3 جرائم أسرية “مرعبة” تهز مناطق سيطرة الحوثيين والحكومة ترجع أسباب تفشي ظاهرة قتل الأقارب إلى “التعبئة الطائفية” (رصد خاص)
أهلي
منذ 17 ساعة
مشاركة
شهدت عدد من المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، خلال الساعات الماضية، سلسلة من الجرائم الأسرية التي ارتكبها أزواج ضد أقربائهم من الأصهار والأنساب، وأودت بحياة أقارب من الدرجة الأولى.  وتنوّعت الجرائم بين عمليات قتل مباشرة وطعنات غادرة وإطلاق نار عشوائي، نفذها أفراد ضد أقارب من عائلاتهم، في ظل انفلات أمني واسع وغياب لأي رادع قانوني من قبل سلطات الأمر الواقع، في حين أرجعت الحكومة اليمنية أسباب تفشي ظاهرة قتل الأقارب إلى "التعبئة الطائفية الحوثية". الزوج قاتل والحماة ضحية  البداية كانت من محافظة عمران (شمالي اليمن)، حيث سُجلت أولى هذه الجرائم المأساوية، حين أقدم رجل على قتل عمه، الذي يُعد والد زوجته، في حادثة أثارت صدمة واسعة في المجتمع المحلي.  وفي اليوم التالي، تكررت المأساة في العاصمة صنعاء، وتحديدًا في حي الأمير الصنعاني، حيث طعن شابٌ عمه (والد زوجته) أثناء خروجه من المسجد بعد أداء صلاة العشاء، وذلك أمام منزله، ما أدى إلى وفاته على الفور، في جريمة وثّقتها شهادات من الأهالي.  ولم تمضِ سوى 48 ساعة حتى اهتزت منطقة "رُهم قاع القيضي" التابعة لمحافظة صنعاء، حيث أقدم مسلح على إطلاق النار على أفراد من أسرة زوجته عقب مشادة كلامية أثناء محاولته أخذ زوجته من بيت والدها.  وبحسب مصادر محلية، توجه الجاني إلى منزل والد زوجته بهدف أخذها معه، إلا أن مشادة كلامية حادة نشبت بينه وبين أهلها، تطورت إلى مواجهة مسلحة، أطلق خلالها النار بشكل عشوائي، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص من أسرة الزوجة، قبل أن يفر من المكان.  صهير يقتل زوجته ونجله وعمه وشهدت مديرية حبيش بمحافظة إب (وسط اليمن)، واحدة من أبشع الجرائم الأسرية، بعد أن أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين، بينهم عدد من النساء والأطفال، إثر خلاف عائلي تطور إلى إطلاق نار مباشر داخل مركبة عائلية.  وبحسب مصادر محلية، تعود تفاصيل القضية إلى يوم الجمعة الماضية، حين قرر المواطن "أحمد محمد علي حاميم" العودة من العاصمة صنعاء إلى قريته "عانص" بمديرية حبيش لجمع بناته، تمهيدًا لخِطبة كان يجهز لها لنجله.  وفي طريقه، اصطحب إحدى بناته من منطقة السحول برفقة أطفالها، ثم توجه إلى قرية الشتورة لأخذ ابنته الثانية، إلا أن زوجها "عيسى المنيعي" رفض السماح لها بالمغادرة بسبب خلافات سابقة. وأثناء توقفه بسيارته أمام منزل صهره، تطور النقاش إلى مشادة، قبل أن يُقدم الأخير على فتح النار باتجاه المركبة.  ووفق المعلومات، أسفرت الجريمة عن مقتل المواطن أحمد حاميم متأثرًا بإصابته بطلق ناري، إلى جانب مقتل ابنته الحامل في شهرها الخامس، وحفيدته (ابنة ابنته) بطلق ناري في الفم، فيما أُصيب حفيد آخر له بشظايا في القدم، ولاذ الجاني بالفرار.  كما أُصيبت زوجة الجاني، وهي ابنة حاميم الثانية، بطلق ناري في الذراع والكتف، وتوصَف حالتها بالحرجة، وقد تواجه خطر بتر ذراعها، فيما أُصيب طفل الجاني (6 سنوات) بشظايا نارية خلال الحادثة.  تكرار هذه الجرائم خلال فترة زمنية قصيرة أثار موجة استياء واستغراب في الشارع اليمني، خاصة أن القاسم المشترك بينها هو تحوّل الخلافات الزوجية إلى اعتداءات مسلحة تزهق أرواح الأبرياء، في ظل انفلات أمني تشهده المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين.  ويرجع مختصون اجتماعيون أسباب تفاقم العنف الأسري إلى مزيج من العوامل، أبرزها ضعف الثقافة القانونية، وغياب الوازع الديني، وتفشي الجهل، وانتشار تعاطي القات والمواد المخدرة، إضافة إلى التأثيرات السلبية للأوضاع المعيشية نتيجة الحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي منذ عقد.  تعبئة حوثية وجيل قاتل  وفي السياق، قالت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً إن هذه الجرائم الأسرية البشعة تمثل نتيجة مباشرة للتعبئة الطائفية المتطرفة والتحريض المنهجي الذي تمارسه جماعة الحوثي منذ سنوات، عبر ما تسميه بـ"الدورات الثقافية" و"المراكز الصيفية" التي تحولت إلى معسكرات لتجنيد النشء بالأفكار العنيفة والتكفيرية.  وذكر وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، في تصريح نشرته وكالة الأنباء اليمنية سبأ (رسمية)، أن محافظتي إب وصنعاء شهدتا خلال أقل من 24 ساعة جريمتين مروعتين راح ضحيتهما عشرة مدنيين، بينهم آباء وأمهات وأطفال، قُتلوا على يد أقاربهم.  وأشار "الإرياني" إلى أن هذه الجرائم الأسرية البشعة تشير إلى تصاعد خطير ومقلق في ظاهرة قتل الأقارب والعنف الأسري داخل مناطق سيطرة جماعة الحوثي، في ظل تدهور غير مسبوق في الأوضاع المعيشية والاجتماعية والنفسية، وانتشار السلاح، والانفلات الأمني الممنهج.  ولفت وزير الإعلام إلى أن ما يُعرف بـ"المراكز الصيفية" ليست أنشطة تعليمية أو تربوية كما تزعم الميليشيات، بل أدوات ممنهجة لإنتاج جيل متطرف يبرر العنف والقتل حتى داخل الأسرة الواحدة.  وحذر الوزير من خطورة هذا المشروع الحوثي الطائفي على النسيج الاجتماعي اليمني وتماسك الأسر، مؤكداً أن كل طفل أو شاب خضع لغسيل أدمغة داخل هذه "الدورات الثقافية" هو مشروع قاتل محتمل، وكل بيت في مناطق سيطرة الحوثي مهدد بالانفجار من الداخل في أي لحظة.  وحمل الإرياني جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن تفشي هذه الجرائم والانهيار الأخلاقي والاجتماعي في المجتمع، نتيجة لسياساتها التدميرية وتغذيتها المستمرة لثقافة الموت والكراهية باسم الدين.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية