
ما زال طالبان جامعيان سوريان من محافظة درعا جنوبي البلاد محتجزَين في محافظة السويداء الجنوبية كذلك، لدى مجموعات مسلحة تابعة لأحد شيوخ عقل طائفة الموحّدين الدروز في سورية حكمت الهجري، وذلك منذ 16 يوليو/ تموز الماضي على خلفية الحوادث الدامية الأخيرة، وسط مناشدات تطلقها عائلتاهما للإفراج عنهما. وتشدّد العائلتان على أنّ ابنَيها مدنيان ولا ينتميان إلى أيّ جهة عسكرية، في حين تؤكد شهادات احتجازهما في بلدة قنوات بريف السويداء حتى اليوم الجمعة.
ويقول المسؤول في موقع "تجمع أحرار حوران" يوسف المصلح لـ"العربي الجديد" إنّ "الاتصال فُقد بالشابَّين خالد وليد الزعبي وشفيق طارق الوهدان بالتزامن مع محاولة قوات وزارتَي الدفاع والداخلية في حكومة دمشق السيطرة على مدينة السويداء"، وذلك "في سياق التوتّرات الأمنية التي شهدتها المدينة أخيراً".
ويوضح المصلح أنّ "الشابَّين كانا يسكنان في شقة بمدينة السويداء برفقة شابَّين آخرَين من محافظة حمص (وسط)، تحديداً بالقرب من مسجد الرحى، وقد استعانا بأحد الطلاب من أبناء السويداء لمساعدتهم في مغادرتها". لكنّ الأخير عمد، بحسب ما يفيد المصلح، إلى "تسليمهما" إلى مجموعات مسلحة اقتادتهم إلى بلدة قنوات. ويشير إلى أنّه "في آخر تواصل بين الشابَّين وذويهما، أبلغاهم أنّهما في قنوات وأنّ هاتفَيهما المحمولَين سوف يُستولى عليهما"، ومن ثم انقطع الاتصال بهما نهائياً منذ ذلك الوقت وسط مخاوف متزايدة على مصيرهما.
إجلاء طالبَين حمصيَّين من السويداء
في سياق متصل، تفيد معلومات حصل عليها "العربي الجديد" بأنّ جمعية الهلال الأحمر العربي السوري أخرجت الطالبَين الآخرَين زميلَي الزعبي والوهدان، وهما من أبناء محافظة حمص، من مكان احتجازهما في السويداء يوم السبت الماضي. وقد كشف هذان الطالبان، بحسب ما يقول المصلح، أنّهما كانا محتجزَين في مدرسة "الشهيد رائد العقلاني" ببلدة قنوات، علماً أنّ "المجموعات المسلحة كانت قد حوّلت هذه المدرسة إلى مركز احتجاز". أضافا أنّ حين خروجهما، كان "الطالبَين من درعا ما زالا هناك، إلى جانب أكثر من 20 شخصاً آخرين".
ويخبر والد الطالب خالد وليد الزعبي "العربي الجديد" أنّ ابنه كان يتابع دراسة الهندسة الميكانيكية في كلية الهندسة بمدينة السويداء، لافتاً إلى أنّه "منذ أسبوعَين، لا نعرف طعم النوم بسبب خوفنا على مصير ابننا". ويؤكد الوالد بدوره: "وصلَنا قبل أيام خبر مفاده أنّ ابني وصديقه حيّان، من خلال زميل لهما من حمص خرج يوم السبت الفائت"، مضيفاً أنّ زميلهما "أخبرنا بأنّهما ما زالا محتجزَين في مدرسة ببلدة قنوات".
طالب مفرج عنه: المحتجزون مدنيون بمعظمهم
وفي اتصال مع "العربي الجديد"، يقول طالب أُفرج عنه من مركز الاحتجاز في قنوات، رافضاً الكشف عن هويته لأسباب أمنية، إنّ "جمعية الهلال الأحمر العربي السوري صارت على علم بهويات جميع المحتجزين في داخل المدرسة، الذين يبلغ عددهم 25 شخصاً، من بينهم طفل وثلاثة مواطنين أشقاء من محافظة الرقة (شمال)، إلى جانب شاب مسيحي من حيّ الحضارة في حمص، وإمام مسجد وعائلته. ويلفت الطالب إلى أنّ "المحتجزين في المدرسة مدنيون بمعظمهم، لكنّ مجموعات مسلحة من السويداء احتجزتهم بهدف التفاوض"، الأمر الذي يثير مزيداً من التساؤلات حول طبيعة دور هذه المجموعات.
وتسلط قضية الطالبَين الزعبي والوهدان الضوء على عمليات الاعتقال والاحتجاز في سياق الواقع الأمني المعقّد في السويداء بعد الحوادث الدامية الأخيرة، خصوصاً في ظلّ غياب أيّ دور واضح للسلطات القضائية والأمنية في مثل هذه القضايا. ويواصل الأهالي مناشداتهم، على أمل أن تؤدّي جهود الهلال الأحمر العربي السوري والوساطات المحلية إلى الإفراج عن جميع المدنيين المحتجزين، خصوصاً الطلاب الذين لا تربطهم أيّ صلات بالحوادث الأمنية التي تشهدها المنطقة.

أخبار ذات صلة.
