
سجّل اقتصاد منطقة اليورو نمواً غير متوقع في الربع الثاني من العام الجاري، بحسب ما أظهرت بيانات رسمية يوم الأربعاء، رغم التوترات التجارية التي تخيّم على التوقعات العالمية. وأفادت وكالة الاتحاد الأوروبي الرسمية للبيانات (يوروستات) بأن منطقة العملة الموحدة التي تضم 20 بلداً قد سجّلت نمواً نسبته 0.1% في الفترة من إبريل/ نيسان إلى يونيو/ حزيران الماضيين، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وتوصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة نهاية الأسبوع الماضي، من شأنه أن يضع حداً للمخاوف التجارية لدول الاتحاد وتجنب حرب تجارية متصاعدة مع أكبر شركائه الاقتصاديين. ويأمل مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن يساعد الاتفاق الشركات على تجنّب مزيد من الصعوبات الاقتصادية، لكن محللين حذّروا من أن الناتج الأوروبي سيتأثر سلباً بالاتفاق الذي ينصّ على رسوم جمركية نسبتها 15% على معظم الصادرات.
وأظهرت بيانات "يوروستات" الأربعاء أن فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا، تجاوزت التوقعات، لتسجّل نمواً بنسبة 0.3% في الربع الثاني من العام. إلا أن الأداء الأفضل كان لإسبانيا التي سجّلت نمواً نسبته 0.7% في الفترة نفسها. وسجّلت ألمانيا، القوة الاقتصادية الكبرى في الاتحاد، انكماشاً غير متوقع بنسبة 0.1% مقارنة بالفصل السابق. كما سجّل الاقتصاد الإيطالي انكماشاً بنسبة 0.1% خلال الفترة ذاتها.
وجاء أداء منطقة اليورو أفضل من نسبة صفر في المئة التي توقعها محللون في استطلاعات "بلومبيرغ" و"فاكت سيت"، ويأتي بعدما سجّل اقتصاد منطقة اليورو نمواً بنسبة 0.6% في الربع الأول. لكن خبراء اقتصاد حذّروا من المبالغة في اعتبار تلك البيانات مؤشراً مهماً، نظراً إلى التغير الكبير في بيانات أيرلندا.
وبينما يفتقر اتفاق الأحد إلى التفاصيل في وقت ما زالت المفاوضات جارية على مسائل كثيرة، أكد الجانبان أن معظم منتجات الاتحاد الأوروبي ستخضع لرسوم جمركية نسبتها 15 في المئة، بما في ذلك الأدوية وأشباه الموصلات. وحذّر خبراء اقتصاد من أن الاتفاق قد يؤثر سلباً نوعاً ما على اقتصاد منطقة اليورو. وسارعت الشركات الأوروبية في النصف الأول من العام لشحن مزيد من المنتجات لتجنّب رسوم ترامب الإضافية. ويقول مسؤولون أوروبيون إن الاتفاق يتضمّن إعفاءات ثنائية من الرسوم الجمركية بالنسبة لسلع معيّنة لم يتم تحديدها بعد.
