على ركلة جزاء غير موجودة. وبناءً على ذلك، اتخذ الحكم قراراً باحتساب الحالة تمثيلاً، وإشهار البطاقة الصفراء للاعب الجزائري. وختم الحكم الدولي السابق كلامه بأن القرار صحيح من حيث عدم احتساب المخالفة، لكن من الممكن أن يتفادى الحكم إشهار الإنذار في ظل وجود تلامس بسيط لم يرتقِ إلى مستوى المخالفة.

أخبار ذات صلة.
