
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الخميس، تسجيل أربع حالات وفاة جديدة بسبب تفشّي المجاعة وسوء التغذية، تزامناً مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية للشهر الثاني والعشرين على التوالي. وأوضحت الوزارة، في إحاطة صحافية، أنّ العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية في غزة ارتفع إلى 197 شهيداً، من بينهم 96 طفلاً، محذّرة من خطورة تفاقم الأزمة في ظل استمرار منع إدخال المساعدات الغذائية إلى القطاع.
والرضيع الفلسطيني محمد زكريا عصفور كان من بين ضحايا التجويع، حيث توفي الخميس في مستشفى ناصر جنوبي قطاع غزة، متأثراً بسوء تغذية ناجم عن التجويع الإسرائيلي الممنهج وغياب العلاج والحصار المرافق للإبادة. وأفاد مصدر طبي وكالة الأناضول، بأنّ محمد (عام وأربعة شهور) فارق الحياة نتيجة إصابته بمضاعفات التجويع، وسط عجز المستشفيات عن تقديم الرعاية اللازمة بسبب النقص الحاد في الغذاء والدواء.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر الطفل ممدداً على سرير المستشفى، وبدت عليه علامات الضعف، فيما برزت عظام أضلعه. وتتكرر الوفيات، خاصة بين الأطفال الرضع، بفعل الحصار المستمر على قطاع غزة والتجويع الإسرائيلي الممنهج، ومنع دخول المساعدات الإنسانية والغذائية ونقص الغذاء والدواء.
وسبق أن قالت مسؤولة طوارئ أولى في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا": "لدينا في أونروا ما يعادل حمولة 6,000 شاحنة، نصفها من المواد غذائية والأدوية المنقذة للحياة، ولا تبعد سوى ساعات عن غزة". ووفقاً لبيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإنّ إجمالي عدد شاحنات المساعدات التي دخلت قطاع غزة منذ 10 أيام بلغ 853 شاحنة فقط، من أصل نحو 6,000 شاحنة كان ينبغي أن تدخل خلال الفترة نفسها، أي بمتوسط 85 شاحنة يومياً.
بحسب البيانات التي عممها المكتب، فإن قطاع غزة يحتاج إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة يومياً من المساعدات والوقود لتأمين الحد الأدنى من احتياجات القطاعات الصحية، والخدماتية والغذائية. وذكرت تقارير منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أن هناك أكثر من 70 ألف طفل في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية الحاد. بينما يواجه 2.1 مليون فلسطيني خطر انعدام الأمن الغذائي، من بينهم 785 ألف طفل حرموا من الغذاء الصحي، وقد تضاعفت معدلات سوء التغذية بين الأطفال 3 مرات خلال الأشهر الأخيرة.
