
اقترح علماء صينيون حلاً يمكن أن يعزز بشكل كبير احتمالات قدرة الطائرات بدون طيار على التهرب من الدفاعات الجوية المتقدمة، وذلك عقب نجاح الدفاعات الجوية الأوكرانية المتقدمة في إسقاط نحو تسع من كل عشر طائرات روسية بدون طيار، وفقا لتقديرات أوكرانية. وكانت بيانات القوات الجوية الأوكرانية قد أفادت مؤخراً أن حوالى 15 في المائة من الطائرات بدون طيار اخترقت دفاعاتها بين إبريل/ نيسان، ويونيو/ حزيران الماضي، ارتفاعاً من 5 في المائة فقط في السابق.
وفي ورقة بحثية نُشرت في مجلة الدفاع الصينية في يوليو/ تموز الماضي، اقترح مجموعة من مهندسي الفضاء والطيران الصينيين وباحثي الدفاع، تعزيزًا تكنولوجيًا جذريًا للطائرات المقاتلة بدون طيار من شأنه أن يزيد بشكل كبير من قدرتها على البقاء على قيد الحياة بنسبة تصل إلى ما يقرب من 90 في المائة. وكان جوهر الاقتراح، بحسب الورقة، "تركيب معززات صاروخية مدمجة مثبتة على الجانب لطائرات بدون طيار صغيرة أو متوسطة الحجم حتى تتمكن من القيام بمناورات فورية عالية الجاذبية في الثواني الأخيرة قبل اصطدام الصاروخ". وبحسب الباحثين، فإن نظام "التهرب النهائي" يسمح للطائرات بدون طيار بإجراء تغييرات مفاجئة وغير متوقعة في مسارها، بحيث لا تستطيع حتى الصواريخ الأكثر تطوراً تعقبها أو متابعتها. وفي عمليات محاكاة رقمية موسعة ومفصلة في الورقة البحثية الصينية، شهد النظام تحسناً هائلاً في معدلات البقاء على قيد الحياة، حيث تجاوزت 87 في المائة.
في سياق متصل، كان محللون عسكريون صينيون قد دعوا في وقت سابق إلى إجراء تغييرات هيكلية داخل الجيش الصيني لمواجهة التهديد المتزايد للهجمات بالطائرات المسيّرة. وفي مقال نشرته صحيفة جيش التحرير الشعبي الصيني، قال الخبراء إنه من المرجح للغاية أن ينشئ الجيش الصيني وحدات قتالية متخصصة لمكافحة الطائرات بدون طيار قادرة على "الاستجابات السريعة" للتهديدات غير المأهولة مع معالجة عدم كفاءة الوحدات التقليدية متعددة المهام. ولفت المقال إلى أن الطائرات المسيّرة لعبت دوراً حاسماً بشكل متزايد في الصراعات الإقليمية الأخيرة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، والصراع بين الهند وباكستان، والضربات الأخيرة بين إسرائيل وإيران. وتشير المقالة التي نشرتها وكالة الأنباء العسكرية الشهر الماضي إلى أن بكين أخذت علماً بخطة أميركية لردع أي عدوان من جانب جيش التحرير الشعبي عبر مضيق تايوان من خلال نشر آلاف الأنظمة غير المأهولة في ما تسميه استراتيجية "مشهد الجحيم".
استخلاص العبر
وكانت الصين قد أبدت اهتماماً بما عُرف بعملية "شبكة العنكبوت" الأوكرانية التي استهدفت سرباً من الطائرات الروسية، وألحقت بها أضراراً جسيمة مطلع شهر يونيو/حزيران الماضي. وقالت وسائل إعلام صينية، إنّ الهجمات الأوكرانية التي تستهدف القواعد الجوية في عمق الأراضي الروسية، على الرغم من افتقارها إلى الصواريخ أو القاذفات بعيدة المدى، يمكن أن تقدم دروساً مهمّة حول الحرب الحديثة في حالة نشوب أي صراع في مضيق تايوان. وأضافت أن "النهج المبتكر لم يكن مفاجأة مباغتة لموسكو فحسب، بل كان أيضاً بمثابة لحظة استيقاظ للجيوش في جميع أنحاء العالم"، مشيرة إلى تعليق رئيس أركان القوات الجوية الأميركية ديفيد ألفين، الذي قال إنّ "الهجوم أظهر أن المواقع التي تبدو غير قابلة للاختراق، ربما لم تعد آمنة في عصر تكنولوجيا الطائرات من دون طيار المتطوّرة بسرعة، والحرب غير المتكافئة، وأن مثل هذه التكتيكات يمكن أن تخلق معضلات لكل من المهاجمين والمدافعين".
