
تستمر منذ ثلاثة أيام المفاوضات بين القبائل وممثلي حركة طالبان الباكستانية في مقاطعة باجور القبلية التي شنت فيها قوات الجيش عملية مسلحة ضد مسلحي الحركة، ووقفت القبائل ضدها، معلنة عدم الانصياع لأوامر الجيش بحظر التجوّل في المنطقة، ولجوءها للحديث مع الطرفين. ووفق ما رصده "العربي الجديد"، فإنّ وفداً قبلياً مكوّناً من 40 شخصاً من وجهاء القبائل المختلفة في مقاطعة باجور تواصل مع قيادة طالبان الباكستانية وتم التوافق على اللقاء في أحد مساجد منطقة لغري في قرية ماموند بمقاطعة باجور القبلية. وعُقد اللقاء الأول في 1 أغسطس/ آب الحالي، حيث طلب الوفد القبلي من ممثلي طالبان أن يترك المسلحون مقاطعة باجور، ومن الجيش الباكستاني أن يخرج قواته من المنطقة، لأنه بخروج المسلحين، لن يبقى أي مبرر للجيش من أجل البقاء وشنّ عملية مسلحة.
وخلال اللقاء، دارت مناقشات طويلة بين ممثلي الحركة الذين ينتمون إلى مقاطعة باجور نفسها، ووجهاء القبائل. وفي البداية، ألحّ ممثلو طالبان على البقاء في المنطقة "حتى تنفيذ الشريعة الإسلامية"، ولكن بعد إصرار وجهاء القبائل، طلب ممثلو الحركة مهلة حتى الساعة الثانية من يوم أمس السبت، للتشاور مع قيادتهم.
وبعد ظهر يوم السبت، دار مرة أخرى لقاء بين ممثلي الحركة ووجهاء القبائل الذين بلغ عددهم 50 شخصاً، وعُقد أيضاً في قرية ماموند لكن في مسجد آخر، وهذه المرة، أكد ممثلو طالبان أنّ كل أعضاء الحركة المنتمين إلى القبائل المحلية في باجور لن يخرجوا من المنطقة لأنها وطنهم، ولكنهم مستعدين لوقف إطلاق النار وعدم استخدام السلاح بشرط أن تخرج القوات الباكستانية، بينما يخرج مسلحو طالبان غير المنتمين إلى المنطقة. وأخذ وجهاء القبائل مهلة حتى مساء اليوم الأحد من أجل التشاور فيما بينهم، والحديث مع قوات الجيش.
وكان وجهاء قبائل شينواري وأفريدي في مقاطعة خيبر القبلية قد اجتمعوا أيضاً الأسبوع الماضي مع ممثلي طالبان وطلبوا من الحركة المغادرة، وبعد التشاور مع قيادة الحركة، قال الممثلون للزعامة القبلية إنه لا يمكن لمسلحي الحركة الخروج من المنطقة ما دامت قوات الجيش موجودة فيها.
في أعقاب ذلك، طلبت الحكومة المحلية (يتزعمها حزب عمران خان) في إقليم خيبربختونخوا، شمال غربي البلاد، من الجيش الباكستاني الخروج من منطقة القبائل خلال 15 يوماً، بحجة أنه مع خروج الجيش، سيعود النظام القبلي إلى المنطقة ولن يكون هناك مبرر لاستمرار الحرب، وهو ما أثار استياء الحكومة الباكستانية والجهات الرسمية في باكستان.

أخبار ذات صلة.


