
قرّر نادي بوكا جونيورز الأرجنتيني إبعاد ثلاثة لاعبين، الثلاثاء، هم المدافع الدولي الأرجنتيني، ماركوس روخو (35 عاماً)، وزميله الأوروغوياني في الجهة اليسرى، مارسيلو ساراتشي (27 عاماً)، والمدافع المحوري الأرجنتيني كريستيان ليما (34 عاماً)، وذلك بعد خلاف مع المدرب ميغيل روسو (69 عاماً)، الذي أمر باستبعادهم. بهذا، يرتفع عدد حالات التمرد في النادي الأرجنتيني العريق إلى 23، في قصة تثير حيرة الجماهير، وتدفعها للتساؤل عن مدى الانضباط داخل الفريق.
وكشف موقع "تي واي سي" الأرجنتيني في تقرير خاص أن قرار استبعاد ماركوس روخو، ومارسيلو ساراتشي، وكريستيان ليما من قائمة فريق بوكا جونيورز جاء بسبب استياء المدرب ميغيل روسو من تسريب تفاصيل اجتماع خاص عقده مع عدد من اللاعبين، لمناقشة ملف انتقال المهاجم ميغيل ميرينتيل (29 عاماً). ووفقاً للمصدر ذاته، فإن اللاعبين الثلاثة لم يُدعوا لحضور الاجتماع، وهو ما أثار التوتر داخل المجموعة، قبل أن يتخذ روسو قرار الإقصاء رداً على ما اعتبره خرقاً للثقة وتسريباً غير مقبول من داخل غرف الملابس.
أليكسيس ماك أليستر
انتقل أليكسيس ماك أليستر (26 عاماً) على سبيل الإعارة من برايتون بعد بيعه من أرجنتينوس جونيورز، لكن المشكلة ظهرت في يناير 2020، عندما أراد النادي الإنكليزي دفع نصف مليون دولار لإنهاء الإعارة مبكراً، بينما طالب النادي بمليون دولار. غادر لاعب وسط منتخب الأرجنتين حينها، متهماً إدارة "البوكا" بعدم الاستماع إليه أو تقديره، وأكد أنه كان يرغب في البقاء لستة أشهر إضافية، قبل حدوث المشكل.
ناهويل مولينا
وعاد ناهويل مولينا (27 عاماً) إلى صفوف بوكا جونيورز مطلع عام 2020 بعد نهاية فترة إعارته، لكن محادثات تجديد عقده لم تسر كما كان متوقعاً، إذ تعثّرت وسط تبادل الاتهامات بينه وبين إدارة النادي، ما أدى في النهاية إلى رحيله مجاناً نحو نادي أودينيزي الإيطالي.
راموس مينغو سانتياغو
يُعدّ راموس مينغو سانتياغو (23 عاماً)، أحد خريجي أكاديمية بوكا جونيورز، غادر النادي مجاناً عام 2020 دون أن يحصل الفريق على أي مقابل، بعد فشل الطرفين في التوصل لاتفاق بشأن أول عقد احترافي، وكان يبلغ من العمر 18 عاماً فقط حينها. حالياً، يلعب في صفوف نادي باهيا البرازيلي.
سيباستيان فيا
يُعدّ الكولومبي سيباستيان فيا (29 عاماً) من أكثر الحالات تعقيداً في بوكا جونيورز، إذ استبعد من الفريق بسبب اتهامات بالعنف الأسري أُدين بها لاحقاً، ورغم ذلك رفض النادي عروضاً عديدة لضمه. وفي النهاية، غادر مجاناً وسط نزاع قانوني، لينتقل إلى بلغاريا، ويواصل مسيرته حالياً مع إنديبندينتي ريفادافيا في مندوزا.
كارلوس تيفيز
عاش كارلوس تيفيز (41 عاماً) واحدة من أكثر القصص حساسية داخل بوكا جونيورز، بعدما توترت علاقته بمجلس كرة القدم، خاصة إثر وصفه بـ"اللاعب السابق" من بعض أعضائه. ورغم تجديد عقده، اختار الرحيل في إبريل/نيسان 2021، بعدما تآكلت العلاقة بينه وبين إدارة النادي، لتكون النهاية متأثرة بالخلافات رغم لحظة وداع ودّية مع ريكيلمي.
بوكا وماورو زاراتي
رحل ماورو زاراتي (38 عاماً) عن بوكا جونيورز في أجواء متوترة خلال فترة كورونا، رغم تمسك المدرب ميغيل أنخل روسو بخدماته. تعثرت مفاوضات التجديد بسبب اختلاف في وجهات النظر وتضارب الروايات، إذ لم تجد مطالبه آذاناً صاغية من الإدارة، لينتهي به الأمر بالرحيل مجاناً، وسط غموض كبير حول كواليس القرار.
جونيور ألونسو
شكّل رحيل جونيور ألونسو (32 عاماً) عن بوكا جونيورز واحدة من أبرز الحالات التي أثّرت فيها فترة تفشي فيروس كورونا بشكل مباشر، إذ وجد اللاعب الباراغوياني نفسه وحيداً في الأرجنتين، بعيداً عن عائلته. ورغم محاولات النادي لإقناعه بالبقاء وسعيه لشراء عقده من ليل الفرنسي، تمسك ألونسو بقراره في عدم العودة، ليلتحق لاحقاً بأتلتيكو مينيرو.
جوليو بوفاريني
أثار رحيل جوليو بوفاريني (36 عاماً) عن بوكا جونيورز جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية، بعدما فاجأ النادي الجميع ببيان رسمي أعلن فيه مغادرته، حتى أن اللاعب نفسه لم يكن على علم مسبق بذلك. ورغم أنه كان قد جدّد عقده، إلا أن الخلافات المتراكمة أدّت إلى نهاية متوترة، انتهت برحيله مجاناً وبشكل غير ودي.
بول فرنانديز
تُعدّ حالة بول فرنانديز (33 عاماً) من بين الحالات النادرة في بوكا جونيورز، إذ غادر النادي في مناسبتين، كانت الأخيرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي. المرة الأولى حصلت أواخر عام 2020، عندما جدّد النادي إعارته إلى كروز أزول دون تعديل عقده أو تحسين شروطه. ورغم إبلاغه المسبق بعدم الرغبة في التجديد، ظل وفياً للميدان حتى آخر لحظة له مع الفريق.
كريستيان بافون
تكرّرت مع كريستيان بافون (29 عاماً) في بوكا جونيورز قصة باتت مألوفة: مفاوضات مطوّلة لم تصل إلى نتيجة، وعروض لم تُترجم إلى خطوات فعلية، لتنتهي العلاقة مع أحد أهم اللاعبين برحيل مجاني، بعد فشل الطرفين في تجديد عقد الإعارة. ورغم الانتظار، خرج بافون دون أن يحقق النادي أي مكسب مالي يُذكر.
إدواردو سالفيو
كان إدواردو سالفيو (35 عاماً) أحد أبرز عناصر بوكا جونيورز، لكن تكرار الإصابات أثّر على استمراريته داخل الملعب. حاول النادي الحفاظ عليه بعرض تجديد تضمّن خفضاً كبيراً في راتبه، فردّ اللاعب باقتراح بديل يعكس رغبته في البقاء. ورغم ذلك، فشلت المفاوضات، ليغادر الفريق مجاناً في منتصف 2022.
أوغستين روسي
برز أوغستين روسي (29 عاماً) بوصفه أحد نجوم بوكا جونيورز، لكن حين حان وقت تجديد عقده، لم تلقَ مطالبه أي استجابة من الإدارة. بعد الإقصاء من كأس ليبرتادوريس 2022، تم تجميده خارج التشكيلة لأكثر من ستة أشهر. وقع لاحقاً على عقد مبدئي مع فلامنغو، وبعد فترة إعارة في النصر السعودي، غادر مجاناً إلى البرازيل في منتصف 2023.
كارلوس إزكيردوس
يُصنف كارلوس إزكيردوس (36 سنة) من بين اللاعبين البارزين في بوكا جونيورز، لكنه دخل في صدام مع الإدارة بسبب خلاف حول المكافآت، قبيل مواجهة كورينثيانز في كأس ليبرتادوريس 2022. استُبعد من الفريق إثر ذلك، قبل أن يُعار إلى سبورتينغ خيخون. وهو اليوم يعود إلى الدوري الأرجنتيني بقميص لانوس.
أوغستين ألميندرا
دخل أوغستين ألميندرا (25 سنة) في خلاف حاد مع المدرب سيباستيان باتاغليا مطلع عام 2022، ومنذ ذلك الحين لم يستعد مكانته في الفريق. وبين عروض رُفضت وموقف متأزم مع مجلس الإدارة، قرر الرحيل مجاناً في ديسمبر، وسط أجواء مشحونة، ثم بقي دون نادٍ حتى انضم إلى راسينغ في إبريل/نيسان 2023.
مارسيلو وايغندت
يُعدّ مارسيلو وايغندت (25 سنة) واحداً من أبناء النادي الذين واجهوا صعوبات كبيرة في مفاوضات تجديد العقد، حتى أن والده وجّه انتقادات علنية مباشرة لمجلس كرة القدم في بوكا جونيورز. وبعد شد وجذب، تم التوصل إلى اتفاق يمتد حتى عام 2027، قبل أن ينتقل على سبيل الإعارة إلى إنتر ميامي لمدة عامين.
ماتيو ريتيغي
أُعير ماتيو ريتيغي (26 سنة) إلى نادي تيغري وتألق بشكل لافت، لكن بوكا جونيورز لم يفعل خيار استعادته حين سنحت الفرصة. اللاعب لم يكن راضياً عن طريقة التعامل معه، فاختار الرحيل إلى بولونيا في صفقة تجاوزت قيمتها 20 مليون دولار. وأخيراً، بِيع إلى نادي القادسية السعودي.
فالنتين باركو
على غرار ويغاندت ومولينا، خاض فالنتين باركو (21 سنة) مفاوضات شاقة لتجديد عقده مع بوكا جونيورز، لكنها لم تثمر عن اتفاق نهائي. وفي ظل تعثّر المحادثات، قرر الرحيل عبر دفع الشرط الجزائي البالغ عشرة ملايين دولار، لينتقل رسمياً إلى نادي برايتون الإنكليزي.
نيكولاس فالنتيني
تُعدّ حالة المدافع نيكولاس فالنتيني (24 سنة) من الملفات التي لا تزال حاضرة في مكاتب بوكا جونيورز، بعدما استُبعد من الفريق الأول منذ إبريل دون تبرير واضح من النادي. وفي ديسمبر 2024، غادر مجاناً إلى فيورنتينا الإيطالي، تاركاً خلفه كثيراً من التساؤلات حول ظروف خروجه والطريقة التي أغلق بها الملف بهدوء.
إزكييل فرنانديز
تُعتبر حالة إزكييل فرنانديز (23 عاماً) من بين الأقل تعقيداً ضمن سلسلة المغادرين لنادي بوكا جونيورز، رغم أن خروجه لم يكن سلساً تماماً. واجه اللاعب بعض العراقيل في مفاوضات الرحيل، لكن بعد تعثّر الوصول إلى اتفاق مع الإدارة، قرر تفعيل بند الشرط الجزائي ليفسخ عقده. واليوم، يُواصل مسيرته الاحترافية مع نادي القادسية السعودي.
كريستيان ميدينا
تُعدّ حالة كريستيان ميدينا (23 عاماً) الأحدث في سلسلة المغادرين لبوكا جونيورز، بعدما اتخذ قراراً بالتوقف عن اللعب احتجاجاً على رفض النادي عرضاً مقدماً من فنربخشه التركي. لاحقاً، اعترف بأنه تصرّف بانفعال، لكن العلاقة كانت قد توترت بشكل كبير، ليدفع في يناير/كانون الثاني قيمة الشرط الجزائي وينتقل إلى إستوديانتس، منهياً مسيرة قصيرة طبعها التوتر والندم.
مارسيلو ساراتشي
انضم مارسيلو ساراتشي (27 سنة) إلى بوكا جونيورز لتدعيم الجهة اليسرى من الدفاع، ونجح في نيل فرصة اللعب أساسياً في بعض المباريات تحت قيادة فرناندو غاغو. لكن بعد الإقصاء أمام أليانزا ليما، أصبح خارج حسابات التشكيلة الأساسية. قلة مشاركاته أدّت إلى خلافات مع المدرب دييغو مارتينيز، ولم يكن يوماً خياراً مع ميغيل روسو.
كريستيان ليما
فرض كريستيان ليما (34 سنة) نفسه أساسياً تحت قيادة المدرب دييغو مارتينيز، لكن طرده في مباراة أمام إستوديانتس ضمن كأس الرابطة أنهى عملياً مشواره مع الفريق. مع غاغو، لم يلعب سوى لقاء واحد، فيما لم يكن ضمن حسابات ميغيل روسو إطلاقاً. حتى اللحظة، لم تُحسم مسألة رحيله بسبب خلافات مع الإدارة.
ماركوس روخو
كان ماركوس روخو (35 سنة) من أكثر الأسماء المدللة لدى خوان رومان ريكيلمي، الذي تعاقد معه في 2021 كأحد أبرز تدعيماته، لكن مشاكله الصحية المتكررة وسلوكياته خارج الملعب، إضافة إلى تصريحات غير موفقة، تسببت في تراجع الدعم الذي حظي به من مجلس الإدارة. وفي نهاية المطاف، وضع المدرب ميغيل روسو حداً لمسيرته مع بوكا جونيورز.
وفي ظل هذا التراكم من الحالات الشائكة والرحيل المجاني للاعبين، يبدو أن بوكا جونيورز يواجه أزمة تتجاوز مجرد اختلافات فردية، لتلامس عمق العلاقة بين الإدارة واللاعبين. من نجمٍ يتألق ثم يرحل في صمت، إلى موهبة شابة تُهمّش، تتكرّر القصة بتفاصيل مختلفة، لكن النتيجة واحدة: خسائر فنية ومادية، وشكوك متزايدة حول القدرة على الحفاظ على الاستقرار داخل النادي. ومع تواصل هذه السلسلة من القطيعة، تزداد الضغوط على مجلس الإدارة للبحث عن مراجعة جذرية في أسلوب الإدارة والعلاقات الداخلية، قبل أن يفقد "البوكا" ما تبقّى من صورته نادياً جذاباً ومستقراً.
