
دخلت اليوم الأحد شاحنتان محملتان بالوقود من مصر إلى معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، تمهيدًا لنقلهما إلى قطاع غزة في خطوة نادرة تأتي وسط أزمة إنسانية متفاقمة يعيشها القطاع منذ بداية الحرب. وأفاد مراسل "العربي الجديد" بأن الشاحنتين تحملان 107 أطنان من وقود الديزل، وتم نقلهما بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية عبر معبر كرم أبو سالم بدلاً من معبر رفح المغلق منذ شهور.
كما أعلنت القوات المسلحة المصرية، في بيان رسمي صادر عن المتحدث العسكري، عن استمرار أعمال الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية على المناطق التي يصعب الوصول إليها داخل قطاع غزة. وأوضح البيان أن "ذلك يأتي استمرارًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتقديم كافة أوجه الدعم للأشقاء الفلسطينيين". وأضاف البيان أنه "خلال الأيام الثلاثة الماضية، أقلعت تسع طائرات نقل عسكرية مصرية محملة بعشرات الأطنان من المساعدات الغذائية، ونفذت عمليات إسقاط جوي فوق المناطق المحاصرة"، مؤكدًا أن هذه العمليات تجري بالتزامن مع الجهود المصرية لاستمرار تدفق شاحنات المساعدات برًّا.
#المتحدث_العسكرى : إستمراراً لتوجيهات السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسى .. مصر تواصل أعمال الإسقاط الجوى للمساعدات...
تم النشر بواسطة الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة في الأحد، ٣ أغسطس ٢٠٢٥
وذكرت قناة القاهرة الإخبارية التابعة للدولة المصرية في وقت سابق اليوم الأحد، أن شاحنتي وقود محملتين بما يصل إلى 107 أطنان من الوقود ستدخلان غزة، وذلك بعد قيود فرضتها إسرائيل لأشهر على دخول البضائع والمساعدات إلى القطاع. وحذرت وزارة الصحة في القطاع مراراً من أن نقص الوقود يعوق عمل المستشفيات، مضيفة أن ذلك يستلزم من الأطباء إعطاء أولوية للخدمات في بعض المرافق. ولم يصدر تأكيد دخول الشاحنتين إلى غزة بعدُ، وفقا لوكالة رويترز.
وأصبح دخول الوقود إلى غزة نادراً منذ شهر مارس/ آذار، عندما فرضت إسرائيل قيوداً على تدفق المساعدات والبضائع إلى القطاع. وتوفي العشرات بسبب سوء التغذية والمجاعة في غزة خلال الأسابيع الماضية. وأعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم الأحد، ارتفاع حصيلة وفيات المجاعة إلى 175 فلسطينياً بينهم 93 طفلاً منذ 7 أكتوبر 2023 بعد وفاة 6 أشخاص بسبب سوء التغذية خلال 24 ساعة.
وحذرت وكالات الأمم المتحدة في يوليو/تموز الماضي، من أن نقص الوقود قد وصل إلى "مستويات حرجة"، مما يهدد بتفاقم أوضاع أكثر من مليوني نسمة في غزة. وقالت أيضاً إن عمليات الإسقاط الجوي للإمدادات الغذائية غير كافية، وطالبت إسرائيل بالسماح بدخول المزيد من المساعدات براً وتسهيل وصولها بسرعة. ودخلت أكثر من 700 شاحنة وقود القطاع في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط خلال هدنة وقف إطلاق النار السابق، قبل أن تستأنف إسرائيل هجومها في مارس/ آذار.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة دخول 36 شاحنة مساعدات فقط إلى القطاع، السبت، مؤكداً أن أغلبها تعرض للنهب والسرقة نتيجة "الفوضى الأمنية" التي تكرسها إسرائيل تزامناً مع مواصلتها سياسة التجويع وحرب الإبادة الجماعية منذ نحو 22 شهراً. وشدد المكتب على أن الاحتياجات الفعلية اليومية لقطاع غزة لا تقل عن 600 شاحنة من المواد الإغاثية والوقود لتلبية الحد الأدنى من متطلبات الحياة للقطاعات الصحية، والخدماتية، والغذائية، في ظل الانهيار الكامل للبنية التحتية بسبب حرب الإبادة الجماعية.
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيلياً وأميركياً، لكنها مرفوضة من قِبل الأمم المتحدة. ومنذ بدء هذه الآلية، وصل عدد الشهداء إلى 1422 فلسطينياً وأكثر من 10 آلاف مصاب حتى أمس السبت، جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي المتكرر للنار على منتظري المساعدات، بحسب وزارة الصحة بغزة.
ومنذ بدئها الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما سبَّب تفشيَ المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية". وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 209 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
