
تحدى عشرات الآلاف من المتظاهرين الأمطار الغزيرة وساروا عبر جسر هاربور الشهير في مدينة سيدني الأسترالية اليوم الأحد مطالبين بإحلال السلام وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة الذي مزقته الحرب ويعيش أزمة إنسانية متفاقمة، بفعل القصف الإسرائيلي والحصار المفروض على القطاع.
وتأتي المسيرة في وقت يتصاعد فيه عدد الضحايا بفعل سياسات التجويع الإسرائيلية، إذ قالت وزارة الصحة في غزة، إن العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية بلغ 175 شهيدًا، من بينهم 93 طفلًا، في بيان جاء بعد تسجيل 6 حالات وفاة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وحمل بعض المشاركين في المسيرة، التي أطلق عليها منظموها اسم (مسيرة من أجل الإنسانية)، أواني طهو رمزاً للجوع. وتفاوت المشاركون في المسيرة بين كبار في السن وأُسر معها أطفال صغار. وشارك في المسيرة جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس. ولوح بعضهم بالأعلام الفلسطينية ورددوا هتاف "كلنا فلسطينيون".
وحاولت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز ورئيس وزراء الولاية الأسبوع الماضي منع المسيرة من عبور الجسر، وهو معلم مهم في المدينة وطريق نقل رئيسي، بحجة أن عبور الطريق قد يُسبب مخاطر أمنية واضطراباً في حركة النقل. وقضت المحكمة العليا للولاية أمس السبت بإمكانية تنظيم المسيرة. وقالت شرطة نيو ساوث ويلز إنها نشرت مئات من أفرادها وحثت المتظاهرين على التزام السلمية. وانتشرت الشرطة أيضاً في ملبورن، حيث خرجت مسيرة احتجاجية مماثلة.
وتصاعدت الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل في الأسابيع القليلة الماضية. وأعلنت فرنسا وكندا أنهما ستعترفان بدولة فلسطينية، بينما أعلنت بريطانيا أنها ستحذو حذوهما ما لم تتعامل إسرائيل مع الأزمة الإنسانية وتتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إنه يؤيد حل الدولتين، مضيفاً أن رفض إسرائيل لدخول المساعدات وتسببها في قتل مدنيين "لا يمكن الدفاع عنه أو تجاهله".
وقالت تيريز كورتيس، وهي متظاهرة في الثمانينيات من عمرها، إنها تتمتع بحق إنساني وامتياز الحصول على رعاية طبية جيدة في أستراليا. وأضافت: "لكن الناس في فلسطين تتعرض مستشفياتهم للقصف ويُحرمون حقهم الأساسي في الرعاية الطبية، وأنا أشارك في المسيرة خصيصاً من أجل ذلك".
(رويترز، العربي الجديد)

أخبار ذات صلة.
