السودان.... مصانع أدوية تستأنف العمل رغم الحرب
عربي
منذ 6 أيام
مشاركة

 

بدأ عدد من مصانع الأدوية في الخرطوم استئناف الإنتاج بعد توقف دام أكثر من سنتين، في خطوة ستساهم في تخفيف أزمة الأدوية ومعاناة المرضي، ولا سيما في ظل تفاقم التهريب وانتشار أصناف مغشوشة.

وأبدت خمسة مصانع من ضمن عشرين مصنعاً جاهزيتها الفنية واستعدادها لاستئناف نشاطها الإنتاجي التدريجي، كما تقدمت سبع شركات أدوية جديدة بطلبات لإقامة مصانع بالسودان، ومُنحت الموافقات اللازمة بعد استيفائها كل المتطلبات وهي الآن في مرحلة الإنشاء.

استئناف العمل رغم التحديات

قال مسؤول في مصنع النيل الأزرق للأدوية لـ"العربي الجديد" إنه رغم الدمار الذي لحق بالآليات والماكينات والمخازن والأجهزة فإنّ إدارة المصنع نجحت في تنفيذ الصيانة اللازمة لاستئناف العمل وتعتزم تشغيل المصنع بنظام وردية واحدة لتوفير الأدوية الضرورية للمواطنين.
وقال المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، إن المصنع يتكفل بكافة مدخلات الإنتاج كما أنه يعتمد في نظامه الجديد على توفير الكهرباء من الطاقة الشمسية. وأضاف: رغم الصعوبات اللوجسيتة وبيروقراطية الإجراءات إلا أننا عازمون على مواصلة المشوار بالتركيز على المواطن الذي عانى كثيراً من عدم وجود بعض الأصناف الضرورية.

وأوضح أن المستشفيات والصيدليات التي بدأت العمل داخل ولاية الخرطوم يزيد الطلب على الأدوية والمحاليل، الأمر الذي يساهم في تنشيط المصانع.
وأشارت تقارير رسمية إلى أن نحو 85 % من القطاع الصناعي قد تضرر جراء الحرب بين الجيش وميليشيات الدعم السريع، ما أدى إلى توقف شبه كامل للإنتاج حيث تعرضت مصانع الأدوية، لأضرار جسيمة أو دمرت بالكامل، فيما أجبر النزوح وانعدام الأمن عدد كبير من المصانع على تعليق نشاطها.

معالجة الأضرار

وكان مدير الصناعة في الخرطوم أمين حسن قد أكّد، في تصريحات سابقة، معاودة العديد من المصانع إنتاجها بعد معالجة الأضرار الجزئية التي تعرضت لها. وأكدت وزارة الصناعة تشجيعها لقطاع صناعة الأدوية وإزالة كل العقبات التي تعترض سير العمل في هذا القطاع الحيوي، خاصة في مرحلة الحرب، وأدرجت خطة إسعافية للحد من آثار الحرب على الصناعة الوطنية المستثمرين للدخول في الاستثمار الصناعي في السودان.

وحسب تقارير رسمية، تنتج المصانع السودانية أكثر من 100 منتج دوائي فيما تواجه الشركات أزمة التمويل لتوفير الدواء بالصورة المطلوبة. وفي هذا السياق، يقول أحد المختصين في صناعة الأدوية بالسودان لـ"العربي الجديد"، مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن التمويل البنكي في السابق كان مبنياً على نظام المرابحة وليس المصانعة.
وأضاف أن المرابحة لا تصلح للتصنيع، لأن البنك يعمل على استردادها خلال 12 شهراً، في حين لو استورد المصنع ماكينة تحتاج إلى أربعة أشهر للتركيب والتجريب والتشغيل ومن ثم الإنتاج، لذا الزمن غير كاف للاسترداد.
وشدد على أن نقص التمويل بالعملة المحلية والأجنبية أحد أهم التحديات التي تواجه مصانع الأدوية، وتحتاج إلى معالجة فورية من الحكومة وخاصة في ظل ظروف الحرب واحتياج السوق المتزايد للأدوية.

تخفيف الأزمة الصحية في السودان

يعد نقص الأدوية والمستلزمات الطبية من أبرز التحديات التي تواجه النظام الصحي في السودان، حيث أدى انهيار سلاسل الإمداد إلى صعوبة وصول الأدوية إلى المناطق المتضررة، وسط ارتفاع حاد في أسعار الأدوية المستوردة واعتماد متزايد على السوق غير الرسمي. ويؤكد مسؤولون أن إعادة تشغيل المصانع المحلية يمثل خطوة حيوية نحو تخفيف الأزمة الصحية، خاصة في ظل تزايد الطلب على الأدوية الأساسية وغياب البدائل الآمنة.

وتشير توقعات السوق إلى أن السودان، رغم التحديات، يمتلك إمكانات واعدة في قطاع التصنيع الدوائي، ما قد يُسهم في إعادة بناء القطاع تدريجيًا. وبسبب الحرب تضاعفت معاناة المرضى في صعوبة حصول كثيرين منهم على العلاج اللازم، وغلاء أسعار الأدوية وانتشار أصناف منتهية الصلاحية أو مغشوشة وسط شح كبير في العديد من أدوية الأمراض المزمنة. وجاء ذلك بعد تعرض المخازن الحكومية والصيدليات الخاصة وغيرها من المرافق الصحية للتدمير جراء الحرب.
وقال مدير السياسات بوزارة الصناعة، عماد حتمي، في تصريحات سابقة، إنهم وقفوا على حجم التدمير الممنهج الذي تعرضت له المصانع بولايتي الخرطوم والجزيرة، مؤكدا أن مصانع الأدوية في ولاية الخرطوم والتي تنتج حوالى 80 صنفاً من الأدوية قد بدأت مرحلة الصيانة وباتت جاهزة للإنتاج.
الأمين العام للمجلس القومي للأدوية والسموم، أكد وجود خطة متكاملة تهدف إلى استعادة الطاقة الإنتاجية الكاملة للمصانع تدريجيا بالتركيز على الاكتفاء الذاتي وتوفير الأدوية محلياً لتحقيق الأمن الدوائي في البلاد.
وظل السودان خلال العامين الماضيين يعاني من الارتفاع الكبير لأسعار الدواء والمحاليل الطبية بنسب وصلت إلى حوالي 500%. وفي عام 2023 قبل اندلاع الحرب كانت ملامح أزمة الدواء قد بدأت تظهر بجلاء من خلال أرفف الكثير من الصيدليات العامة شبه الفارغة، والتذمر الكبير في أوساط المستهلكين بسبب قفزة أسعار الأصناف القليلة المتوفرة.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية