مساعدات جديدة تصل إلى السويداء ومخيمات النازحين في درعا
عربي
منذ 5 أيام
مشاركة

وصلت، اليوم الخميس، قافلة مساعدات جديدة إلى مدينة بصرى الشام في ريف درعا، جنوبي سورية، تمهيداً لإدخالها إلى السويداء بالتزامن مع استمرار الأزمة الإنسانية التي تعاني منها المحافظة، وصعوبة تأمين المياه والغذاء ومقومات الحياة الأساسية. وقال رئيس منظمة الهلال الأحمر السوري، محمد حازم بقلة، لصحيفة "الوطن"، إنّ القافلة، وهي الخامسة المتجهة إلى السويداء، تضم 42 شاحنة محمّلة بـ200 طن من الطحين، وطناً من الملح، ونصف طن من الخميرة الجافة، إلى جانب سلال غذائية وصحية وكميات كبيرة من الأدوية، كما ترافقها سبع شاحنات تابعة للمؤسسة العامة للكهرباء، لإصلاح الشبكات المتضررة ضمن مدينة السويداء.

وحصل "العربي الجديد" على مقاطع مصورة من مدينة السويداء، تظهر تجمع الأهالي على أحد خزانات المياه التي وضعها الهلال الأحمر في المدينة للحصول على كميات قليلة من المياه لتأمين احتياجاتهم. يأتي هذا في ظل وضع معيشي صعب، إذ فُقدت غالبية المواد الغذائية من متاجر السويداء وبدت خاوية بعد نحو أسبوعين على الاشتباكات التي شهدتها المحافظة. وأظهرت المقاطع المصورة تراكم النفايات في الطرقات وقلة حركة السيارات نتيجة غياب المحروقات، فضلاً عن الدمار الواسع، فيما اصطفت عشرات السيارات والدراجات النارية في طابور طويل أمام إحدى محطات المحروقات للحصول على كميات محدودة من الوقود لتشغيل آلياتهم.

وقالت ريما العبد، وهي مدرّسة في السويداء، لـ"العربي الجديد"، إنّ الوضع لا يزال مأساوياً رغم إعلان الحكومة إدخال المساعدات، مؤكدة أنّ الأهالي يواجهون صعوبات بالغة في تأمين الماء والطعام والمحروقات، ويكافحون يومياً للحصول على أساسيات العيش، مشيرة إلى أن الكميات التي تصل لا تلبي احتياجات آلاف السكان في المحافظة. وشددت المتحدثة على  ضرورة دخول آليات البلدية لإزالة النفايات والركام، وإعادة تشغيل الكهرباء في المحافظة، وإصلاح الأعطال، كما تحدثت عن كميات محدودة من المساعدات لا تكفي آلاف السكان والنازحين الذين فقدوا كل مؤونتهم، بحسب قولها.

من جانبها، أوضحت المحامية ديانا مقلد العاملة في لجان الإغاثة في المدينة لـ"العربي الجديد"، أنّ الحياة شبه مشلولة في السويداء، نتيجة عدم توفر مادة البنزين اللازمة لتشغيل السيارات، بما في ذلك الآليات التي تجمع القمامة مما يضطر الأهالي إلى حرقها في مكانها. وأضافت أنها، إلى جانب آخرين، تبرعت بما تملكه من مخزون المازوت في منزلها لمصلحة المستشفى الذي يعمل فيه زوجها الطبيب، وذلك بهدف تشغيل المعدات الطبية في ظل النقص الحاد في المحروقات.

ونقلت وسائل إعلام محلية، اليوم الخميس، عن مسؤولين في فريق سلة الخير التطوعي لمساعدة النازحين في مدينة السويداء، قولهم إن المساعدات التي دخلت لا تغطي إلا بالكاد 8% من حاجيات أهالي المدينة والنازحين إليها. وأكدوا أنّ نقص الغاز يؤثر في تأمين وجبات الطعام للطبخ حيث يوجد 55 مركز إيواء في المدينة بحاجة يومياً للمواد الغذائية والمياه لمساعدة آلاف النازحين.

وأعلن الهلال الأحمر السوري، عن إطلاق استجابة إنسانية لمصلحة المنطقة الجنوبية في سورية. وتشمل هذه الاستجابة محافظات السويداء ودرعا وريف دمشق، بالإضافة إلى تقديم الدعم للوافدين من هذه المناطق إلى مناطق أخرى مثل حمص وإدلب، لكن الاستجابة الأساسية تتركز في المحافظات الثلاث.

مخيمات في درعا للنازحين من السويداء

في سياق متصل، أعلنت محافظة درعا عن بدء إنشاء مخيمات مؤقتة لإيواء المهجرين من السويداء، وقالت إنّ القرار اتُخذ بعد مشاورات عن ممثلين من مراكز الإيواء والمنظمات الإنسانية. وأضافت المحافظة، في بيان نشر على معرفاتها الرسمية صادر عن لجنة الطوارئ المشكلة من المحافظة، أنّ أكثر من 4629 عائلة، بتعداد يتجاوز 25 ألف فرد، نزحت من محافظة السويداء خلال الأسبوعين الماضيين، بسبب أعمال الترويع والقتل التي تنفذها "عصابات خارجة عن القانون" في مختلف مناطق السويداء.

وأشارت المحافظة، إلى أنها جهزت 63 مركز إيواء مؤقتاً داخل المدارس غير المستخدمة لأداء الامتحانات في الريف الشرقي والأوسط، بالتعاون مع المنظمات المحلية والدولية والمجتمع المحلي، لتوفير الخدمات الأساسية للنازحين. وقال الناشط محمد اللبابيدي لـ"العربي الجديد"، إنّ مراكز الإيواء يتم إعدادها على عجل بسبب تكدس النازحين في بعضها أو عند أقاربهم، في ظل عدم وجود بوادر لعودة الأهالي إلى بيوتهم. ولفت إلى أنّ كثيراً منهم قد لا يختار العودة حتى إذا هدأت الأوضاع في محافظة السويداء ليس بسبب المخاوف من عمليات انتقامية بحقهم، بل لأن بيوت بعضهم تعرّضت للحرق والنهب، ولم تعد صالحة للسكن.

وحول طبيعة التجهيزات في هذه المراكز، أفاد اللبابيدي بأنها تتضمن الحد الأدنى من مقومات العيش، والتي يتم الحصول عليها من تبرعات المنظمات الخيرية والإنسانية، فضلاً عن المجتمع الأهلي المحلي، مشيراً إلى أنّ المحافظة ربما تفكر في خطوة لاحقة في تأمين أماكن إقامة للنازحين بعيداً عن المدارس، لأنّ العام الدراسي الجديد بات على الأبواب، وكذلك فصل الشتاء، ما يستدعي ترتيبات تراعي هذه المعطيات.

من جانبه، قال أحمد المسلم مسؤول العلاقات الإعلامية في محافظة درعا، لـ"العربي الجديد"، إنّ جميع النازحين من السويداء الذين تم إيواؤهم في مدارس بدرعا سيتم نقلهم إلى مخيمات. وأوضح أنّ القرار اتخذ، لكن لم يتم حتى الآن أي إجراء عملي في الواقع. وأضاف أنّ القرار قيد الدراسة حالياً، من حيث عدد المخيمات وتجهيزها وتأمين البنية التحتية ويتوقع أن يستغرق وقتاً. وأوضح المسلم، أنّ نقل النازحين يأتي بسبب استمرار غياب مؤسسات الدولة في السويداء، وصعوبة عودة النازحين إلى مناطقهم، واقتراب العام الدراسي الجديد الذي قد يتعطل نتيجة إشغال المدارس. وأكد أنّ المحافظة تدرس الأماكن الأنسب لنقل النازحين وإنشاء المخيمات التي لم تُحدد بعد، مشيراً إلى أن النازحين يتوزعون حالياً في مناطق بصرى الشام، معربة، الغرية الشرقية، الحراك، إزرع وبصر الحرير في ريف محافظة درعا.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية