
انخفضت أسعار النفط اليوم الاثنين، بعد أن اتفق تحالف أوبك+ على زيادة كبيرة جديدة في الإنتاج في سبتمبر/أيلول وهو ما من شأنه تعزيز الإمدادات، لكن المخاوف بشأن توقف شحنات النفط الروسي إلى الهند حدت من الخسائر. وبحلول الساعة 04.56 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 18 سنتاً أو 0.26% إلى 69.49 دولاراً للبرميل، بينما نزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 12 سنتاً أو 0.18% إلى 67.21 دولارا للبرميل بعد أن انخفض كلا العقدين بنحو دولارين للبرميل عند التسوية يوم الجمعة.
واتفق تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء، أمس الأحد، على زيادة إنتاج النفط بمقدار 547 ألف برميل يوميا في شهر سبتمبر/ أيلول، وهي الأحدث في سلسلة من الزيادات المتسارعة في الإنتاج لاستعادة حصته في السوق، مشيرا إلى أن قوة الاقتصاد وانخفاض المخزونات هما السببان وراء قراره. وتمثل هذه الخطوة، التي تتماشى مع توقعات السوق، إلغاء كاملا ومبكرا لأكبر شريحة من تخفيضات الإنتاج التي أقرها تحالف أوبك+، بالإضافة إلى زيادة منفصلة في إنتاج الإمارات، بما يصل إلى نحو 2.5 مليون برميل يومياً، أو نحو 2.4% من الطلب العالمي.
ويتوقع محللون في غولدمان ساكس أن الزيادة الفعلية في المعروض من ثماني دول أعضاء في التحالف رفعت إنتاجها منذ مارس/آذار ستبلغ 1.7 مليون برميل يومياً، أو حوالي ثلثي ما تم الإعلان عنه، لأن أعضاء آخرين في المجموعة خفضوا الإنتاج بعد أن كانوا ينتجون أكثر من اللازم في السابق. وقالوا في مذكرة: "في حين أن سياسة أوبك+ لا تزال مرنة والتوقعات الجيوسياسية غير مؤكدة، فإننا نفترض أن أوبك+ سيبقي الإنتاج المطلوب دون تغيير بعد سبتمبر"، مضيفين أن النمو القوي في الإنتاج من خارج أوبك من المرجح أن يترك مساحة ضئيلة لبراميل أوبك+ الإضافية.
وقالت حليمة كروفت المحللة في آر.بي.سي كابيتال ماركتس: "يبدو أن الرهان على قدرة السوق على استيعاب البراميل الإضافية قد آتى ثماره بالنسبة لحائزي الطاقة الفائضة هذا الصيف". ومع ذلك، لا يزال المستثمرون حذرين من فرض المزيد من العقوبات الأميركية على إيران وروسيا والتي ربما تعطل الإمدادات. وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100% على مشتري الخام الروسي في إطار سعيه للضغط على روسيا لوقف حربها في أوكرانيا.
وقالت مصادر تجارية يوم الجمعة، إن سفينتين على الأقل محملتين بالنفط الروسي متجهتين إلى مصافي التكرير في الهند حولتا وجهتهما إلى وجهات أخرى بعد العقوبات الأميركية الجديدة، وهو ما أكدته بيانات حول تدفقات التجارة من مجموعة بورصات لندن. وقال محللو آي.إن.جي بقيادة وارن باترسون في مذكرة إن هذا يعرض حوالي 1.7 مليون برميل يوميا من إمدادات النفط الخام للخطر إذا توقفت المصافي الهندية عن شراء النفط الروسي.
وأضافوا أن هذا من شأنه أن يلغي الفائض المتوقع حتى الربع الرابع وعام 2026، ويتيح لأوبك+ فرصة البدء في تقليص الشريحة التالية من تخفيضات في الإنتاج تبلغ 1.66 مليون برميل يوميا. ومع ذلك، قال مصدران حكوميان هنديان لوكالة رويترز يوم السبت، إن الهند ستواصل شراء النفط من روسيا على الرغم من تهديدات ترامب. وأيضا تخيم المخاوف بشأن تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على النمو الاقتصادي العالمي واستهلاك الوقود على السوق، خاصة بعد أن جاءت البيانات الاقتصادية الأميركية حول نمو الوظائف يوم الجمعة دون التوقعات.
وقال الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير أمس الأحد، إن الرسوم الجمركية التي فُرضت الأسبوع الماضي على عشرات الدول من المرجح أن تبقى قائمة بدلا من خفضها في إطار المفاوضات المستمرة.
(رويترز)
