أعلنت الحكومة السورية، اليوم الاثنين، إعادة فتح ممر بصرى الشام الإنساني في درعا الذي تدخل منه المساعدات الإنسانية إلى محافظة السويداء جنوبي سورية، وذلك عقب إغلاقه يوم أمس بسبب اشتباكات مع مجموعات مسلحة. ونقلت قناة الإخبارية السورية عن مصدر أمني في وزارة الداخلية استئناف فتح ممر بصرى الشام الإنساني الواصل إلى السويداء، بعد تأمين المنطقة وإبعاد خطر المجموعات المسلحة التابعة لرجل الدين حكمت الهجري. وتدخل عبر المعبر المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى محافظة السويداء من جهة بصرى الشام في ريف درعا، وقد أعلن عن إغلاقه مؤقتاً يوم أمس الأحد بعد اشتباكات بين جهاز الأمن الداخلي ومجموعات مسلحة في السويداء.
على صعيد متصل، لا تزال محافظة السويداء تعاني منذ قرابة أسبوعين من سلسلة من الأزمات الحادة التي خلّفتها العمليات العسكرية في المنطقة، وأبرزها شح المياه الصالحة للشرب، ونقص كميات الطحين التي تصل إلى الأفران، فضلاً عن نقص الوقود وضعف شبكات الاتصالات والإنترنت. في حين عاد الانقطاع في شبكة الكهرباء بعد ساعات على إصلاح بعض الخطوط، وتنعكس أزمة الكهرباء مباشرة على أزمة المياه الخانقة، والكثير من الخدمات الرئيسية الضرورية للسكان.
وقالت ميساء العبد الله، من أهالي قرى السويداء، لـ"العربي الجديد"، إن كامل قرى الريف الغربي والغربي الشمالي لمحافظة السويداء مدمّرة بالكامل، مؤكّدة أن هذه القرى والجهة الغربية لمدينة السويداء باتت عبارة عن دمار وأهلها نزحوا عنها. مضيفةً أن القرى الجنوبية والشرقية لمحافظة السويداء تصل إليها مساعدات محدودة والأفران توزّع الخبر مرة كلّ يومين. أما في مدينة السويداء فالأهالي ينتظرون 4 إلى 5 ساعات للحصول على ربطة خبز واحدة لا تكفي إلا لبضعة أفراد، علماً أن معظم العائلات استقبلت نازحي الريف في بيوتها. وأكدت العبد الله أن طريق الشام مغلق أمام وصول الاحتياجات الغذائية للأهالي منذ أكثر من أسبوعين، وحتى اليوم لم تدخل أي بضائع وباتت شبه معدومة في المحافظة.
وحول المساعدات التي أعلنت الحكومة السورية عن إرسالها إلى السويداء، قالت ميساء إن المساعدات تصل، لكن الناس لا يعرفون إلى أين يتوجهون للحصول عليها، لا سيما في ظل عدم وجود جهة واحدة تتولّى توزيعها، أو جهات تتواصل مع الأهالي، وأشارت إلى أن الكميات محدودة وهناك أصناف بحاجة إلى الطبخ ولا يتوفر الغاز المنزلي.
وكانت الحكومة السورية قد أعلنت عن إرسال عدة قوافل مساعدات إلى السويداء آخرها كان قبل يومين وسط مطالب بفتح الطرقات إلى المحافظة.
