
اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، الخميس، عدداً من المتظاهرين، في تل أبيب، خلال قمعها مظاهرة تطالب بإنهاء الحرب من أجل إعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة الذي يشهد حرب إبادة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتزامنت المظاهرة، مع نقل إعلام عبري عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ناقش خلال لقائه المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يزور إسرائيل حالياً، إمكانية الانتقال من "صفقة جزئية وتدريجية إلى صفقة شاملة بشأن غزة"، على أن تشمل الصفقة الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إنّ الشرطة الإسرائيلية اعتقلت عددًا من المتظاهرين بتل أبيب في أعقاب قمعها احتجاجًا يطالب بإنهاء الحرب في غزة من أجل إعادة الأسرى المحتجزين. وزعمت الشرطة أن المظاهرة "غير قانونية". وبحسب الصحيفة ذاتها، فإنّ "متظاهرين قاموا بإغلاق الطريق كنوع من أنواع التظاهر، والمطالبة بإنهاء الحرب في غزة" وإعادة الأسرى المحتجزين.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم. وتشير عدة استطلاعات للرأي إلى أن معظم الإسرائيليين يؤيدون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وإعادة الأسرى، منها ما ذكره موقع والاه الإخباري العبري في 25 يونيو/حزيران الماضي، أن 67 بالمائة من الإسرائيليين يؤيدون ذلك.
وفي ظل تعثر المساعي الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، بفعل الموقف الإسرائيلي، أعلنت حركة حماس، يوم الخميس، استعدادها الفوري للانخراط في جولة جديدة من المفاوضات، شرط إنهاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وإيصال المساعدات الغذائية إلى مستحقّيها دون قيد أو شرط. وقالت الحركة، في بيان نشرته في قناتها الرسمية على تليغرام، إن حرب التجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بلغت "حدًا لا يُحتمل"، وتشكل الخطر الأكبر على حياة أكثر من مليوني فلسطيني، محذّرة من استمرار هذه "المجزرة الجماعية" بحق السكان المدنيين.
يأتي ذلك فيما نشرت حركة الجهاد الإسلامي مساء الخميس، فيديو تتجاوز مدته ست دقائق، للمحتجز الإسرائيلي روم براسلافسكي، يطالب فيه الحكومة الإسرائيلية، بالتحرّك للإفراج عنه، في حين أشارت سرايا القدس الذراع العسكرية للجهاد، إلى أن الفيديو جاء بعد فقدان الاتصال بالمجموعة الآسرة بفعل القصف الإسرائيلي. وبدا المحتجز هزيلا للغاية ويتحدث عن ظروف احتجازه وعن انعكاس العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على حياته في ظل انعدام الغذاء. وأكّدت عائلة براسلافسكي هوية ابنها الذي ظهر في الفيديو، وقالت في بيان: "لقد تمكّنوا من كسر روم. حتى الأقوى لديه نقطة انكسار (...) يجب أن يعودوا (الرهائن) جميعا إلى ديارهم الآن". ووجهت "نداء عاجلا إلى الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب لإعادة ابنها إلى الديار".
(الأناضول، العربي الجديد)
