
تمنح معظم الفرق القوية أهمية كبرى للاعب، الذي يحمل القميص رقم 10 في صفوفها، نظراً لرمزية هذا الرقم، الذي حمله أفضل اللاعبين على مرّ التاريخ مع الأندية أو منتخبات بلدانهم، مثل الثنائي الأرجنتيني: دييغو أرماندو مارادونا وليونيل ميسي، وكذلك الفرنسي زين الدين زيدان والإيطالي روبيرتو باجيو، والكثير من النجوم، الذين تركواً إرثاً كبيراً في ملاعب كرة القدم، ويُصنفون من بين أساطير اللعبة، رغم أن الحظ لم يبتسم لهم. ويحاول عدد من لاعبي الجيل الجديد أن يسيروا على خُطى أبطال اللعبة الذين حملوا القميص رقم 10 سابقاً.
وخلال الفترة الأخيرة، بدأ القميص رقم 10 يستعيد مكانته في عالم كرة القدم، من خلال حرص الأندية على منح هذا الرقم إلى نجم الفريق الأول، كتتويج له على تألقه، وحتى يكون له دور كبير في مجال التسويق، وبيع الأقمصة إلى الجماهير، بما أن هذا النشاط أصبح مهماً في تمويل الأندية، وتوفير موارد مالية جديدة تساعدها في تغطية ارتفاع المصاريف، ولهذا فإنّ كبار الأندية منحت الرقم 10 إلى نجوم الصف الأول، بعد أن سرق الرقم 7 الأضواء في المواسم الماضية إثر تألق البرتغالي كريستيانو رونالدو.
ولجأ نادي برشلونة الإسباني إلى نجمه الأول لامين يامال، ليحمل القميص التاريخي، إذ سيرتدي في الموسم الجديد رقم 10 بعد رحيل أنسو فاتي عن النادي، وهو الذي ورث الرقم عن ليونيل ميسي. وقد ساهمت هذه الخطوة في زيادة مبيعات النادي من الأقمصة، إذ كان الإقبال عن القميص متزايداً، منذ انطلاق الفريق في ترويجه عبر متاجره الرسمية، ذلك أنّ لامين يامال يُصنف الآن من بين أفضل اللاعبين في اللاعبين، وقادر على نحت مسيرة بطولية، وبات مرشحاً للتتويج بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، وسيشهد الإقبال على القميص تزايداً كبيراً في الفترة المقبلة مع عودة المنافسات الرسمية، وظهور لامين يامال بمستواه المبهر مثلما كان الأمر خلال الموسم الماضي.
ومن جانبه، قرّر ريال مدريد الإسباني منح هدّاف الفريق، الفرنسي كيليان مبابي، القميص التاريخي في النادي الملكي، إذ سيرفع مبابي رقم 10 عن الكرواتي لوكا مودريتش، الذي انتهى عقده مع النادي وانتقل إلى نادي ميلان الإيطالي. وكان مبابي أفضل لاعب في صفوف الفريق في الموسم الماضي، وحصل على الحذاء الذهبي لأفضل هدّاف في الدوريات الأوروبية الكبرى، ومن ثمّ فقد أصبح يملك وضعاً خاصاً في الفريق، وحمل القميص رقم 10 سيكون له دور كبير في تحفيزه، وهو الرقم الذي يحمله مع منتخب فرنسا، ورغم الانتقادات، التي وجهت لإدارة النادي الملكي بسبب الاختيار على مبابي لحمل هذا الرقم، إلّا أن الهداف الفرنسي بات الآن من بين أكثر لاعبي الفريق تأثيراً في النتائج، وقد أبدى سعادة كبيرة وهو يحصل على القميص رقم 10 رغم ثقل المهمة، بما أن أساطير النادي حملوا هذا الرقم سابقاً.
وفي إيطاليا، قرّر نادي يوفنتوس منح القميص التاريخي في النادي، إلى التركي كينان يلديز، الذي بات يحمل الرقم 10 منذ أن أثبت تميّزه وقدرته على صنع الفارق، وقد أظهر التركي أنه يستحق حمل هذا القميص وصنع انتصارات عديدة لفريقه، وهو بصدد استعادة مسيرة نجمه الأول أليساندرو ديل بييرو، كما اختار نادي ميلان في الموسم الماضي منح لاعبه البرتغالي، رافايال لياو، القميص رقم 10 لتحفيزه أكثر، وتأكيد أهميته في الفريق، وهو اللاعب الأعلى قيمة سوقية في النادي ونجمه الأول.
كما ورث الفرنسي عثمان ديمبيلي، القميص رقم 10 في باريس سان جيرمان بعد رحيل البرازيلي نيمار، وهو حالياً أفضل لاعب في الدوري الفرنسي، وكذلك يعتبر مرشحاً قوياً للحصول على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، ويحمل آمال النادي الفرنسي في رحلة الدفاع عن التتويجات التي حصدها الفريق في الموسم الماضي، التي ساهم فيها لاعب برشلونة سابقاً بشكل كبير للغاية وقدم الإضافة بأهدافه وتمريراته الحاسمة.
كما يحمل الإنكليزي، كول بالمر، رقم 10 مع فريق تشلسي، وهو اللاعب الأفضل في "البلوز" الذي يصنع الفارق باستمرار في آخر موسمين، بما أنه قدم الإضافة في أهم المباريات ويحمل آمال الفريق للتتويج على دوري أبطال أوروبا مجدّداً، أو التتويج بالدوري الإنكليزي، بعد سنوات من الغياب، وقد شهدت قيمته السوقية ارتفاعاً كبيراً في الأشهر الماضية، كما أكرم مانشستر يونايتد، الوافد الجديد على صفوفه، البرازيلي ماثيوس كوينها، بالرقم 10، بعد انضمامه إلى النادي في "الميركاتو" الصيفي، ولكن الرقم المميز لدى "الشياطين الحمر"، هو الرقم 7 الذي حمله أفضل اللاعبين في صفوفه.
وفي الأثناء، فإنّ الرقم 10 لا يتمتع بأهمية كبيرة في بعض الفرق، مثل مانشستر سيتي الإنكليزي، بما أن جاك غريليتش، الذي يرتدي هذا القميص وضعه المدرب الإسباني بيب غوارديولا، خارج حساباته وهو بصدّد البحث عن فريق جديد يواصل معه التجربة في الموسم المقبل، بعدما كانت صفقة انضمامه إلى "السيتي" من أغلى الصفقات في الدوري الإنكليزي.
