
نددت بريطانيا و13 دولة حليفة، من بينها الولايات المتحدة وفرنسا، اليوم الخميس، بما وصفته بتصاعد مؤامرات الاغتيال والخطف والإيذاء التي تحاك من أجهزة المخابرات الإيرانية ضد أشخاص في أوروبا وأميركا الشمالية. وقالت الدول في بيان مشترك: "نحن متحدون في معارضتنا لمحاولات أجهزة المخابرات الإيرانية قتل وخطف وإيذاء أشخاص في أوروبا وأميركا الشمالية، في انتهاك واضح لسيادتنا". ودعت حكومات ألبانيا والنمسا وبلجيكا وكندا والتشيك والدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا والسويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة إيران إلى وقف مثل هذه الأنشطة غير القانونية على الفور، وأضافت الدول أن تنفيذ هذه الأعمال يتزايد بالتعاون مع شبكات إجرامية دولية.
وتقول بريطانيا إنها منذ أوائل عام 2022 أحبطت أكثر من 20 مؤامرة مرتبطة بإيران لاختطاف أو قتل أشخاص في المملكة المتحدة، بمن فيهم مواطنون بريطانيون وآخرون تعتبرهم طهران تهديداً، وأعلنت الحكومة البريطانية في مارس/آذار الماضي أنها ستلزم الدولة الإيرانية بتسجيل جميع أنشطة النفوذ السياسي، مشيرة إلى السلوك العدواني المتزايد لأجهزة المخابرات الإيرانية.
وكانت لندن وواشنطن فرضتا، في يناير/كانون الثاني 2024، مجموعة من العقوبات على مسؤولين إيرانيين "متورطين في تهديدات بارتكاب جرائم قتل على أراضي المملكة المتحدة، فضلاً عن المنظمات الإجرامية التي تنفذ توجيهات النظام في الخارج"، وفق بيان للخارجية البريطانية وقتها. وشملت العقوبات تجميد الأصول وحظر عدد من الأفراد لـ"ضلوعهم بتهديد حياة صحافيين" من تلفزيون "إيران إنترناشيونال"، المعارض للنظام الحاكم في إيران، أثناء وجودهم على أراضي المملكة المتحدة.
وينتمي المسؤولون الإيرانيون الذين وردت أسماؤهم في العقوبات إلى "الوحدة 840" التابعة للحرس الثوري الإيراني، وذلك لتورطهم "في مؤامرات تهدف إلى اغتيال مذيعين" من تلفزيون "إيران إنترناشيونال"، بحسب ما وثق تقرير لقناة "آي تي في" في ديسمبر/ كانون الأول 2023. ومن بين الأشخاص الذين طاولتهم العقوبات بحسب الخارجية البريطانية: ناجي إبراهيم شريفي زندشتي، الذي وصفته بـ"رئيس عصابة إجرامية دولية"، ومحمد أنصاري، مسؤول فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ومحمد عبد الرازق كنفاني، الذين وردت أسماؤهم في تقرير قناة "آي تي في" الإخبارية واتهامهم بتنسيق التهديد ضد مذيعين في "إيران إنترناشيونال".
كما واجهت إيران في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 أزمة دبلوماسية مع الدنمارك في أعقاب تسرب ما عُرف بـ"لائحة الاغتيالات" التي ضمت أسماء وصورا لمعارضين إيرانيين في أوروبا، وما زاد وقتها الطين بلة بالنسبة لطهران أن أحد الأسماء الواردة في القائمة جرى اغتياله فعلاً قبل تسرب الوثيقة بعام. ونشرت القائمة صحيفة "يولاندس بوستن" الدنماركية، التي قالت إنها تلقتها من "مصدر في سفارة إيران". وشكل نشر القائمة وقتها صدمة وسجالاً لم يستثن يميناً ولا يساراً بالدعوة لـ"البحث عن المتورطين في داخل السفارة، وطرد الدبلوماسيين المشتركين في مخطط القتل".
(رويترز، العربي الجديد)
