تجويع غزّة يغيّر خطاب الديمقراطيين الأميركيين تجاه إسرائيل
عربي
منذ ساعتين
مشاركة

أحدثت صور المجوعين القادمة من قطاع غزّة هزة في الأوساط السياسية الأميركية، انعكست على لهجة المعتدلين من الحزب الديمقراطي الذين باتوا يتبنون سياسة أكثر انتقادا لإسرائيل، خاصة مع ازدياد الغضب من قبل الناخبين الأميركيين من الحرب، والقلق من انعكاس ذلك على موقفهم في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، التي من المتوقع أن يسعى خلالها الحزب لاستعادة السيطرة على مجلس النواب والحصول على عدة مقاعد في مجلس الشيوخ.

وبحسب تقرير لصحيفة بوليتكو الأميركية اليوم الاثنين، فإن النائب الديمقراطي ريتشي توريس والذي يعد أحد أبرز الصهاينة في الحزب، بدأ في التشكيك في إسرائيل، في ظل صدمة العالم من صور الأطفال الفلسطينيين المجوعين، مشيرة إلى أن هذا التحول الدقيق من مدافع صريح ومخلص لإسرائيل يشير إلى مدى تراجع الديمقراطيين عن دعمهم المطلق لإسرائيل.

وقال توريس في مقابلة الأسبوع الماضي "على جميع الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل، التزام أخلاقي ببذل كل ما في وسعها لتخفيف المعاناة والجوع اللذين استشريا في قطاع غزة"، دون أن ينكر التزامه بالدفاع عن إسرائيل، لكنه انتقد في الوقت ذاته الحرب على غزة التي وصفها بأنها "حرب لها أهداف استراتيجية غير واضحة المعالم".

يأتي ذلك فيما صوتت أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لصالح قرار يحظر بيع الأسلحة إلى إسرائيل، في تغيير ملحوظ بموقف الحزب منذ بدء الصراع. وقال مسؤول سابق في إدارة جو بايدن، رفض الكشف عن اسمه للصحيفة، إن تصويت أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين على منع مبيعات الأسلحة لإسرائيل "كان أمراً لا يمكن تصوره حتى قبل بضعة أشهر"، لكنه قلل في الوقت ذاته من الأزمة التي قد تخلقها الحرب بالنسبة للقاعدة الانتخابية.

وقال السيناتور جاك ريد، عضو مجلس الشيوخ، والذي صوت بجانب زملائه الديمقراطيين لصالح حظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، إن "الوقائع على الأرض تشير إلى أن لدى إسرائيل مزايا تكتيكية كبيرة وأنها قادرة على إيصال الغذاء والدواء بكل فعالية، ما يطرح سؤالا حول عدم الالتزام بالقوانين الإنسانية والسماح بإدخال المساعدات".

وفيما عبر السيناتور الديمقراطي برايان شاتز عن إدانته الشديدة لاستخدام التجويع سلاحا سياسيا أو عسكريا، قال "مهما كانت آراء المرء (يمين، يسار، وسط) حول هذه الحرب، فهذا أمر مرفوض تمامًا (التجويع)، ولا يساهم في جعل إسرائيل أو الإسرائيليين أو اليهود آمنين". وتشير صحيفة بوليتكو نقلا عن السيناتور جون فيترمان، المؤيد المتشدد لإسرائيل، قوله، إن القرارات التي عارضها ضد إسرائيل كان بسبب إلقاء الديمقراطيين باللوم على إسرائيل في حين يرى أن من يتحمل المسؤولين هو حماس وإيران، بحسب زعمه. وأضاف "صور الأطفال الجائعين تنتشر عبر الإنترنت لكن لم يصرح أحد بالمرة أنها مجاعة حقيقة".

ولم تقتصر الانتقادات في الحزب الديمقراطي، إذ ظهرت أصوات من حركة ماغا وعبّرت عن أدانتها لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والأزمة الإنسانية في قطاع غزة، في حين وصفت النائبة عن الحزب الجمهوري، مارغوري تايلور غرين، الوضع في غزة بأنه إبادة جماعية. كما وصلت الانتقادات إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه الذي لمح إلى أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الرئيسية عن الوضع في غزة، قبل أن يتراجع بعد أيام داعيا حماس إلى الاستسلام وإطلاق سراح المحتجزين.

كما قال نيد برايس، الذي شغل منصب المتحدث باسم وزارة الخارجية ونائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة خلال إدارة جو بايدن "إن منح إسرائيل شيكًا مفتوحًا، وخاصةً مع هذه الحكومة الإسرائيلية، يتعارض جوهريًا مع مصالح وقيم الحزب الديمقراطي". وأضاف: "أعتقد أن مواصلة نتنياهو للحرب جعلت هذا التحول لا رجعة فيه من نواح عديدة".

إضافة إلى ذلك، تدلل الصحيفة على تراجع دعم إسرائيل، بالمزاج العام الأميركي، إذ تقول إن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة غالوب هذا الأسبوع، أظهر تراجع نسبة تأييد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى 8% بين الديمقراطيين، وهي أدنى نسبة حتى الآن. كما تقول إن ترشيح زهران ممداني لمنصب عمدة نيويورك على الرغم من إنفاق ملايين الدولارات على مهاجمته بسبب موقفه من إسرائيل في مدينة ذات كثافة سكانية يهودية عالية، يعد مؤشرا واضحا حول الموقف من الحرب على غزة.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية