"نيويورك تايمز" كرّرت دعاية إسرائيل حول سرقة مساعدات غزة من دون دليل
عربي
منذ 5 أيام
مشاركة

وقفت وسائل الإعلام الغربي إلى جانب إسرائيل منذ بداية حرب الإبادة على غزة قبل نحو عامين، وردّد مراسلوها الدعاية الإسرائيلية في كثير من الأحيان من دون أي تدقيق. على سبيل المثال، كرّرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية ادعاء الاحتلال الكاذب بأن حركة حماس تسرق المساعدات 20 مرة في الأشهر الماضية، قبل أن تنقض مصادرها هذه المعلومات مؤخراً، بحسب تحليل أجراه موقع ذا إنترسبت المستقل.

كان الزعم بأن "حماس" تسرق المساعدات حجة رئيسية استندت عليها إسرائيل والولايات المتحدة لتسليم عمليات الإغاثة في القطاع، خلال شهر مايو/ أيار الماضي، إلى مؤسسة غزة الإنسانية الأميركية المثيرة للجدل. صار على سكان غزة التوجه إلى مواقع محدودة ومحدّدة مسبقاً لتوزيع المساعدات، حيث استشهد المئات منهم حتى الآن نتيجة تعرضهم لاستهداف جنود الجيش الإسرائيلي.

على الرغم من الوقائع الكثيرة التي تثبت المسؤولية الإسرائيلية عن تجويع الغزيين، واظبت "نيويورك تايمز" على نشر الحجج والمبررات الرسمية الإسرائيلية من دون تمحيص وتكرار الادعاءات حول استيلاء "حماس" على المعونات.

لكن، في تغيّر مفاجئ، أفاد مقال نشرته الصحيفة، السبت الماضي، نقلاً عن أربعة مصادر إسرائيلية مجهولة، بأنه "لا يوجد دليل" على أن "حماس" تسرق مساعدات الأمم المتحدة، كما لفتت إلى أن نظام مساعدات الأمم المتحدة، الذي وفّر الجزء الأكبر من المعونات للقطاع، كان "فعالاً إلى حد كبير". في الوقت نفسه زعمت المصادر مجهولة الهوية أن "حماس" سرقت" من منظمات إغاثية أصغر.

بحسب "ذا إنترسبت"، تضمّن 23 مقالاً وتقريراً من أصل 61 نشرتها "نيويورك تايمز" بين يناير/ كانون الثاني الماضي ويوليو/ تموز الحالي، الادعاءات الإسرائيلية بأن "حماس" تسرق المساعدات. كما غاب عن تسع مقالات منها أي بيانات تعارض مزاعم الاحتلال. فيما أثار 12 مقالاً منها مخاوف حول سيطرة حركة حماس على المساعدات، لكن من دون توجيه أي اتهام صريح.

ولم تدعم هذه الادعاءات بأي دليل يثبتها، واستندت على تصريحات لمسؤولين في الحكومة الإسرائيلية التي تنشر منذ عامين كمّاً هائلاً من المعلومات المضللة، والمسؤولة عن تحطيم الأرقام القياسية في قتل الصحافيين وعمال الإغاثة والأطفال الفلسطينيين، وفقاً لـ"ذا إنترسبت".

من جهته، أكد المتحدث باسم صحيفة "نيويورك تايمز"، تشارلي ستادتلاندر، أن مراسلي الصحيفة قدّموا "تقارير معمقة حول تصرفات وتكتيكات كل من إسرائيل وحماس خلال الحرب، وسيواصلون تقديم تقارير دقيقة ونشر الحقائق". وأضاف: "لقد غطّت نيويورك تايمز الحرب في غزة بعمق وإنصاف ودقة منذ بدايتها، بما في ذلك الصعوبات ونقص الغذاء الذي يواجهه سكان القطاع. وعندما يُقدّم المسؤولون الحكوميون ادعاءات أو اتهامات، يضعها صحفيو الصحيفة في سياقها الصحيح".

في الحقيقة، جاء إقرار "نيويورك تايمز" بزيف المزاعم الإسرائيلية متأخراً جداً، إذ نفت المنظمات الإغاثية العاملة في غزة، بما في ذلك وكالة أونروا التابعة للأمم المتحدة، مراراً وتكراراً ادعاءات حكومة الاحتلال حول سرقة المساعدات. كما أن الوقائع تثبت مسؤولية إسرائيل التي تحاصر القطاع عن تعريض الفلسطينيين لظروف أشبه بالمجاعة، مع وفاة أكثر من 100 شخص من الجوع، معظمهم من الأطفال. كذلك، صدرت تقارير عديدة في الفترة الماضية، تكشف زيف مزاعم سيطرة حركة حماس على المساعدات، إن كان من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، أو من المفوضية الأوربية، أو حتى من وسائل إعلام إسرائيلية.

مع ذلك، واصلت "نيويورك تايمز" ترداد الأكاذيب الإسرائيلية حتى بعد صدور هذه التقارير، وهو ما رآه "ذا إنترسبت" جزءاً من التحيز ضد الفلسطينيين الذي تبنته وسائل الإعلام الرئيسية منذ بدء حرب الإبادة على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية