روسيا تبدأ بإنشاء أول محطة نووية في كازاخستان
عربي
منذ 3 ساعات
مشاركة

شهدت مقاطعة ألما آتا في جمهورية كازاخستان، الدولة السوفييتية السابقة، اليوم الجمعة، انطلاق أعمال بناء أول محطة نووية في البلاد، وذلك في إطار مشروع تنفذه شركة "روس آتوم" الروسية، الرائدة عالميًا في مجال إنشاء المحطات الكهروذرية، بما في ذلك محطة الضبعة النووية، شمالي مصر.

وخلال مراسم تدشين أعمال البناء في بلدة أولكين، الواقعة في ضواحي العاصمة الكازاخية السابقة ألما آتا، أوضح رئيس وكالة الطاقة الذرية في كازاخستان ألماسادام ساتكالييف أن تحقيق المشروع سيتيح لكازاخستان "تكوين جيل جديد من الخبراء ذوي الكفاءة، وتعزيز القاعدة العلمية والبحثية، وخلق الظروف لنقلة تعليمية وتكنولوجية". وأضاف أن إجمالي الاستثمارات في المشروع سيبلغ نحو 14 إلى 15 مليار دولار، بالإضافة إلى مليار دولار أخرى ستخصص لمشاريع اجتماعية.

من جهته، صرّح المدير العام لشركة "روس آتوم" أليكسي ليخاتشوف قائلاً: "ستصبح المحطة النووية مشروعًا استراتيجيًا وقاطرة رئيسية لتطوير الصناعة النووية، والبنية التحتية الإقليمية، والتقدم الصناعي والابتكاري، والنمو الاقتصادي طويل الأجل". وبذلك تكون كازاخستان قد باشرت بإنشاء أول محطة نووية على أراضيها بعد سنوات من الجدل والنقاش المجتمعي، وصولًا إلى طرح السلطات الكازاخية مسألة بناء المحطة في استفتاء شعبي أُجري في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2024، وأسفر عن تصويت أكثر من 70% من السكان بـ"نعم".

ورغم أن كازاخستان تملك أكثر من 40% من الإنتاج العالمي من اليورانيوم، إلا أن قضايا الطاقة النووية لا تزال تثير حساسية شديدة لدى الرأي العام الكازاخي، بسبب المواقف المنتقدة من قبل قطاع واسع من المواطنين حيال المشروع، نتيجة التداعيات الكارثية لاختبارات الأسلحة النووية التي أُجريت في ميدان سيميبالاتينسك للتجارب النووية خلال الحقبة السوفييتية.

ويُعتبر ميدان سيميبالاتينسك من أبرز الصفحات الشائكة في تاريخ كازاخستان ضمن الاتحاد السوفييتي، إذ أجرت موسكو أول اختبار نووي فيه في 29 أغسطس/ آب 1949. وحتى عام 1989، نُفّذ في الميدان ما لا يقل عن 468 اختبارًا نوويًا، فوق الأرض وتحتها، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، التي تشير إلى أن مئات الآلاف من الأشخاص تعرضوا للإشعاع على مدى أربعة عقود وسط تعتيم السلطات السوفييتية حينها، قبل أن تنكشف الحقائق بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ونيل كازاخستان استقلالها.

وقد أُجري آخر اختبار في أكتوبر/ تشرين الأول 1989، وأُغلق الميدان في أغسطس/ آب 1991، مع دخول الاتحاد السوفييتي مرحلة الانهيار الأخيرة. كما تُضاف إلى هذه الخلفية المؤلمة حالة الرعب النووي التي عمّت العالم عقب انفجار محطة تشيرنوبيل النووية في جمهورية أوكرانيا السوفييتية في إبريل/ نيسان 1986، في ما يعد أسوأ كارثة نووية في تاريخ البشرية، إذ أسفر الانفجار عن انبعاث 190 طنًا من المواد المشعة، وأثار شكوكًا واسعة حول أمان الطاقة النووية على مستوى العالم.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية