
الفيديوهات التي نشرها الحوثيون في 27 يوليو/تموز 2025، والتي تظهر أفرادا عدة من طاقم سفينة غارقة يبدو أنهم محتجزون منذ أسابيع، تشكل اعتداء على كرامتهم الشخصية، أي جريمة حرب مفترضة.
وكان الحوثيون، الذين يسيطرون على معظم أراضي اليمن، قد هاجموا السفينة التجارية "إيترنتي سي" وأغرقوها في وقت سابق من يوليو/تموز. في الفيديوهات، يكرر أفراد الطاقم ادعاءات الحوثيين الزائفة بأن السفينة كانت متجهة إلى إسرائيل، ما يثير مخاوف من أن يكونوا قد أُجبروا على الإدلاء باعترافات كاذبة.
هاجم الحوثيون سفينة إيترنتي سي وسفينة أخرى، "ماجيك سيز"، بين 6 و8 يوليو/تموز. أودت الهجمات بحياة أربعة على الأقل من أفراد طاقم سفينة إيترنتي سي البالغ عددهم 25، وتسببت في غرق السفينتين في نهاية المطاف. أعلن الحوثيون أنهم "أنقذوا" 10 من أفراد الطاقم وواصلوا احتجازهم دون مبرر قانوني.
وقد خلصت "هيومن رايتس ووتش" في وقت سابق إلى أن الهجمات على السفينتين تشكل جرائم حرب مفترضة.
الحوثيون، الذين يهاجمون السفن التي يزعمون أنها على علاقة بإسرائيل، قائلين إن ذلك لدعم الفلسطينيين في غزة، زعموا أن السفينة إيترنتي سي كانت متجهة إلى ميناء إسرائيلي. إلا أن السفينة كانت متجهة إلى السعودية قادمة من الصومال بعد أن سلّمت مساعدات إنسانية لـ "برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة". وتظهر الفيديوهات أفراد الطاقم يكررون ادعاءات الحوثيين.
ليست هذه المرة الأولى التي ينشر فيها الحوثيون فيديوهات لما يبدو أنه اعترافات انتُزعت بالإكراه. في يونيو/حزيران 2024، نشرت السلطات الحوثية فيديوهات ومنشورات مختارة على قناة "المسيرة" التلفزيونية التابعة لها، تظهر رجالا يمنيين محتجزين يعترفون بأنهم كانوا يتجسسون لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل. وثّقت هيومن رايتس ووتش سابقا استخدام الحوثيين التعذيب لانتزاع الاعترافات.
لم يقدم الحوثيون أي أساس قانوني لاحتجاز أفراد الطاقم، وتسعة منهم من الفلبين، وفقا لوزارة العمال المهاجرين الفلبينية. ينبغي للحوثيين الإفراج فورا عن أفراد الطاقم والسماح لهم بالعودة إلى بلدانهم وأسرهم.