
نفت بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال (أوصوم) قطعاً التقارير الإعلامية التي تحدثت عن سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف قواتها خلال اشتباكات مع حركة الشباب في بلدة بارييري الواقعة جنوبي مقديشو.
وقالت البعثة، في بيان صحافي لها أمس الأحد، إنّ مزاعم الحركة حول تدمير ناقلات جند مدرعة تابعة للبعثة وانسحاب قوات الأخيرة من البلدة بعد معارك عنيفة "عارية تماماً عن الصحة"، وأكدت أن قواتها، بالتنسيق مع الجيش الصومالي شنّت هجوماً واسع النطاق لاستعادة السيطرة على بلدة بارييري اعتباراً من الأول من أغسطس/آب الجاري. وأضاف البيان أن العملية المشتركة أسفرت عن "خسائر كبيرة في صفوف الإرهابيين"، إذ جرى القضاء على أكثر من 50 عنصراً من حركة الشباب، بالإضافة إلى إصابة عدد كبير منهم بجروح خطيرة.
وقال السفير الحاج إبراهيم ديين، الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي لدى الصومال، إنّ "قوات أوصوم والجيش الصومالي عازمة على تحرير بلدة بارييري وغيرها من المناطق التي لا تزال تحت سيطرة حركة الشباب، من أجل ضمان الأمن والسلام الدائمَين لشعب الصومال".
وفي سياق متصل، أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) أنها نفذت ضربات جوية بالقرب من بلدة بارييري في إقليم شبيلي السفلى يوم 1 أغسطس/آب، استهدفت مقاتلي حركة الشباب، وذلك دعماً للعملية العسكرية التي تقودها الحكومة الفيدرالية الصومالية.
وأوضحت أفريكوم، في بيان صدر يوم الجمعة، أن الضربات الجوية نُفذت "بهدف دعم القوات الصومالية في تصديها لمسلّحي حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة"، مؤكدة أن الولايات المتحدة "تواصل العمل جنباً إلى جنب مع الحكومة الفيدرالية الصومالية وقواتها المسلحة لتقويض قدرات الحركة على التخطيط وشنّ هجمات تهدّد الأمن الأميركي في الداخل والخارج".
ولم تكشف القيادة الأميركية عن تفاصيل الوحدات المشاركة أو نوع الأسلحة المستخدمة في الغارة الجوية، مشيرة إلى أن ذلك يعود لأسباب تتعلق بأمن العمليات، كما لم يصدر أي توضيح حول الخسائر البشرية أو الأضرار الناجمة عن الضربة.
وتأتي هذه التطوّرات في وقت تشهد فيه منطقة شبيلي السفلى تصاعداً في وتيرة المواجهات المسلّحة، إذ ادّعت حركة الشباب مؤخراً أنها قتلت 20 جندياً أوغندياً من قوات الاتحاد الأفريقي (أتمس) ودمّرت عدداً من الآليات العسكرية، وهي ادّعاءات لم يجر التأكد منها على نحوٍ مستقل حتى الآن.
وتقع بلدة بارييري على بعد نحو مئة كيلومتر من العاصمة مقديشو، وتُعد من المناطق الاستراتيجية الواقعة بإقليم شبيلى السفلى، وغالباً ما تشهد عمليات كرّ وفر بين القوات الحكومية ومسلحي حركة الشباب. وتشكل منطقة شبيلي السفلى إحدى أبرز معاقل الحركة، إذ تشنّ منها هجمات متكررة تستهدف القوات الصومالية والدولية.
