مسؤول سوري: حكمت الهجري يطالب بـ"منطقة حكم ذاتي" في السويداء
عربي
منذ 8 ساعات
مشاركة

قال مسؤول في الحكومة السورية، اليوم الاثنين، إنّ حكمت الهجري، أحد أبرز مشايخ الطائفة الدرزية في محافظة السويداء جنوبي البلاد، يطالب بإنشاء "منطقة حكم ذاتي". وجاء ذلك في حديث أدلى به المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، خلال لقاء مع مجموعة من الصحافيين، تناول فيه الأوضاع الإنسانية المتدهورة في محافظة السويداء، وفق وكالة الأناضول التركية. وأوضح المسؤول أن عدد الأفراد الذين دُفنوا في مقابر جماعية من دون التحقق من هوياتهم، عقب اندلاع الاشتباكات في 13 يوليو/تموز الجاري، قد بلغ مئات الأشخاص، وفق المعلومات الواردة.

وأكد أن قافلتين من المساعدات الإنسانية تمكنتا من دخول السويداء منذ إعلان وقف إطلاق النار من الرئاسة السورية، مشيراً إلى أنهما كانتا محملتين بالوقود والمواد الغذائية والإمدادات الطبية. وكشف عن استعداد الحكومة لإرسال قافلة مساعدات ثالثة، الاثنين، لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية. في المقابل، قال المسؤول إنّ حكمت الهجري منع الفرق الخدمية التابعة لدمشق كافّة من دخول المدينة، كما اتهمه بـ"الاستيلاء على قوافل مساعدات إنسانية كانت موجهة للمدنيين المتضرّرين من القتال"، مضيفاً أنه قام بـ"توزيعها على جماعته وأقربائه".

إجلاء عشرات الآلاف من السويداء إلى درعا وأزمة إنسانية

وأشار المسؤول إلى أنه جرى إجلاء نحو 150 ألف مدني من السويداء إلى محافظة درعا المجاورة، في ظل تصاعد الاشتباكات وأعمال العنف، واصفاً الوضع في درعا بأنه يشهد "أزمة إنسانية خطيرة"، وأضاف أن النازحين جرى إيواؤهم مؤقتاً في المدارس وملاجئ طارئة، لافتاً إلى أن الهجري سمح لمركبات الهلال الأحمر العربي السوري فحسب بالدخول إلى السويداء، بينما تسعى الحكومة السورية لتوسيع التعاون مع منظمات الإغاثة الأجنبية لإيصال المساعدات الإنسانية.

دفن جماعي واحتجاز رهائن

وقال المسؤول، استناداً إلى معلومات استخباريّة، إنّ مئات القتلى من المدنيين البدو ومقاتلي العشائر، إضافة إلى عناصر من قوى الأمن الداخلي، دُفنوا في مقابر جماعية خلال الاشتباكات والهجمات الإسرائيلية، وأضاف أن جماعة الهجري احتجزت نحو 1500 مدني رهائنَ، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، في الأيام الأولى من الاشتباكات، نافياً في الوقت ذاته وجود رهائن مدنيين لدى القوات الحكومية أو مقاتلي العشائر.

وفي إطار مبادرة لخفض التوتر، أعلنت الحكومة السورية، وفق المسؤول، عن إطلاق سراح 20 مسلحاً من جماعة الهجري "بادرةَ حسن نية"، في حين لا يزال نحو 70 عنصراً من وزارتَي الداخلية والدفاع محتجزين لدى الجماعة، جرى التأكّد من بقاء 7 منهم على قيد الحياة فقط، بحسب تقارير استخباريّة.

مطالب بالحكم الذاتي وممر حدودي

وأفاد المسؤول الحكومي بأنّ جماعة الهجري تجدّد مطالبتها اليوم بالحكم الذاتي في السويداء، وهي المطالب نفسها التي كانت قد طرحتها في عام 2023. وتشمل هذه المطالب منطقة حظر جوي فوق السويداء، وفتح معبر حدودي مع الأردن. وختم المسؤول تصريحه بالقول إنّ "الشعب السوري منهك من حرب استمرت 14 عاماً مع النظام المخلوع ( نظام بشار الأسد)"، مؤكداً ثقته بأن حلول البلاد لا تأتي إلّا عبر السلام والحوار تحت إشراف الدولة.

فحام: فكرة "الاستقلال الذاتي" ظهرت منذ 2022 وتتغذّى على الفراغ السياسي

من جهته، قال فراس فحام، الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن هذا المطلب ليس جديداً، بل ظهر في عام 2022، حين تصدّى الشيخ حكمت الهجري للحراك في السويداء قبل سقوط نظام بشار الأسد، وأوضح فحام أن موفّق طريف، رئيس محكمة دوزيف في إسرائيل، جرى تفويضه آنذاك للتفاوض مع موسكو، وطرح بوضوح فكرة فتح معبر مع الأردن، وهو ما فُهم في ذلك الوقت محاولةً لإيجاد نوع من الاستقلالية لمحافظة السويداء.

وأضاف أنه في عام 2023، بدأت تتبلور معالم فكرة الحكم الذاتي أو اللامركزية، ودخل على الخط في هذا السياق حزب اللواء السوري. أما اليوم، فإنّ الشيخ الهجري يُعد من أبرز الشخصيات التي وقفت في وجه دخول الدولة إلى محافظة السويداء، حتى قبل الأحداث الأخيرة. وأشار فحام إلى أن الهجري يحظى بدعم إسرائيلي، وقد تجلّى هذا الدعم بوضوح من خلال الغارات التي نفذتها إسرائيل على قوات الحكومة السورية التي حاولت دخول السويداء منتصف يوليو/تموز الجاري. ووفق فحام، فإنّ الهجري يرى أن هذا الدعم يتيح له رفع سقف مطالبه، لا سيّما وأنه يقدّم نفسه زعيماً دينياً لطائفة الدروز في السويداء، ويتحرك في مواجهة الحكومة الحالية من منطلقات دينية.

وبيّن فحام أن الهجري استثمر الأحداث الأخيرة في السويداء للمطالبة بتدويل ملف المحافظة، والدفع نحو حكم ذاتي، إلّا أن الظروف ليست سهلة أو مهيأة لذلك، إذ كان هناك حديث عن رفض أردني لمطلب فتح معبر حدودي، وشدّد على أنه لا يمكن التعويل مطلقاً على الدعم الإسرائيلي، مشيراً إلى أن قضية ضمّ السويداء قد تكون مطروحة بالنسبة لإسرائيل، التي توظف هذا الملف أداةَ تفاوض مع الحكومة السورية. وشدد فحام أيضاً على أن السويداء لا تستطيع الانعزال عن سورية لأسباب جغرافية واقتصادية، معتبراً أن الإشكالية الرئيسية تكمن في ضرورة الوصول إلى تسوية تنخرط فيها الحكومة السورية بهدف إصلاح الأوضاع، واحتواء التوترات التي شهدتها المحافظة، وإعادة بناء الثقة مع المجتمع المحلي، بما يقطع الطريق على دعوات الحكم الذاتي والانفصال، أو أي تدخل خارجي.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية